بيان حازم منير عن وفاة شقيقه محمد منير: قضى حبسه بين قسم الشرطة ومستشفى طرة.. ومات بكورونا ولم يصب في السجن
حازم منير في بيانه : شقيقي أشاد بحسن المعاملة والرعاية الصحية الفائقة وتلبية إحتياجاته طوال فترة محبسه
محمد تردد بعد إطلاق سراحه على مركز للأشعة ومستشفى للفحص ودخل في 6 يوليو مستشفى العجوزة حتى رحيله 13 يوليو
كتب – عبد الرحمن بدر
أدلى الزميل حازمة منير، بشهادته عن ملابسات وفاة شقيقة الزميل الراحل محمد منير، وأكد حازم أن شقيقه لم يدخل سجن ليمان طرة ولم يقضي به 15 يوما كما تتحدث بعض التقارير.
وأضاف أنه تم سحب هاتف محمد منير المحمول، بسبب القواعد والاجراءات الخاصة بغرف العناية المركزة وتم رفض كل المحاولات لدخول هاتف للتواصل معه، وأنه تواصل معهم من هواتف بعض الطواقم الطبية.
وأكد حازم أن تقرير وفاة شقيقه أرجع سبب الوفاة إلى توقف عضلة القلب وإنخفاض شديد في نسبة الاوكسجين بالدم، والإصابة بفيروس كورونا المستجد .
وإلى نص شهادة حازم منير:
– محمد منير لم يدخل السجن حتي يصاب بالكورونا في داخله
– أُشهد الله أن شقيقي أشاد بحسن المعاملة والرعاية الصحية الفائقة وتلبية إحتياجاته طوال فترة محبسه.
منذ اللحظة الأولي التى تلقيت فيها خبر وفاة شقيقي المغفور له بإذن الله محمد منير، وأنا أشعر بفخر بالغ من الموجات الهادرة المتلاحقة بالدعوة له بالرحمة والمغفرة، والتي إجتاحت كل مواقع التواصل الاجتماعي، بصورة لفتت أنظار القاص قبل الداني ومن لا يعرف شقيقي قبل من يعرفه.
لم يخفف الألم عن قلبي، سوى هذا الحالة من الحب والتضرع الى الله، التى إجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي ليكتبه الله من الشهداء بإذنه ويُدخله جناته، ويتقبل توبته ويغفر له ويرحمه، هذه الحالة التي لا يمكن إغفالها، دون توجيه الشكر إلى أصدقائه وزملائه ومحبيه ومريديه على مواقع التواصل، حتى هؤلاء الذين لم يلتقوه ولم يعرفوه، إلا من روحه الساخرة ورؤيته الناقدة، وخفة دمه، وحدة نقده، كلهم لهم الإجلال والتقدير، سواء من كان من أنصاره أو الذين كانوا له معارضين، كلهم من دون استثناء، امتلاءات كلماتهم بالدموع، وانطلقت حناجرهم بالدعاء، لشقيقي الذي أتمني على الله أن ألقاه قريبا، ولا يطول فراقنا.
لكل هؤلاء وليس غيرهم، اتوجه بهذه الشهادة عن ملابسات وفاة شقيقي، بعيدا عن التجريح والمزايدة والمتاجرة بوفاة فارس لا يحتاج إلى كل هذه الأكاذيب لنضع على رأسه أكاليل الفخار والاحترام ، وسأقدم لكم هنا وقائع كاملة لمسيرة الراحل من لحظة توقيفه والقبض عليه، و حتى لحظة وفاته، وهي الوقائع الشاهد عليها زملاء أفاضل ، تابعوا المسيرة من بدايتها الى نهايتها بكل تفاصيلها كلا في ما كان يختص به، وهم نقيب الصحفيين الكاتب الصحفي ضياء رشوان، وأعضاء مجلس النقابة الزملاء الافاضل محمود كامل، أيمن عبد المجيد، محمد سعد عبد الحفيظ ، ونقيب الصحفيين السابق الكاتب الصحفي يحيي قلاش.
بعد ساعات محدودة من القبض على شقيقي ، تحرك ركب أمني اقتاده الي نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معه، وليصدر قرارا بحبسه إحتياطيا لمدة 15 يوما على ذمة القضية رقم 535 لسنة 2020 .
من مقر نيابة أمن الدولة بمدينة نصر انتقل شقيقي الراحل إلى قسم شرطة في وسط محافظة الجيزة حيث قضى ليلته الأولى بحجز مخصص لكبار السن، وبجهود من نقيب الصحفيين تم نقله لمستشفي الهرم في اليوم التالي لإجراء الفحوصات الطبية المطلوبة، نظرا لحالته الصحية والأمراض الكثيرة التى يشكو منها .
ظل منير محتجزا بقسم الشرطة طوال فترة الحبس الاحتياطي الأولى، ولم نشكو طوال هذه الفترة سواء بناته أو هيئة الدفاع عنه أو مني شخصيا، من أي مضايقات أو منع من زيارته يوميا ( وأحيانا زيارتين أو ثلاثة في اليوم) وإدخال احتياجاته ومتطلباته من الدواء والطعام والملابس وكل ادوات التعقيم، وزيارته والالتقاء معه، وكل ذلك باحترام وحسن معاملة من كل مسئول بالقسم كبيرا كان أو صغيرا، حتى أننا تمكنا من إدخال مروحة له داخل الحجز لمواجهة موجة الحر المرتفعة.
خلال هذه الفترة، كان شقيقي يشكو بعض المشكلات الصحية ، الناجمة عن مكان الاحتجاز، خصوصا مع الأمراض التي كان يعاني منها (وسيأتي ذكرها لاحقا) وكانت تمثل لنا مشكلة حقيقية وخوفا من إلحاق أي أذى به، لكن الوقت تجاوز هذه المشكلات والتي ساعد على تجاوزها حسن المعاملة والاستجابة الطيبة من القائمين على مكان الاحتجاز.
قبل انتهاء فترة الحبس الاحتياطي الأولى، تم استدعاء شقيقي مجددا إلى حيث سلطات التحقيق، الذين قرروا تجديد حبسه 15 يوما إضافيا، وتوجه شقيقي إلى مستشفى الهرم حيث تم عمل مسح طبي له قبل ترحيله إلى مستشفى ليمان طرة، حيث بدأت المرحلة الثانية من ملابسات وفاة شقيقي، والتي بدأت في 1 يوليو وانتهت بإخلاء سبيله اليوم التالي 2 يوليو.
فور وصوله إلى مستشفى ليمان طره، خضع لفحوصات طبية، إستغرقت حسب ما أبلغني ساعة ونصف، وقال انها كانت على أفضل مستوى، وأخبره الطبيب أنه ” يخشي ” أنه مصاب ” بجلطة في القلب – الامر الذي يستلزم استكمال الفحوصات – حسب ما قال لى – . في حين ظل شقيقي في المستشفي مقيما مع مسجون أخر في حجرة واحدة، ولم يدخل إلى السجن نهائيا.
في اليوم التالي مباشرة لوصوله إلى المستشفي تلقيت اتصالا بإخلاء سبيل شقيقي، وتوجهت إلى منطقة ليمان طرة ، حيث التقيته وغادرنا بعد انتهاء الاجراءات التى استغرقت قرابة ثلاث ساعات أو اقل قليلا .
وهنا لنا وقفة …
اولا: لم تطأ قدم محمد منير السجن ولا عنبر النزلاء، وقضي اليوم بليلته في مستشفي ليمان طره، وكل من زار السجن نزيلا، يعرف الفارق المكاني بين السجن حيث عنبر النزلاء وبين مبنى المستشفي، ورغم أن الاثنين يضمهما سور واحد للمنطقة كلها، إلا أنه لا يوجد أي اختلاط بين المبنيين، وشقيقي لم يمض سوي يوم بليلة في المستشفي.
ثانيا: مكثنا طوال فترة انتظار انتهاء الإجراءات، داخل حجرة الضباط، في حضورهم جميعا، نتحدث وندخن ونشرب الشاي والعصائر، ولو كان شقيقي مصابا بكورونا وقتها، وقرار إخلاء سبيله جاء بناء على ذلك حتى ولو من دون إعلان، ما جلس الضباط معنا قرابة ثلاث ساعات، وهم يعلمون أن المرحوم مصاب بكورونا .
ثالثا: خلال دردشة بيني وبينه اثناء انتظار انتهاء الإجراءات، تحدث منير عن حسن المعاملة من الجميع داخل منطقة طرة، وبالمستشفي الذي أقام به، وبالأطباء والفحص الذي تعرض له، حتى أنه فاجىء الضباط بخفة دمه المعتادة، حين استحسن الفول المدمس الذي تناوله في الصباح . واصطحبته وأسرتي بعد ذلك إلى منزله، حيث أجرى بعض الاتصالات خلال الطريق بالزميل الفاضل العزيز نقيب الصحفيين الكاتب الصحفي ضياء رشوان، ليطمئنه على الأحوال، ويخطره ببعض المشاكل الطبية التي تحتاج علاجًا سريعًا، خصوصا الجلطة في القلب التي حذر منها طبيب مستشفي ليمان طرة، وتعهد له النقيب باتخاذ الإجراءات المطلوبة فورا بعد راحة قصيرة في منزله الذي وصله عصر الخميس الثاني من يوليو.
وسأنقل هنا فقرة من شهادة الزميل الفاضل محمود كامل عضو مجلس النقابة، عن أحداث يوم السبت الرابع من يوليو بعد خروج منير إلى منزله بيومين “شعر الأستاذ محمد منير بأعراض مرضية يوم السبت (.. ) عقب إخلاء سبيله وأطلق استغاثة عبر صفحته الشخصية، وبناء عليها تواصل معه النقيب الأستاذ ضياء رشوان والزميل أيمن عبدالمجيد رئيس لجنة الرعاية الاجتماعية الذي قام بإرسال خطاب تحويل حجز بمستشفى المعلمين لمنزل الأستاذ محمد منير، إلا أن النقيب ووفقا لاتصالي به يومها أكد أن الأستاذ محمد منير طلب نقله إلى مستشفى الشبراويشي، فقام النقيب بإرسال خطاب تحويل علاج بمستشفى الشبراويشي مع موظف من النقابة للأستاذ محمد منير في منزله، وبناء عليه ذهب إلى المستشفى وأجرى بعض الفحوصات حيث أكدت له الطبيبة وجود مشكلة بالقلب تستلزم علاجا لمدة أسبوع بالمنزل، وأن حجزه بالمستشفى يستلزم التأكد من عدم إصابته بفيروس كورونا وهو ما ليس متاحا بالمستشفى، وعاد بعدها الأستاذ محمد منير لمنزله.” انتهي الاقتباس من الزميل الفاضل”.
بعد 48 ساعة من الواقعة السابقة ، وتحديدا يوم الاثنين وفي أعقاب الفيديو المفاجىء الذي بثه شقيقي عبر فيسبوك، يستغيث فيه ويطلب مساعدته، تحركت النقابة بكل أدواتها، حيث استجاب مجلس الوزراء، استجابت وزيرة الصحة فورا، وتم تحريك سيارة إسعاف لمنزل شقيقي، وانتقل الى مستشفي أم المصريين، لتوقيع كشف طبي عاجل ، انتهي كما تم ابلاغي إلى تقرير عن احتمالات تصل إلى 40% إصابته بفيروس كورونا ، وسرعان ما تم نقله إلى مستشفي العجوزة ( العزل ) حيث تم احتجازه في غرفة خاصة، وبعد فحوصات ومتابعات طبية، تم نقله الى الرعاية المركزة . ومنذ هذه اللحظة بدأت المرحلة الثالثة في ملابسات وفاة محمد منير :
من وقت اطلاق سراحه الخميس 2 يوليو تردد شقيقي على مركز للأشعة ومستشفي للفحص، ثم دخل يوم الاثنين 6 يوليو مستشفي العجوزة وحتي الاثنين 13 يوليو يوم الوفاة، كان شقيقي في “العزل “، وتم سحب هاتفه المحمول، بسبب القواعد والاجراءات الخاصة بغرف العناية المركزة، وبطبيعة العلاج المطلوب، حيث مارسنا ضغوطا عديدة نقيب الصحفيين وأنا، للسماح بإدخال الموبايل له، وقوبلت كل محاولاتنا بالاعتذار، لكن ذلك لم يمنع شقيقي من التواصل معي ومع بناته عبر هواتف البعض من الاطقم الطبية الذين تعاطفوا مع حالته، وسمحوا له باتصالات سريعة لكنها محدودة، وكان ينقل لى خلاله حالته، ولم يضايقه سوي عدم وجود الهاتف المحمول معه .
وهنا واقعة مهمة، حيث نقل شقيقي لابنته أن واحد من الأطباء المعالجين فسر له حالته النفسية بانقطاعه عن العالم الخارجي وعدم التواصل مع الناس، وحاولنا استخدام هذه الواقعة للضغط من أجل توفير هاتف ولو مؤقت لاتصال حتى ولو معي باشراف مسئولين، لكن طلبنا قوبل بالرفض لاسباب طبية، وليس لاسباب منعه من التواصل مع الناس وإبلاغهم بحقيقة أوضاعه المتردية، كما يروج البعض من المرضي النفسيين اصحاب الخيالات المريضة، لأنه كان يتواصل فعليا مع بناته ومعي شبه يومي.
على مدار أسبوع، كانت حالة منير الصحية مستقرة، وليس بشهادتي فقط، وإنما أيضا بشهادة نقيب الصحفيين، الذي كان يتواصل يوميا مع السيد الدكتور مدير المستشفي ليتلقي منه تقرير شفهيا عن الحالة ، وأحيانا مع مكتب السيدة الفاضلة وزيرة الصحة لمتابعة حالته من خلال تقارير الاطباء .
وأذكر هنا واقعة مهمة ، حين اتصل شقيقي ببناته ومعي صباح يوم وفاته، ثم اجري نقيب الصحفيين السابق الكاتب الصحفي يحيي قلاش اتصالا للتحدث مع منير، وانتظر قليلا لحين انتهاء الاطباء من متابعتهم لشقيقي وأثناء الانتظار الذي لم يستغرق دقائق، تلقي اتصالا يخبره بوفاته بدلا من إجراء الاتصال معه ، فقد كان قضاء الله اسبق من الجميع .
وطبقا لنص شهادة الوفاة الطبية، فإن السبب المباشر للوفاة نتج عن:
أ) توقف عضلة القلب .
ب) إنخفاض شديد في نسبة الاوكسجين بالدم .
ج) الإصابة بفيروس كورونا المستجد .
و الجدير بالاشارة هنا تقرير الطبيب الخاص المعالج لشقيقي محمد منير، والذي وصف حالته بانه يعاني من
ا) قصور في الشرايين التاجية
ب) قصور في وظائف عضلة القلب
ج)التهاب شعبي مزمن
د) ارتفاع في الكولستيرول والدهون الثلاثية وسمنة مفرطة
*********
هذه شهادتي وهذا ما عايشته وشاهدته وتابعته، ومعي أخرون :
اولا : شقيقي لم يدخل سجن ليمان طره ولم يقضي به 15 يوما كما تتحدث بعض التقارير التى توصف بانها حقوقية أو كما ذكرت بعض الصحف الأمريكية ، حتي يقول البعض كذبا ، إنه اصيب بالكورونا داخل السجن، ثم ليهلل هؤلاء بانتشار الكورونا في السجون ويطالبون باطلاق سراح المساجين من أنصارهم لأسباب هم يعلمون قبل غيرهم أنهم كاذبون، فقد أقام شقيقي فترة الحبس ما بين قسم الشرطة وبين مستشفي ليمان طرة، وقضي اياما متنقلا لإجراء إشعات وفحوص على القلب مختلطا بالعديد من البشر .
ثانيا : تمت الاستجابة لتوفير كل ما كان مطلوبا لحالة شقيقي الصحية، من إجراء فحوص ، إلى زيارات يومية ، ودخول كل احتياجاته له من أدوية ومستلزمات حياة يومية ، و لقائه بمحاميه وأسرته ، وعقب إخلاء سبيله استجابت السلطات المختصة فورا لطلبات نقابة الصحفيين بعلاجه ، حتي كان قضاء الله .
ثانيا : شقيقي منير تعرض لتوقيفه والقبض عليه لأسباب نختلف معها وبالتأكيد نتحفظ على تلك الاجراءات ونطالب بإلغائها لكننا نحترمها في الوقت ذاته كونها قانونية، ولحين إلغائها نطالب بحقوق من يتم توقيفه، وهو ما أشهد الله أن شقيقي حصل عليها كلها وهو ما إستوجب توجيه الشكر لكل من التزم بتنفيذ هذه الحقوق وأمر بتوفيرها .
شقيقي محمد منير بين يدي الله ، فإدعوا له بالرحمة والمغفرة .
” فمن أظلم ممن افتري على الله كذبا ليُضل الناس بغير علم ” صدق الله العظيم .
يذكر أنه توفي الكاتب الصحفي محمد منير الاثنين الماضي إثر إصابته بكورونا بعد أقل من 11 يوما من إخلاء سبيله من مستشفى سجن طرة.
وكان محمد منير تم القبض عليه يوم 15 يونيو الماضي عقب نشره فيديو لاقتحام قوات الأمن لمنزله ليتم حبسه احتياطيا على ذمة القضية لسنة 2020 واتهامه بنشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وتم تجديد حبسه يوم 27 يونيو دون حضوره وبعدها بيوم تم نقله من قسم الطالبية لمستشفى سجن طرة لإجراء بعض الفحوص له بعد تدهور حالته .
ويعد محمد منير أحد أبرز القامات في الوسط الصحفي، وأحد أشهر الكتاب، واشتهر بمواقفه الثابتة التي تكافح من أجل تعزيز قيم المهنة والدفاع عن حرية الرأي.