تداعيات التطبيع| أول زيارة بحرينية معلنة للأراضي المحتلة.. وتعاون إماراتي مع وفد المستوطنين.. واستئناف محادثات الحدود البحرية مع لبنان
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي أمس الثلاثاء، أن نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني سيجري أول زيارة “معلنة” إلى الأراضي المحتلة الأسبوع المقبل.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الزيارة ستجري على الأرجح الخميس المقبل، وستكون أول زيارة علنية الى إسرائيل يقوم بها الدبلوماسي البحريني المخضرم عبد اللطيف الزياني (66 عاما) الذي شغل في السابق منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
وجاء إعلان أشكنازي متزامنا مع إقرار الكنيست الإسرائيلي مساء الثلاثاء اتفاق التطبيع مع البحرين الذي اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “رافعة كبيرة للاقتصاد”.
وقال نتنياهو: “صادقنا في الكنيست على اتفاقية السلام التاريخية بين إسرائيل والبحرين. اتفاقية السلام هذه رافعة هائلة لاقتصادنا وسيستفيد منها جميع المواطنين الإسرائيليين. شاهدوا ما يحدث الآن بفضل اتفاقيات السلام التي أبرمناها: تواصل السفن القادمة من الإمارات تفريغ حمولتها في ميناء حيفا”.
وأضاف: “أصبحت الرحلات الجوية إلى الهند، بفضل المرور عبر أجواء السعودية، أقصر وأرخص. بفضل السلام، سنتمكن من ربط خطوط نقل النفط من الخليج إلى إسرائيل، ومن هناك إلى أوروبا. هذه ثورة حيوية حقيقية”.
وكانت إسرائيل والبحرين وقعتا على “إعلان السلام والتعاون والعلاقات الدبلوماسية والودية البناءة” في مراسم خاصة بالبيت الأبيض في 15 سبتمبر.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، الثلاثاء، عن زيارة وفد من المستوطنين الإسرائيليين إلى دبي، هي الأولى من نوعها لبحث التعاون التجاري، وفق ما نقل موقع “القدس العربي”.
وقالت القناة “20” الإسرائيلية، وصحيفة “يديعوت أحرونوت” إن وفدا من رجال أعمال من المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية بقيادة رئيس مجلس “شومرون” الاستيطاني يوسي داغان، أجروا قبل بضعة أيام سلسلة لقاءات اقتصادية في دبي.
وضم الوفد، الذي سافر في أول رحلة تجارية من تل أبيب إلى دبي، مديري مصانع وشركات ورجال أعمال من المناطق الصناعية بالمجلس الاستيطاني، بحسب القناة العبرية.
والتقى أعضاء الوفد على مدى أيام، نحو 20 رجل أعمال إماراتي، وأصحاب شركات متخصصة في مجالات الزراعة والمبيدات والبلاستيك، ومديري شركات استثمار كبيرة.
وقالت القناة إن رجال الأعمال الإسرائيليين سمعوا من نظرائهم الإماراتيين “عن الاحتياجات الفريدة للمنطقة وناقشوا معهم أوجه التعاون بشكل رئيسي في مجالات المحاصيل الزراعية وتحلية المياه”، وعلقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بالقول: “هذه في الواقع هي الزيارة الأولى التي يزور فيها ممثلون عن المستوطنات دبي”.
ويضم مجلس “شومرون” الاستيطاني نحو 30 مستوطنة، مقامة على أراضي شمال الضفة الغربية المحتلة، وتضم 3 مناطق صناعية فيها عشرات المصانع والشركات في مجالات صناعة البلاستيك وإعادة تدوير المعادن والإلكترونيات وغيرها.
ونسبت الصحيفة لداغان القول: “هناك فرصة لكلا الجانبين للاستفادة من التعاون الذي يمكن أن ينتج عن التطبيع مع مثل هذا الجار الاستراتيجي المهم للغاية”، فيما نسبت لرجل الأعمال الإماراتي يوسف البيضون “هذه لحظة مثيرة لنا جميعا، لم أكن لأصدق أني سأشهد هذا الشيء في حياتي”.
ووفقا لرويترز، تعتزم سلطات الاحتلال إرسال أول وفد رسمي إلى السودان، يوم الأحد المقبل، لتعزيز عملية تطبيع العلاقات، التي أعلن الجانبان يوم 23 أكتوبر أنهما بصددها.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام ومصدر لـ”رويترز” إن لبنان وسلطات الاحتلال استأنفا اليوم الأربعاء محادثات تتوسط فيها الولايات المتحدة بشأن حدودهما المتنازع عليها في البحر المتوسط والتي تعيق التنقيب في منطقة قد تكون غنية بالغاز.
وعقد الجانبان 3 جولات من المحادثات الشهر الماضي استضافتها الأمم المتحدة في قاعدة لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان ووصفتها المنظمة الدولية والولايات المتحدة بأنها “مثمرة”.
لكن مصادر قالت إن الخلافات بين الجانبين لا تزال كبيرة بعدما قدما خريطتين متعارضتين للحدود المقترحة وتزيدان في الواقع من مساحة المنطقة محل النزاع.
وتضخ سلطات الاحتلال بالفعل الغاز من حقول ضخمة قبالة سواحلها لكن لبنان، الذي لم يجد بعد احتياطيات تجارية من الغاز في مياهه، بحاجة ماسة إلى أموال من مانحين أجانب إذ يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، ويقول لبنان إن محادثاته تقتصر على الحدود المتنازع عليها.