“بوليتيكو”: حملة غير مسبوقة من ترامب لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية قبيل التجديد النصفي في نوفمبر
وكالات
قالت صحيفة “بوليتيكو” إنه في ختام عام سياسي مشحون بالتوترات، شهدت الولايات المتحدة حملة غير مسبوقة لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، أطلقها الرئيس دونالد ترامب بهدف تعزيز أغلبية الحزب الجمهوري الضئيلة في مجلس النواب قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر 2026.
وحسب تقرير نشرته الصحيفة فقد بدأت الفكرة في أبريل 2025، عندما زار جيمس بلير، أحد كبار مساعدي ترامب السياسيين، المكتب البيضاوي ليطرح خطة طموحة: الاستفادة من الولايات ذات الأغلبية الجمهورية لإعادة رسم حدود الدوائر الانتخابية قبل موعد إعادة التوزيع الرسمي بعد تعداد 2030.
وأضاف التقرير: كان الهدف واضحاً.. حماية البيت الأبيض من مخاطر الانتخابات النصفية التي قد تؤدي إلى سيطرة الديمقراطيين على المجلس، كما حدث في ولاية ترامب الأولى.
وتابع أبدى ترامب في البداية بعض الارتباك، متسائلاً عما إذا كانت الخطة تتطلب إعادة تعداد سكاني، لكنه سرعان ما أقتنع بعد توضيح بلير أن الأمر يعتمد على صلاحيات الولايات الحالية.
وسرعان ما تحولت الفكرة إلى حملة منسقة، حيث تواصل البيت الأبيض مع شخصيات مثل آدم كينكيد، المدير التنفيذي للصندوق الوطني لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية الجمهورية، لتنفيذ “ضغط أقصى” على الولايات التي تسمح بإعادة الرسم.كانت تكساس أبرز الساحات الأولى. في يوليو، أضاف الحاكم غريغ أبوت إعادة التقسيم إلى جلسة خاصة، وأشرف كينكيد شخصياً على رسم خريطة جديدة أضافت خمس دوائر محتملة لصالح الجمهوريين، مستفيداً من تحولات الناخبين بعد انتخابات 2024، حسبما ذكر التقرير.
واسترسلت “بوليتيكو”: ورغم مخاوف بعض النواب الجمهوريين الحاليين من فقدان قواعدهم الجغرافية، مرت الخريطة بعد جهود لتهدئة التوترات بينما رد الديمقراطيون بسرعة.. ففي تكساس، قام أكثر من 50 نائباً ديمقراطياً بمغادرة الولاية جواً إلى إلينوي لتعطيل النصاب، في خطوة دراماتيكية أوقفت العملية مؤقتاً وجذبت انتباهاً إعلامياً واسعاً.
وفي كاليفورنيا، اقترح الحاكم غافن نيوسوم تعديلاً دستورياً عبر اقتراح رقم 50، الذي أقره الناخبون في نوفمبر بنسبة كبيرة، ليمنح الديمقراطيين ميزة تعويضية عن خسائر محتملة في الولايات الأخرى.امتدت المعركة إلى ولايات أخرى.
وفي ميزوري ونورث كارولاينا، نجح الجمهوريون في تمرير خرائط جديدة تضيف مقاعد محتملة لهم.. أما في إنديانا، فقد واجهت الخطة مقاومة شديدة من قادة التشريع الجمهوريين، مثل رئيس مجلس الشيوخ رودريك براي ورئيس مجلس النواب تود هيوستون، رغم ضغوط شخصية من ترامب ونائبه جي دي فانس، وزيارات متكررة، وتهديدات بترشيح منافسين في الانتخابات التمهيدية.
واستكمل التقرير: تصاعدت التوترات بشكل دراماتيكي بعد اغتيال الناشط اليميني تشارلي كيرك في سبتمبر 2025، ما أثار حملات ضغط أكثر حدة من مجموعات موالية لترامب مثل Turning Point USA، وأدى إلى تهديدات ومحاولات “سواتينج” ضد مشرعين معارضين في إنديانا.
رغم ذلك، رفض مجلس الشيوخ في إنديانا الخريطة الجديدة في ديسمبر، مانحاً ترامب هزيمة بارزة في واحدة من أكثر الولايات موالاة له.. في النهاية، أدت الحملة إلى إعادة رسم خرائط في ست ولايات على الأقل، تمثل نحو ثلث مقاعد الكونجرس، لكن المكاسب الفعلية للجمهوريين كانت محدودة، ربما بين ثلاثة إلى أربعة مقاعد فقط، بعيداً عن التوقعات الأولية التي رجحت 18 مقعداً.
وأردف التقرير: أثارت العملية انتقادات داخلية حتى من بعض الجمهوريين، الذين رأوا فيها “جنوناً” يهدد الثقة في النظام الانتخابي ويصرف الانتباه عن أولويات أخرى.
ومع اقتراب 2026، فيما يبدو أن “حرب إعادة التقسيم” قد أصبحت الوضع الجديد، مع احتمالات استمرار الجهود في ولايات مثل فلوريدا وكانساس وكنتاكي، وربما ردود ديمقراطية في ماريلاند وإلينوي وفرجينيا. في الوقت نفسه، يترقب الجميع قراراً محتملاً من المحكمة العليا قد يزيل قيوداً إضافية على التلاعب الحزبي، مما يفتح الباب أمام تصعيد أكبر في السنوات المقبلة.

