تجمع المهنيين يرفض الاتفاق السياسي الموقع بين الجيش وحمدوك: “خيانة” مرفوضة ومحاولة لشرعنة الانقلاب
رفض تجمع المهنيين السودانيين الاتفاق السياسي الموقع في وقت سابق من يوم الأحد بين الجيش ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وقال التجمع في بيان “اتفاق الخيانة الموقع اليوم بين حمدوك و(قائد الجيش عبد الفتاح) البرهان مرفوض جملة وتفصيلا، ولا يخص سوى أطرافه”.
وقال التجمع، في بيان له، إن “اتفاق الخيانة الموقع اليوم بين حمدوك والبرهان مرفوض جملة وتفصيلًا، ولا يخص سوى أطرافه، فهو مجرّد محاولة باطلة لشرعنة الانقلاب الأخير وسلطة المجلس العسكري، وانتحار سياسي للدكتور عبد الله حمدوك”.
وأضاف أن: “نقاط اتفاق الخنوع، على علاتها وانزاوئها بعيدًا دون تطلعات شعبنا، فإنها لا تعدو كونها حبرًا على ورق، جرّب شعبنا عهود الانقلابيين الكاذبة وخبر خسّتهم ونقضهم لها، طريق شعبنا أكثر وضوحًا الآن من أي وقت مضى، إسقاط شراكة الدم وكل من يلتحق بها، ومواصلة المقاومة السلمية ببناء قواعده المقاوِمة في لجان الأحياء والكيانات النقابية، وتنويع أدوات الفعل المقاوم بلا توقف وصولًا للدولة المدنية الديمقراطية وسلطتها الثورية الخالصة”.
وأوضح أن: “هذا الاتفاق الغادر هو تلبية لأهداف الانقلابيين المعلنة في إعادة تمكين الفلول وتأبيد سلطة لجنة البشير الأمنية القاتلة، وخيانة لدماء شهداء ثورة ديسمبر قبل وبعد انقلاب 25 أكتوبر، يقيننا أن شعبنا سيبطله وسيواصل وقوفه الصامد، بوجه عواصف القمع والانتكاس التي تحاول إعادته للوراء، منصوب الشراع”.
وأكد التجمع تمسكه بمقترح الإعلان السياسي الذي تقدمنا به لقوى الثورة، داعيا كل قوى الثورة لإعادة قراءته على ضوء المستجدات.
وتابع: “ثورة شعبنا ليست رهنًا لأفراد، وعلى قواها الحية الملتزمة بلاءاتها المعلنة أن ترفع وتوسِّع من أشكال تنسيقها وأن تتجاهل دعوات الإنكفاء وعزل قوى الثورة عن بعضها، فالنصر معقود بلواء تكاتف وتكامل قوى الثورة الظافرة، وهو آتٍ دون ريب”.
وقال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، في كلمته بعد توقيع الاتفاق السياسي مع عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي، إن الاتفاق يعالج قضايا المرحلة الانتقالية الراهنة.
وأضاف حمدوك: كنت أعلم عندما قبلت تكليفي برئاسة الحكومة أن الطريق صعب، مشددًا على أن “التوقيع على الاتفاق يعالج كل قضايا المرحلة الانتقالية”، لافتًا إلى أن الاتفاق يعيد مسار المرحلة الانتقالية لتحقيق الديمقراطية .
وتابع “الاتفاق سيعمل على تحصين التحول الديمقراطي في السودان.. وسنعمل على توحيد كل القوى السودانية بنظام ديمقراطي راسخ”.. مؤكدًا أنهم “قادرون دائما على العودة بالسودان للمسار الصحيح”، داعيًا الشعب السوداني إلى أن يتوحد.. ومشددًا في الوقت ذاته على أن “هدفنا هو حقن دماء الشعب السوداني”.
وخلال اتفاق القائد العام للقوات المسلحة السوادنية عبدالفتاح البرهان وحمدوك، تم الاتفاق على إلغاء قرار القائد العام للقوات المسلحة بإعفاء رئيس الوزراء، وإعادة هيكلة لجنة تفكيك نظام الـ30 من يونيو.
وتضمن الاتفاق السياسي، 14 بندا، أكد فيه الموقعون على أن الوثيقة الدستورية هي المرجعية الأساسية القائمة لاستكمال الفترة الانتقالية، مع مراعاة الوضعية الخاصة بشرق السودان، والعمل سويا على معالجتها في إطار قومي يضمن الاستقرار بصورة ترضي أهل الشرق.
وشدد الطرفان على ضرورة تعديل الوثيقة الدستورية بالتوافق بما يحقق ويضمن مشاركة سياسية شاملة لكافة مكونات المجتمع عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول.
وأوضح الاتفاق أن الشراكة الانتقالية القائمة بين المدنيين والعسكريين هي الضامن والسبيل لاستقرار وأمن السودان، وبناء على ذلك اتفق الطرفان على تنفيذ الشراكة بروح وثقة مع الالتزام التام بتكوين حكومة مدنية من الكفاءات الوطنية المستقلة (تكنوقراط).
وتضمن الاتفاق أن يكون مجلس السيادة الانتقالي مشرفا على تنفيذ مهام الفترة الانتقالية الواردة في الوثيقة الدستورية، دون التدخل المباشر في العمل التنفيذي، مع ضمان انتقال السلطة الانتقالية في الموعد المحدد لسلطة مدنية منتخبة.
وأكد الاتفاق على إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وتنفيذ اتفاق سلام جوبا واستكمال الاستحقاقات الناشئة بموجبه وإلحاق غير الموقعين على اتفاق السلام، فضلا عن الإسراع في استكمال جميع مؤسسات الحكم الانتقالي.
ودعا الاتفاق إلى بدء حوار موسع وشفاف بين كافة القوى السياسية والمجتمعية وقوى الثورة الحية يؤسس لقيام المؤتمر الدستوري، وأكد على ضرورة إعادة هيكلة لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو مع مراجعة أدائها في الفترة السابقة.
واتفق الطرفان على التحقيق في الأحداث التي جرت أثناء التظاهرات من إصابات ووفيات للمدنيين والعسكريين وتقديم الجناة للمحاكمة، والعمل على بناء جيش قومي موحد.
وحضر مراسم التوقيع في القصر الجمهوري، أعضاء مجلس السيادة وعدد كبير من السياسيين من عدة قوى سودانية، وبدأت مراسم التوقيع بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم تلاوة الاتفاق، قبل توقيعه من قبل البرهان وحمدوك.