“بي بي سي” تفصل صحفية فلسطينية بسبب تغريدة قديمة ضد العدوان على غزة (رضوخا لجماعات ضغط مؤيدة لإسرائيل)
تالا حلاوة: التغريدة منشورة قبل 3 سنوات من انضمامي للمؤسسة.. و”بي بي سي” اختارت المحاكمة وجماعات المصالح وتجاهلت تقييمي المهني
كتب- محمود هاشم:
قالت الصحفية الفلسطينية تالا حلاوة، إن هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” فصلتها عن العمل مؤخرا بسبب تغريدة نشرتها أثناء القصف الإسرائيلي لغزة في عام 2014، قبل 3 سنوات من انضمامها إلى المؤسسة، موضحة أن القرار جاء بعد شهر من إجراء تحقيق داخلي تجاهلت فيه المؤسسة تقييم أدائها المهني ومطالبات من زملائها للإدلاء بشهاداتهم حول مهنية الصحفية الفلسطينية.
وقالت حلاوة، عبر حسابها على “تويتر”، إن التغريدة التي تم فصلها بناء عليها، كانت في أثناء الهجوم الإسرائيلي على حي الشجاعية في غزة، حيث قتل 55 مدنياً فلسطينياً، بينهم 19 طفلاً و14 امرأة، وكان مستوطنون إسرائيليون قد اختطفوا وأحرقوا محمد أبو خضير البالغ من العمر 16 عامًا في القدس الشرقية.
وأضافت: “كنت شابة فلسطينية تغرد في خضم هذه اللحظة، حيث شاهدت وفيات مروعة وغير مستحقة، وقوبلت بصمت وسائل الإعلام الدولية واستخدمت وسما شهيرًا في ذلك الوقت دون تفكير”.
وأضافت: “الكلمات المسيئة والجاهلة التي نشرتها في ذلك الوقت لا تعكس آرائي السياسية في ذلك الوقت بقدر ما تعكسها اليوم، آمل أن يقبل أولئك الذين تضرروا منهم اعتذاري الصادق للنشر دون تفكير، ومع ذلك، فإنه يحزنني أن هيئة الإذاعة البريطانية، بدلاً من البحث عن سبل للاعتذار والمصالحة والحوار، اختارت للأسف المحاكمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والاستسلام لضغوط جماعات المصالح الخارجية المؤيدة لإسرائيل ووسائل الإعلام اليمينية، حيث بات فصلي بمثابة قضة نجاح لهذه الضغوط التي تهدف للقضاء على صوت الفلسطينيين وأي صحفي غير داعم لإسرائيل أو غير ناقد لها، في الحياة العامة والمؤسسات الإعلامية الكبرى”.
وتابعت: “بدأت الحملة بعد إعدادي وظهوري مؤخرًا في تقرير مصور لبي بي سي، يتطرق إلى الثمن الذي يدفعه المشاهير حول العالم عند دعمهم القضية الفلسطينية، وبمجرد نشر التقرير قامت جماعة مؤيدة لإسرائيل بالنبش في حسابي على تويتر والترويج للتغريدة المسيئة”.
وواصلت الصحفية الفلسطينية: “إن حملة الرقابة المؤيدة لإسرائيل صناعية في نطاقها ودولية في مداها، كما يهدف الاتجاه المتمثل في ترهيب المراسلين من المنطقة بسوء نية من جهات معادية والجلد العلني المنظم إلى وضع معايير للصحافة المقبولة لتناسب إسرائيل، ومراقبة وسائل الإعلام الدولية للحفاظ على التحيز المؤسسي المؤيد لها”.
واستكملت: “ما حدث يبدو مألوفًا بالنسبة لي كفلسطينية وكامرأة ملونة، أنا فخورة بحقيقة أنه خلال السنوات الأربع التي قضيتها في البي بي سي، كنت معروفة دائمًا بحياديتي ومهنيتي، حتى في أصعب الأوقات، سأستمر في الإيمان والقتال من أجل الصحافة الصادقة والشجاعة بغض النظر عن هذه المحاولات الوضيعة لاغتيالي معنويا”.
ويأتي إعلان حلاوة عن الخبر بعد نحو شهر من تناول مواقع إخبارية إسرائيلية خبر فصلها نقلاً عن متحدث باسم “بي بي سي”.
الا حلاوة انضمت إلى “هيئة الإذاعة البريطانية” عام 2017، وهي أخصائية شؤون فلسطين في خدمة “مراقبة بي بي سي”.
وعبر حسابها على “تويتر” الذي لم يعد موجوداً الآن، غردت في 20 يوليو/تموز عام 2014 بالإنكليزية: “إسرائيل نازية أكثر من هتلر! HitlerWasRight# (هتلر كان على حق)، فليذهب IDF# (الجيش الإسرائيلي) إلى الجحيم. PrayForGaza#