تجنبا لـ«كارثة بيئية».. الأمم المتحدة تسعى لجمع 29 مليون دولار لتفريغ ناقلة نفط متهالكة قبالة اليمن
وكالات
تسعى الأمم المتحدة، الخميس، إلى جمع 29 مليون دولار هي الجزء المتبقي من المبلغ المطلوب لبدء تفريغ 1.1 مليون برميل من النفط من سفينة متهالكة ترسو قبالة ساحل اليمن وتجنب كارثة بيئية، وفقا لرويترز.
والخميس، حضت أكبر شركة خاصة في اليمن مجموعات نفطية عالمية على المساهمة في توفير مبلغ قدره 29 مليون دولار لا تزال تحتاج إليه عملية نقل حمولة الناقلة “صافر” المهجورة والراسية قبالة ميناء الحديدة الاستراتيجي، وفقا لفرانس برس.
وجاء نداء “مجموعة هائل سعيد أنعم” التي أعلنت في أغسطس تبرعها بـ1,2 مليون دولار لحملة تقودها الأمم المتحدة لتجنب تسرب الحمولة من الناقلة المتداعية والمعرضة لخطر الانشطار، قبيل انعقاد مؤتمر افتراضي للمانحين تستضيفه بريطانيا وهولندا.
وجاء في بيان لعضو مجلس إدارة المجموعة نبيل هائل سعيد أنعم أن من مصلحة قطاع الأعمال العالمي “تجنب هذه الأزمة المدمرة، خصوصا قطاع النفط”.
وحذر من “اضطرابات محتملة واسعة النطاق ربما تصيب طرق التجارة وسلاسل الإمداد، ما سيطرح تحديات تشغيلية واقتصادية طويلة الأمد لشركات من حول العالم”.
وحذرت “مجموعة هائل سعيد أنعم” من أن “أي تسرب نفطي سيؤثر على مجتمعات منطقة البحر الأحمر التي تعتمد في معيشتها على التجارة والأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك السودان الذي يواجه أزمة”، حسب فرانس برس.
ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة منذ سنوات من أن البحر الأحمر والساحل اليمني في خطر لأن النفط قد يتسرب من الناقلة (صافر) بكميات قد تصل إلى أربعة أضعاف تلك التي تسربت في كارثة الناقلة إكسون فالديز عام 1989 قبالة ألاسكا، حسب رويترز.
وتحتاج خطة الأمم المتحدة لتفريغ النفط إلى 129 مليون دولار تشمل شراء ناقلة كبيرة ارتفع سعرها بسبب الحرب في أوكرانيا.
وجمعت المنظمة الدولية نحو 100 مليون دولار من الحكومات والجهات المانحة الخاصة والأشخاص العاديين.
وقالت الأمم المتحدة إنها تأمل في جمع مبلغ 29 مليون دولار المتبقي خلال فعالية لجمع التبرعات تشترك في استضافتها بريطانيا وهولندا، الخميس.
وكانت الأمم المتحدة اتخذت في مارس خطوة غير مسبوقة بشراء سفينة صهريج ضخمة لكي تنقل إليها حمولة “صافر” التي تتخطى مليون برميل نفط، حسب فرانس برس.
وناقلة النفط التي بنيت قبل نحو 45 عاما وتشكل محطة عائمة للتخزين والتفريغ لم تخضع لأي صيانة منذ العام 2015 فيما اليمن غارق في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بسبب الحرب بين الحكومة والمتمردين الحوثيين.
وتقدر كلفة العملية الأممية بـ148 مليون دولار، وتبلغ كلفة المرحلة الأولى من العملية 129 مليون دولار، أُطلقت تعهّدات بتوفير 99,6 مليونا منها، وفق الأمم المتحدة التي تفيد تقديراتها بأن كلفة المرحلة الثانية تبلغ 19 مليونا.
وأعلنت الأمم المتحدة أن مؤتمر، الخميس، يرمي إلى ضمان التمويل الكامل للمرحلتين.
وبحسب الأمم المتحدة تحمل الناقلة صافر أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة “إكسون فالديز”.
وكان تسرب النفط من “إكسون فالديز” في العام 1989 أدى إلى واحدة من أكبر الكوارث البيئية في تاريخ الولايات المتحدة، حسب فرانس برس.
وعلقت الحرب عمليات الصيانة في صافر عام 2015، وحذرت الأمم المتحدة من أن سلامة هيكل الناقلة تتدهور بشكل كبير وأنها معرضة لخطر الانفجار في أي لحظة، حسب رويترز.
واليمن غارق في الصراع منذ أن أطاحت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بالحكومة من العاصمة صنعاء في أواخر 2014.
وتدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في 2015 بهدف إعادة الحكومة.
وشهدت مبادرات السلام قوة دفع متزايدة منذ اتفاق الرياض وطهران في مارس على إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016.
وتوجه وفد سعودي في أبريل إلى صنعاء سعيا للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وقالت سلطات الحوثيين إن مزيدا من المحادثات ستجرى بعد عطلة عيد الفطر.
ويعقد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج اجتماعات في اليمن والمنطقة هذا الأسبوع، وفق رويترز.