تجمع المهنيين السودانيين يدعو لمليونية اليوم: لن نتراجع حتى بناء دولتنا المدنية التي بذل شعبنا في سبيلها غالي التضحيات
كتب – أحمد سلامة
دعت لجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين، إلى “مليونية” اليوم تحت شعار “لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية”، تتوجه من مدن العاصمة الخرطوم الثلاث (الخرطوم، الخرطوم بحري وأمدرمان) صوب القصر الرئاسي وسط الخرطوم، على أن تتجمع التظاهرات في المدن الأخرى، حسب توجيهات تنسيقيات لجان المقاومة هناك.
وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان أصدره، “التزاماً بما أقره الشارع والقوى الثورية ندعو كافة جماهير الشعب السوداني والعاملات والعاملين بأجر والقطاعات المهنية للخروج في مليونية ٣٠ نوفمبر ٢٠٢١، ونستمر بثبات وخطى واضحة بكل أدوات مقاومتنا السلمية المجربة حتى إسقاط السلطة الانقلابية باتفاقها السياسي، والذي أتى لتكريس سلطة العسكر على شعبنا، لن نتراجع حتى بناء دولتنا المدنية التي بذل شعبنا في سبيلها الدماء والعرق وغالي التضحيات”.
وأضاف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “المواكب المليونية هي من أجل إسقاط الانقلابيين، وانتزاع السلطة الوطنية المدنية الانتقالية الكاملة عبر الشرعية الثورية للقوى الثورية القاعدية المؤمنة بالتغيير الجذري وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة”.
واستكمل تجمع المهنيين “كل يوم تتعرى أكاذيب تحالف المجلس العسكري وعبد الله حمدوك الانقلابي، وتتضح جلياً خطواتهم لإعادة إنتاج النظام البائد وفساده، فها هو مجلس السيادة الصوري وغير الشرعي المعين من قبل البرهان وحميدتي والمبارك من قبل حمدوك يعين رئيساً للقضاء من فلول نظام البشير، ذات عناصر المؤتمر الوطني والانتهازيون الذين أفقدوا جهاز القضاء استقلاليته وجعلوه مطية للنظام ومعولاً للتنكيل بجماهير الشعب السوداني”.
وأضاف “يعمل تحالف المجلس العسكري وحمدوك أيضاً على إحكام السيطرة على الأجهزة العسكرية والأمنية، حيث تم تعيين غلاة فلول النظام البائد في إدارة جهاز الأمن سيء السمعة ورتبه العليا، كما تتواصل ذات الممارسات في حركة القيادات العليا والوسيطة داخل جهاز الشرطة والقوات المسلحة، وهو ما يشي بالتجهيز لعمليات قمع وتنكيل بالقوى الثورية الحية في مقبل الأيام، ظناً بأن هذه الأدوات المستقاة من كتاب المخلوع البشير وطغمته قادرة على إخماد جذوة الشارع وكسر الموجة الثورية الجديدة، وهيهات”.
وتابع “في ذات الوقت يوظف الذراع المدني للانقلاب عبد الله حمدوك جهوده لشق الكتلة الثورية، وذلك عبر الدعوات البائسة والمفضوحة للقاءات بالقوى الثورية وإشعال حالة الاستقطاب بين فصائلها، وتسويق الخطاب المخادع للشراكة مع جنرالات الجيش والمليشيات واتفاق الخنوع والخيانة الذي وقعه مع مجرمي المجلس العسكري، وهو ما يثبت دون لبس موقع عبد الله حمدوك كشريك فاعل وغطاء مدني مبتذل ومتورط بالكامل في العملية الانقلابية وتكريس الردة عن ثورة ديسمبر ومكتسباتها التي انتزعتها جماهير شعبنا العظيمة عنوةً واقتداراً”.
وأردف بيان التجمع “شعبنا الظافر، نؤكد أن مساعي تحالف المجلس العسكري وعبد الله حمدوك الانقلابي لاختطاف أجهزة الدولة وتجييرها مصيرها الفشل، كما أنها تزيد شعبنا وقواه الثورية عزماً على إسقاطهم وتقديمهم ومن يتعاون معهم للمحاكمات الثورية العادلة والناجزة. شعبنا أقوى وطريقه انتزاع السلطة الوطنية المدنية الانتقالية الكاملة، وتحرير أجهزة الدولة السودانية من دنس وظلامات التمكين، وإعادة صياغتها وفق برنامج ثورة ديسمبر وغاياتها في الحرية والسلام والعدالة”.
وشدد تجمع المهنيين على أن “تتمسك الكتل الثورية المنحازة لمبادئ وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة على المضي قدماً في طريق إسقاط الطغمة الإنقلابية ومن دار في فلكهم”، وعلى أن “تتصاعد وتيرة الفعل الثوري الهادف إلى انتزاع الَسلطة المدنية كاملة الدسم عنوة واقتدارا من وكلاء العهد الكيزاني البائد والقوي الظلامية، والمستمرة في المقاومة بصلابة لأجل استعادة الديمقراطية الحقيقية ترسيخاَ لدولة القانون والمؤسسات”.
وحسب تنسيقيات لجان المقاومة فقد “اتفقت تنسيقيات ولاية الخرطوم على القصر الجمهوري (القصر الرئاسي) كوجهة مشتركة للمواكب”، تعبيرا عن الموقف الثابت “لا تفاوض… لا شراكة… لا مساومة”.
وأضافت: «موقفنا من السلطة الانقلابية كان ولا يزال واضحا، ولا نفرق بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو وبقية الجنرالات فكلهم انقلابيون».
وفي الأثناء، نفت تنسيقيات لجان المقاومة في السودان لقاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، أمس الأول، مؤكدة أن من كانوا في الاجتماع هم أفراد يمثلون أنفسهم وليس لجان المقاومة.
وكان مكتب حمدوك قد قال في بيان صحافي إن رئيس الحكومة التقى ممثلين للجان المقاومة وقدم لهم توضيحات حول اتفاق الإعلان السياسي الذي وقعه مع قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان.
وقال عضو تنسيقية لجان مقاومة جنوب الحزام – جنوب الخرطوم، آدم يحيى، في تصريحات صحفية إن “تصريحات رئيس مجلس الوزراء غير صحيحة، وإن من التقاهم يمثلون أنفسهم وليس تنسيقيات لجان المقاومة”، مشددا على أن “لجان المقاومة لا تحتاج للقاء داخل الغرف المغلقة أو لتنوير من رئيس الوزراء”.
وأضاف: “لجان المقاومة واعية جدا، وتعلم كل شيء وإن كان حمدوك يريد أن يشرح للشارع موقفه واتفاقه مع قائد الانقلاب، عليه أن ينزل إلى الشارع ويخاطبه”.. لافتًا إلى “وجود مساع من العسكريين والأحزاب والحركات ومكتب رئيس الوزراء أخيرا لاختراق لجان المقاومة باعتبار أنها خط المقاومة الأخير”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنهم “أجسام مستقلة ولن تكون أداة في يد أحد”.
وأطلقت السلطات السودانية سراح عدد من المعتقلين السودانيين، أبرزهم عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان.. فيما أعلن مجلس السيادة إرجاء تعيين النائب العام، وقرر المجلس بعد عقد جلسته أمس برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، إرجاء تعيين النائب العام لمزيد من التشاور.
وكان البرهان قد تعهد خلال لقائه مبعوثة الاتحاد الأوروبي لشؤون القرن الإفريقي، أنيت ويبر، خلال لقائها في الخرطوم مساء أمس الأول، بحماية الفترة الانتقالية، وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة.
وأكد دعمه لحكومة الكفاءات الوطنية المزمع تشكيلها من قبل رئيس الوزراء، لأداء مهامها الوطنية على الوجه المطلوب، ودعم الجهود المبذولة لعقد حوار شامل مع كافة القوى السياسية في السودان، باستثناء «المؤتمر الوطني» المنحل، وضرورة استكمال هياكل السلطة الانتقالية.