(تايم لاين.. عايزين جواب): اعتصام وضرب وسحل وحبس فـ انتصار.. رحلة عائلة سيف للحصول على حقها في خطاب من علاء
بالأيام والساعات والوقائع.. قصة 9 ايام من المطالبة بالحق في التواصل مع علاء عبد الفتاح .. وحملة عالمية للتضامن: عايزين جواب
اعتداء في اليوم الثالث للاعتصام وحبس سناء في اليوم الرابع.. و27 و28 يونيو محاولة جديدة وبلاغات: حقنا جواب
في اليوم التاسع: ليلى سويف تعلن: استلمت خطاب.. مضطرة آخد هدنة يومين للانتهاء من تصحيح أبحاث طلابي.. ولسه معارك كتير
كتبت- كريستين صفوان
“اعتصام واعتداء وضرب وسحل وسرقة وحبس” أثمان دفعتها أسرة علاء عبد الفتاح من أجل حق بسيط هو حقهم في التواصل معه ووالاطمئنان عليه ولو من خلال خطاب، فخلال رحلة طويلة ومع منع الزيارات عن السجون كجزء من الاجراءات الاحترازاية لمواجهة كورونا طبقا لما اعلنته الداخلية، وفي ظل تجاهل تام لكل الحملات التي خرجت للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، والمحبوسين للوقاية من خطر كورونا، فإن هذه المطالب ومع طول فترة المنع حتى من حضور التجديدات تقلصت لحد المطالبة بالحصول على خطاب من المحبوس لأسرته، هذا المطلب البسيط تحول لصراع امتد لأيام، دفعت أسرة سيف ثمنه فرد جديد ينضم لقوائم المحبوسين من العائلة، لكنها واصلت حتى الحصول على حقها، وآن لها ان تستريح قليلا، طبقا لما أعلنته ليلى سويف” وما أكدت عليه سناء سيف قبل حبسها مشيرة إلى أن “الأمر عندما يصل للعائلة فلا يمكن لها ان تستريح”
حصلت الدكتورة ليلى سويف، أمس الإثنين، على خطاب من نجلها الناشط السياسي علاء عبدالفتاح من محبسه، لكن رحلة الحصول على هذا «الجواب» لم تكن سهلة على الإطلاق..«شحططة، وضرب وسحل وسرقة، وواحدة مننا اتخطفت واتحبست عشان جواب يطمنا.. ماما اخيرا استلمته النهاردة! ايه الدولة القاسية دي»، هكذا غردت منى سيف، شقيقة علاء، وهي تعلن عن استلام الخطاب وملخصة لرحلة والدتها من أجل هذا الجواب.
يستعرض «درب» فيما يلي أبرز محطات رحلة د. ليلى سويف للحصول على هذا الخطاب من نجلها المحبوس احتياطيا على ذمة القضية ١٣٥٦ لسنة ٢٠١٩ حصر أمن دولة عليا.
لكن لا بد الإشارة أولا إلى أنه منذ أن قررت وزارة الداخلية في 9 مارس الماضي، تعليق الزيارات كجزء من الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها لمواجهة فيروس كورونا، وحتى يوم 28 يونيو الجاري لم تتسلم أسرة الناشط علاء عبدالفتاح سوى خطابين اثنين منه، كان آخرهم في 6 يونيو 2020. وجاء الخطابان بعد العديد من المحاولات والشكاوي.
يوم 13 يونيو.. وعد لم يتحقق
في 13 يونيو الجاري بدأت رحلة الحصول على الخطاب الثالث، حيث سلمت أسرة سيف لمسؤولين في سجن طرة طعاما وبعض الاحتياجات اللازمة لعلاء عبدالفتاح، وبعد ساعات من الانتظار تلقت الأسرة وعدا بالحصول على الخطاب في المرة المقبلة التي تحضر فيها لتسليم الاحتياجات.
20 يونيو .. بداية الاعتصام.. ونقل بعربة الترحيلات للاوتوستراد
بعد أسبوع، وفي صباح 20 يونيو الجاري، توجهت الدكتورة ليلى سويف لتسليم «طبلية» وخطاب لعلاء عبد الفتاح، وطلب استلام خطاب منه، بحسب ما أعلنت منى سيف عبر حسابها على تويتر.
وبعد ساعات، غردت منى سيف قائلة: «٤ ساعات ماما ملطوعة عند طرة ومافيش اي حاجة بتحصل»، وتساءلت: «هو احنا كل اسبوع هيبقى ده الموال؟ مش ممكن ابدا تخلوا فيه اجراء بيمشي بشكل سلسل ودوري غير تجديدات الحبس اللي ما بتنتهيش؟».
ولم تمض ساعة إلا وغردت منى من جديد، قائلة: «قالوا لماما مافيش جواب فماما قاعدة في منطقة التفتيش ومش راضية تمشي من غير جواب يطمنها». وأضافت : «من حقنا نطمن على علاء، مانعين الزيارة، ومش سامحين باتصال رغم انه في اللايحة، بتطلعوا عينا في دخول كل احتياجاته وكمان مش راضيين تطلعوا جواب. ده تاني اسبوع نتوعد بجواب ومانستلمهوش».
وفي حوالي الساعة الرابعة عصرا، أشارت منى إلا أنها تحاول الاتصال بوالدتها لكن هاتفها مغلق، لافتة إلى أنها في طريقها إلى سجن طرة للاطمئنان على والدتها؛ ثم قالت بعد دقائق: «ماما ردت عليا، كانوا متحفظين على موبايلها وبيهددوها بالحبس. بعدين خرجوها برة على انهم رايحين قسم المعادي، وسابوها الباب ادوها الموبايل وقفلوا الابواب».
وأضافت منى في تغريدة لاحقة في حوالي الساعة الرابع و15 دقيقة: «أنا وصلت لماما»، لافتة إلى أو والدتها «قاعدة على باب السجن، وقالولها مافيش جواب». وأضافت: «احنا اصلا نعرف منين هو كويس ولا لأ، والحاجة اللي بندخلها بتوصله ولا بتترمي لو مافيش جواب منه يفهمنا وضعه ايه؟!».
وتابعت منى: «أنا زهقتلها اوي.. ليه لازم تقعد القعدة دي كل اسبوع على باب طرة عشان تستلم جواب يطمنها على ابنها المحبوس ظلم واحنا في عز كارثة وباء الكورونا؟».
وبعد حوالي ساعتين، نشرت منى شهادة والدتها د. ليلى سويف قالت فيها: «بعد انتظار حوالي ٥ ساعات، غالبا كان الغرض الرئيسي منه ان الناس تكون مشيت عشان أي مواجهة تحصل مع السادة المسؤولين عن بوابة السجن مايبقاش في أهالي موجودين وهي بتحصل».
وأضافت د. ليلى سويف في شهادتها: «المقدم محمد النشار قاللي انه كدة هيضطر يعملي محضر فقلتله يتفضل، وبعدين قال انه طلب قسم المعادي وانه متحفظ عليا، وبعدين مسك ايدي وبدأ يشدني ناحية الباب عشان (قسم المعادي هييجوا ياخدوني) ».
وتابعت سويف: «شدني من دراعي لحد ما خرجني برة، وأنا طبعا عموما كواحدة من أنصار السلمية وكدة 🙂 مش بأقاوم التصرفات اللي بالقوة. أول ما طلعني برة قفلوا الباب واختفى وخلاص». وأضافت: «المخبرين قعدوا شوية يحاولوا يقنعوني اروح وبعدين اختفوا هم كمان»، وأختتمت شهادتها قائلة: «أنا قاعدة هنا ومش مروحة».
وفي حوالي الساعة السابعة والنصف من مساء يوم 20 يونيو، قالت منى سيف عبر حسابها على تويتر: «أنا مشيت دلوقتي من عند طرة»، وأشارت إلى أن د. ليلى سويف «قاعدة هناك وهتبات»، وأرفقت بتغريدتها تسجيل صوتي لوالدتها توضح خلاله سبب بقائها أمام سجن طرة.
وفي المقطع الصوتي، أعربت الدكتورة ليلى سويف عن قلقها على صحة نجلها، في ظل تواتر أخبار عن وجود حالات إصابة بفيروس كورونا في السجون وبخاصة منطقة سجون طرة.
وفي الثامنة وعشر دقائق من مساء يوم 20 يونيو، غردت منى سيف، وقالت: «ماما عالرصيف قدام طرة، قاعدة لأنها مصرة ترفض انه يبقى عادي انهم يعزلوا حبايبنا تماما وتنقطع اخبارهم تماما ويبقى اجراء الداخلية بتعمله من غير أي مساءلة ومن غير ما الناس تاخذ بالها».
وبعد حوالي ساعتين، وبالتحديد في تمام الساعة الـ10:21 دقيقة مساءً، قالت منى سيف: «المقدم محمد النشار طلع لماما دلوقتي وقالها ان الأوامر جت ولو مش هتمشي هيعملولها مذكرة كسر حظر تجوال».
وأضافت: «ماما لسة هناك، وطبعا عادي ان هم يخرقوا كل قانون وكل لايحة ويحولوا لائحة السجون لورق تواليت، لكن لما أم يفيض بيها وتقعدلهم عالباب عشان عايزة تطمن على ابنها هي اللي تتهدد بالمحاضر»، وأشارت إلى وجود سيارة ترحيلات بالفعل أمام السجن.
وبعد بضعة دقائق، قالت منى إن سيارة ترحيلات أخذت والدتها من أمام سجن طرة وتحركت بها 50 مترا وتركتها على الاوتوستراد.
وفي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، يوم 21 يونيو، كتبت منى عبر تويتر: «كلمت ماما واطمنت عليها، لسة عالرصيف عند طرة صوتها هلكان بس طمنتني وقالتلي انها كويسة والوضع مستقر». وأضافت: «غضبانة عشان انا بجد نفسي ماما ترتاح وتقعد في بيتها في امان مطمنة على عيالها وعائلتها وتركز في شغلها وتعليم طلاب الجامعة بدل البهدلة والشحططة وهدر صحتها قدام السجون والنيابات عشان توفر امور بسيطة وبديهية لابنها».
21 يونيو .. اليوم الثاني للاعتصام وانضمام منى وسناء
رحلة اليوم الثاني للمطالبة بالحصول على خطاب علاء بدأتها ليلى سويف بالمبيت أمام السجن على طريق الاوتوستراد .. وفي الخامسة من فجر 21 يونيو، غردت منى سيف قائلة إنها في طريقها إلى والدتها عند سجن طرة، وكشفت في تغريدة لاحقة بعد حوالي نصف ساعة أنها وصلت بالفعل إلى هناك، وقالت: «رحنا نقعد في منطقة انتظار الأهالي عند الباب زي كل نهار وقفوا سدوا الطريق وقالولنا ممنوع، قلنالهم لما الباب يفتح؟ قالوا برضو ممنوع، قلنالهم احنا اهل سجين ومن حقنا نيجي ندخله امانات وجوابات وننتظر جوابات ومش هنمشي».
وأضافت منى: «واضح أن القرار إن ماما لو هتقعد تفضل في الشمس – طبقا للأرصاد الجو هيبقى بشع النهاردة – وما تقعدش في منطقة انتظار الاهالي»، ثم غردت مع حلول الساعة السادسة صباحا: «درجة الحرارة دلوقتي لسة معقولة ومحتملة، درجة الحرارة متوقع توصل بعد الظهر ل ٤١». وتابعت: «مانعينا من اننا نقعد تحت التندة زي كل يوم في منطقة انتظار الاهالي، واضح انهم مستعدين يجيلنا ضربة شمس ولا ينفذوا مادة واحدة من لائحة السجون»، ثم أشارت بعد ساعة إلى أنهما انتقلا للجلوس أسفل «التندة».
وبحلول العاشرة صباحا أكملت د. ليلى سويف 24 ساعة بالتمام والكمال أمام سجن طرة، حيث غردت ابنتها منى في التاسعة صباحا قائلة: «ماما عند طرة من امبارح الصبح، يعني كمان ساعة هتبقى كملت ٢٤ ساعة كاملين في الشارع عند طرة .. ماما ما روحتش، ماما عربية ترحيلات بالليل اخدتها واتحركت بيها كام خطوة للناصية ونزلتها، لكنها فضلت هنا قدام السجن».
وأكدت د. ليلى سويف، بحسب ما نقلت عنها ابنتها منى، أنها «هتمشي لما يدوها جواب من علاء يطمنها»، مشددة على أن ذلك «أبسط حقوقها وحقوقه»، وقالت: «اللي محتاجين تسألوه ليه مؤسسات الدولة مستعدين يعملوا كل التجاوزات والانتهاكات دي عشان يمنعوا جواب من سجين لأمه؟».
وفي الرابعة من عصر الأحد 21 يونيو خرج أحد ضباط سجن طرة وطلب من الدكتورة ليلى سويف عدم الانتظار أسفل «التندة»، وقال لها، وفق ما ذكرت منى سيف: «في تعليمات ما تقعديش هنا (تحت التندة)»، وحينما رفضتا الانصراف تم فرض كردونا أمنيا حولهما.
وفي حوالي الساعة الخامسة مساءً، بحسب ما روت ليلى سويف لدرب، حضر أحد ضباط السجن ومعه عدد من المخبرين وحوالي 15 سيدة، وأمرهم بنقلنا من أمام بوابة السجن إلى تقاطع شارع معهد أمناء الشرطة مع الأوتوستراد، وهو بالفعل ما حدث.
وأضافت سويف – حينها – أنها لن تغادر من أمام سجن طره مهما حدث حتى تحصل على خطاب من علاء للاطمئنان عليه، قائلة «أنا عايزة جواب من علاء، ومش همشي إلا والجواب معايا».
وعن ذلك، قالت منى سيف: «ميكروباص وقف ونزل منه ستات كتير بلبس مدني بسيط»، وأشارت إلى أن أحد الضباط أخبرهم أن «دول حارسات وفيه اوامر يمشوكم من هنا»، وحينما رفضتا «قام اداهم الامر وشالوا ماما بالكرسي واتحركوا بيها»، ثم أضافت: «احنا دلوقتي عالناصية عند الاوتوستراد».
وفي الثامنة والربع مساءً، انضمت سناء سيف إلى اعتصام والدتها وشقيقتها أمام سجن طرة.
وفي الحادية عشر والنصف من مساء يوم 21 يونيو، وأثناء اعتصام د. ليلى سوف وابنتيها أمام سجن طرة، حيث غردت منى سيف قائلة: مأمورية وسرينة وضباط بيسألونا ايه الحكاية»، وأضافت في الثانية عشر منتصف الليل: «لسة زي ما احنا، المأمورية واقفة جنبنا، الظباط بيتشاوروا وبيتكلموا في التليفون واحنا قاعدين مكاننا».
وتابعت: «لو حصل حاجة، افتكروا ان كل الجنان ده عشان متمسكين بحقنا في استلام جواب بخط ايد علاء يطمنا عليه بعد شهور من منع الزيارات وبعد ما وعدونا مرتين اننا هنستلم الجواب وما حصلش!»، واستطردت في تغريدة لاحقة: «بوكس داخلية وعربية ومدرعة وال van الجديدة بتاعتهم، كل ده عشان اسرة عايزين جواب من مسجون».
22 يونيو.. الاعتداء على ليلى سويف ومنى وسناء
بداية اليوم الثالث كانت اعتداء عنيف ومنظم ضد العائلة، ففي الخامسة من فجر الإثنين 23 يونيو، كشفت منى سيف عن تعرضها وولادتها وشقيقتها سناء للاعتداء الجسدي والسرقة، حيث قالت عبر حسابها على تويتر: «بعتولنا ستات ضربونا وسحلونا وسرقونا على باب السجن».
وبعد حوالي ساعة روت منى سيف تفاصيل ما حدث لهن عبر حسابها على فيسبوك: «بعتولنا ستات ضربونا وسرقونا على باب السجن، سرقوا كل حاجتنا، وبس موبايلي ما اتاخدش كان في العربية، وتابعت: «اتسحلت واتشديت من شعري أنا وسناء وماما والداخلية بتتفرج، سناء اتضربت بالشوم على رأسها وظهرها وهي اكتر حد اتضرب، أما أنا اتسحلت ع الاسفلت وعندي سحجات، ماما اتضربت واتزقت».
وأضافت: «بتوع الداخلية مش بس وقفوا يتفرجوا، في مرحلة ما ماما وسناء حاولوا يتحاموا عند بوابة السجن فزقوهم ناحية الستات وقالوا للستات خدوهم بره، اعتقد إن اللي حصل رد شافي ووافي عن ليه إحنا قلقانين جدا جدا على صحة علاء وانقطاع أخباره!».
وتابعت: «العساكر والضباط كانوا واقفين يتفرجوا، مخبر واحد بس منهم علق قالهم طلعوهم برا الحاجز متضربوهمش هنا».
واستطردت منى: «العجيب أصلا إننا كنا ماشيين وهم شافوا ده، قولنا نمشي نروح ناخد دش ونغير ونرجع في معاد طبيعي فيه بوابة السجن شغالة وبيستقبلوا أهالي لمينا الحاجات، رحت جبت العربية ووقفت جنب ماما وسناء عشان نشيل الحاجات، ويادوبك بأنزل لقينا الستات دول جايين، اتنين منهم جولي وقالولي عايزين نعمل مكالمة تليفون، وبعدين ابتدوا يشدوني من هدومي ويشاوروا على شنطتي، ابتديت أزعق وفي اللحطة دي شوفتهم بيضربوا ماما وشوفت سناء بتتشد من شعرها وراسها ناحية كابوت العربية بنصرخ في الداخلية واقفين يتفرجوا».
وقالت منى سيف: «ميكروباص معدي بالصدفة الرجالة اللي فيه كتر خيرهم نزلوا يحاولوا يحوشوا بس كانوا مرتكين جدا وعمالين يقولوهم انتو بتعملوا ايه ده انتو عند الحكومة، حاولت اقفل العربية بس واحدة منهم جت من الناحية التانية خطفت الشنطة، كانوا خلاص سرقوا كل حاجة تانية مع ماما وسناء، حاولت أمسك في الشنطة فسحلوني من شعري عالأسفلت وشدوا الشنطة لحد ما دراعها اتقطع فمشيوا بيها وبعدين مشيوا».
وتابعت سردها لتفاصيل الواقعة: «الغضب والذهول خلانا نقف زي المجانين نزعق في بتوع الداخلية على إنهم جايبينلنا بلطجية وإنهم واقفين بيتفرجوا علينا بنتضرب ونتسحل، لقينا الستات راجعين ومعاهم عصيان (أو عصاية واحدة بصراحة مش فاكرة). ماما كانت بتحاول تعدي من الحاجز اللي برة وتدخل الساحة بتاعة انتطار الأهالي فالمخبر زقها لبرة ناحيتهم. المرة دي اتكاتروا أساسا على سناء واتضربت بالشومة/ العصاية في كل حتة في جسمها ورأسها».
واختتمت منى سيف: «إحنا في البيت وكويسين رغم اللي حصل، هنرتاح شوية وبعدين نشوف إيه الإجراءات والخطوات اللي هنعملها. وطبعا لسة عايزين نطمن على علاء».
وحول وضعهن قالت سناء سيف «كلنا كويسين رجعنا البيت، بس موبيلي وموبايل ماما أتسرقوا محدش يكلمنا عليهم. هكشف بس عشان ضربوني على رأسي بعصيان كتير شوية وعينيا مزغللة وبعدين هنكمل».
مع ختام اليوم كان قرار الأسرة أنها لن تستسلم .. ففي التاسعة من مساء يوم 22 يونيو أعلنت أسرة علاء عبدالفتاح أنها ستتقدم ببلاغ للنائب العام في اليوم التالي بشأن واقعة التعدي عليهن أمام بوابة سجن طرة ضد ضباط السجن.
23 يونيو.. بلاغ للنائب العام ينتهي بخطف سناء وحبسها
وتستمر الرحلة رغم الاعتداءات .. ففي السابعة من صباح يوم الثلاثاء 23 يونيو، قررت الأسرة إكمال رحلتها للحصول على خطاب من علاء، قالت الدكتورة ليلى سويف عبر حسابها على موقع فيسبوك: «امبارح عملنا بلاغات بالتلغراف للنائب العام بخصوص اللي حصلنا، وبعتنا أيضا شكوى للمجلس القومي لحقوق الانسان»، لافتة إلى أنها ستتوج اليوم إلى النائب العام للمطالبة بالتحقيق فيما حدث معها وبنتيها.
ونشرت والدة علاء عبدالفتاح نص الشكوى التي أرسلتها أسرة الناشط المحبوس إلى المجلس القومي لحقوق الانسان وأرفقت معها مجموعة صور لإصابات سناء، حيث أكدت فيها تعرضهن للضرب والسحل وسرقة المتعلقات الشخصية على مرأى ومسمع من قوة حراسة بوابة منطقة سجون طرة ب.
وشددت د. ليلى سويف في شكواها على أن نجلها علاء عبدالفتاح قد سبق الاعتداء عليه داخل محبسه في سجن شديد الحراسة ٢، وأن الانتهاكات بحقه لم تتوقف في أي وقت منذ ايداعه ذلك السجن، وكنا قد تقدمنا لسيادتكم وللنائب العام ببلاغ بخصوص هذه الانتهاكات بتاريخ ١٣ اكتوبر ٢٠١٩.
وفي العاشرة صباحا، توجهت د. ليلى سويف إلى سجن طرة ومعها المحامي الحقوقي خالد علي، محامي علاء، للمطالبة بخطاب من نجلها، بحسب ما كشفت منى سيف عبر موقع فيسبوك.
بعد ذلك توجهت د. ليلى سويف وابنتها منى سيف وفريق من المحامين إلى مكتب النائب العام، حيث وصلوا إلى هناك في الثانية عشر ونصف ظهرا، لتقديم بلاغ عاجل بشأن التعدي عليهن.
وقالت منى عبر حسابها على موقع فيسبوك، الثلاثاء: «احنا أسرة علاء عبد الفتاح، ليلى سويف، منى سيف، سناء سيف» وفريق من المحامين يتكون من؛ المحامي الحقوقي خالد علي، راجية عمران، أحمد راغب، هدى نصر الله، عزيزة الطويل، ومحمد فتحي، «عند مكتب النائب العام بالرحاب عشان نقدم بلاغ عاجل بخصوص التعدي والسرقة اللي تعرضناله امبارح عند سجن طرة وحرماننا من التواصل تماما مع علاء».
وأضافت شقيقة علاء عبدالفتاح في منشور لاحق – بعد حوالي ساعة -: «ملطوعين عند النائب العام ولسة ماحدش عايز يستلم مننا أي بلاغ ولا يقابلنا؛ الادعاء انهم في زمن الكورونا ما بيستقبلوش حد»، لافتة إلى أنها تقول «ادعاء»، لأنهم قابلوا المستشار هاني جورجي، رئيس الإدارة العامة لحقوق الإنسان بمكتب النائب العام، منذ شهر وقت إضراب علاء في ظل إجراءات كورونا، واستقبلهم في مكتبه، مضيفة: «كل حد مننا الترم بالاجراءات الوقائية».
وتابعت منى: «احنا تعرضنا لاعتداء عنيف والجهة اللي المفروض تستقبل شكوانا وتحمينا مش عايزة اصلا تستقبلنا»، واستطردت: «عامة احنا منتظرين».
وفي حوالي الثانية ظهرا، بثت منى سيف، مقطع فيديو من حساب شقيقتها سناء، قالت خلاله إن سناء تعرضت للخطف من أمام مكتب النائب العام بمحكمة التجمع الخامس.
وأوضحت منى في فيديو لاحق تفاصيل أكثر عن واقعة اختطاف شقيقتها، حيث قال إن سناء تم خطفها من أمام مكتب النائب العام أثناء محاولتهم الوصول وتقديم بلاغات ضد الاعتداء عليها وعلينا خلال مطالبتهم بخطاب من علاء. وأضافت «نروح فين عشان نجيب حقنا؟ تم الاعتداء عليها وكان ممكن يحصل لها حاجة أو يجي لها ارتجاج، ولما جينا نقدم بلاغات نطالب بحقنا خطفوها؟».
وتابعت «عايزين تعرفونا أنكم أقوى؟ خلاص أنتم أقوى، بس سيبونا والتزموا بحد أدنى من الحقوق».
وفي الثالثة و20 دقيقة من عصر يوم الثلاثاء 23 يونيو، أعلنت منى سيف ظهور شقيقتها سناء أمام نيابة أمن الدولة العليا كمتهمة. واستمر التحقيق معها حتى حوالي الساعة السابعة مساءً.
وقررت النيابة حبس سناء 15 يومًا، بعد اتهامها بنشر أخبار كاذبة والترويج لأفكار إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الإجتماعي وإساءة استخدام موقع علي شبكة الإنترنت لنشر وترويج للأفكار الإرهابية.
وقالت منى سيف، بعد انتهاء التحقيق مباشرة: «رفضوا نشوفها نطمن عليها.. مش عارفين هتتحبس فين»، لافتة إلى أنهم «سمحوا بالدواء واللبس – لان طبعا احنا دايما ماشيين بلبس زيادة ابيض علشان لو حد فينا اتحبس والمحلات قفلت عشان الحظر نبقى في الامان».
وأضافت في تدوينة أخرى «إحنا كنا بنشتكي من حرمانا من التواصل مع علاء.. اخدوا سناء وحرمونا من التواصل معاها.. القرار 15 يوم».
27 يونيو العودة للمطالبة بحق التواصل والحصول على خطاب
لم تيأس د. ليلى سويف ولم توقف محاولاتها، وفي 27 يونيو قررت البدء في محاولة جديدة للحصول على خطاب من علاء، وتوجهت إلى سجن طرة لتسليم طعام وخطاب إلى نجلها واستلام خطاب منه لكنها لم تتمكن من ذلك.
وفي التاسعة من صباح يوم 27 يونيو، قالت د. ليلى سويف عبر حسابها على فيسبوك: «أنا راحية دلوقت احط أمانات وأدخل هدوم لسناء في سجن القناطر، ربنا يسهل والأمور تمشي بسلاسة، ويوم السبت إن شاء الله نرجع بقى لموال طرة».
وبعد حوالي 6 ساعات كتبت منى سيف عبر فيسبوك: «ماما وصلت أمانات واحتياجات أساسية لسناء في القناطر بعد انتظار ساعات عشان طبعا اشارة الأمن الوطني». وأضافت: «بس عارفين ايه اترفض يدخل؟ كل الأدوية والمراهم اللي هي محتاجاها عشان اصاباتها الاخيرة، والأدوية اللي هي أصلا بتاخدها بشكل يومي».
28 يونيو .. محاولة جديدة وبلاغين ورسائل من نساء العالم: (عايزين جواب)
وفي 28 يونيو قامت الدكتورة ليلى سويف، بمحاولة جديدة لاستلام خطاب من علاء إلا أن إدارة السجن لم تسلمها أي «جواب»، فتوجهت إلى قسم شرطة المعادي لتحرير محضرا بالتعنت في سجن طرة حول السماح بدخول وخروج خطابات من علاء والزيارات الدورية، وبعد شرح التفاصيل لمأمور القسم وطلبه الانتظار، عاد وأكد أنه ليست هناك أي مشكلة في تحرير المحضر، لكنه وعد بخطاب من علاء اليوم التالي.
وفي الخامسة والنصف مساءً غادرت د. ليلى سويف قسم المعادي بناء على وعد مأمور القسم.
في نفس اليوم أعلن خالد علي عن تقدمه باعتباره محامي علاء عبد الفتاح ببلاغ جديد لنيابة أمن الدولة العليا يطالب بحق علاء في الزيارة والتواصل مع أسرته.
بالتزامن مع ذلك، وجهت نساء وأمهات من شتى أنحاء العالم رسائل تضامن مع الدكتورة ليلى سويف، والدة الناشط السياسي علاء عبدالفتاح، والتي تطالب بحقها في التراسل مع نجلها المحبوس احتياطيا على ذمة القضية ١٣٥٦ لسنة ٢٠١٩ حصر أمن دولة عليا.
29 يونيو.. ليلى سويف تنتصر : استلمت خطاب علاء
وفي العاشرة من صباح يوم الإثنين 29 يونيو وصلت د. ليلى سويف أمام سجن طرة لطلب استلام خطاب من علاء. وبعد حوالي ساعة ونصف استلمت خطابا من نجلها.
وقالت د. ليلى سويف أنها استلمت خطابا من علاء بعد وعود من مأمور قسم شرطة المعادي بذلك، وأكدت في تصريحات لـ«درب» إن «الخطاب مطمئن ومكتوب بلغة هادئة، وفيه رسمة لابنه خالد، وجميعنا شعرنا بالاطمئنان عليه بعد قراءة الخطاب».
وبعد استلامها الخطاب، قالت د. ليلى سويف في منشور عبر حسابها على موقع فيسبوك في الواحدة من ظهر يوم الإثنين 29 يونيو، «أنا مضطرة آخد هدنة يومين علشان انتهي من تصحيح أبحاث طلابي، وبعد كده طبعا لسه معارك كتير ربنا يقدرنا كلنا عليها».
أما منى سيف فعلقت على رحلة الحصول على حق بسيط من حقوق شقيقها واسرته المنصوص عليه بلائحة السجون وهو الحق في التواصل والاتصال ولو عبر خطاب وليس حقه في إطلاق سراحه قائلة ” «شحططة، وضرب وسحل وسرقة، وواحدة مننا اتخطفت واتحبست عشان جواب يطمنا.. ماما اخيرا استلمته النهاردة!”
يذكر أن علاء عبدالفتاح محبوس احتياطيا منذ 29 سبتمبر 2019، وبتاريخ 18 فبراير 2020 قررت محكمة الجنايات إخلاء سبيله، ولكن قامت النيابة بإستئناف قرار إخلاء السبيل، وقررت المحكمة في 20 فبراير 2020 قبول استئناف النيابة، وإلغاء قرار إخلاء السبيل، واستمرار حبسه احتياطياً، ومنذ هذا التاريخ يتم استمرار حبسه.
ومنذ أن قررت وزارة الداخلية في 9 مارس الماضي، تعليق الزيارات كجزء من الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها لمواجهة فيروس كورونا، دون الكشف عن آلية أخرى للتواصل بين السجناء وأسرهم، قامت د. ليلى سويف بالعديد من المحاولات للحصول على حقها في التراسل مع نجلها المحبوس.
وحصلت سويف على الخطاب الأول بعد هذا القرار بعد ٢٣ محاولة، وهو الخطاب الذي جاء بعد ٣٦ يوما من إضراب علاء عن الطعام احتجاجًا على استمرار حبسه غير القانوني ومنعه من التواصل مع أسرته، بالإضافة إلى ظروف حبسه غير الإنسانية داخل السجن والتي وصفتها عائلته بأنها «الأسوأ على الإطلاق مقارنة باعتقالاته السابقة منذ عام 2006».