بمشاركة مصر.. ماذا يحمل “منتدى النقب” الاجتماع التطبيعي الأكبر بين الاحتلال ودول عربية منذ عقود؟
اختتم نحو 150 مسؤولًا من مصر والبحرين والإمارات والمغرب والاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء 10 يناير 2023، اجتماعا في أبو ظبي، بحضور الولايات المتحدة، استمر يومين في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في إطار الاجتماع الأول لمجموعات عمل منتدى النقب، والذي يأتي بعد أسبوع من اقتحام الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، ساحات المسجد الأقصى، ما أثار ردود فعل دولية غاضبة
واختتمت أمس في الإمارات اجتماعات ست لجان مكلفة بتطوير المشاريع الإقليمية في مجالات الأمن الإقليمي، والأمن الغذائي والمائي، والطاقة، والصحة، والتعليم، والسياحة.
ووصف مستشار وزارة الخارجية الأمريكية ديريك شوليه للصحفيين الاجتماع بأنه “الأكبر” من نوعه منذ عقود بين الاحتلال الإسرائيلي ودول عربية، منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، حيث حضره نحو 150 مسؤولا يمثلون الدول المذكورة.
ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية باجتماع مجموعات عمل منتدى النقب، وعبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن دعم بلاده القوي لبناء الجسور وتوفير الفرص عبر المنطقة، مقدماً شكره لأبو ظبي على استضافة هذا “التجمع المهم”.
وذكر وزير الخارجية الأمريكي في بيانه أن “اللجنة التوجيهية لمنتدى النقب أصدرت إطار التعاون الإقليمي للمنتدى، الذي اعتمد في 10 نوفمبر 2022، والذي يقر بإمكانية بناء شبكات تعاون لتعزيز المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي والازدهار في الشرق الأوسط”.
وأكد أنه “يمكن تسخير هذه العلاقات لخلق زخم في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية نحو حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكجزء من الجهود المبذولة لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل”.
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية نشرت عبر حسابها على تويتر مع بداية الاجتماع الاثنين: “انطلق الاجتماع الأول لمجموعات عمل منتدى النقب في أبو ظبي بمشاركة الدول الست المؤسسة”، مرفقة بصور للمسؤولين المشاركين.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان في موقعها الإلكتروني “تعتبر هذه الاجتماعات استكمالاً لما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد في مارس 2022 في النقب، حيث يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون بين الدول وتحقيق مصالح شعوب المنطقة، بما فيها الشعب الفلسطيني..”.
وأضافت “يأتي عقد منتدى النقب على ضوء الاتفاق الإبراهيمي للسلام، وهو عبارة عن منصة تعاون إقليمي أسستها الدول الستة الأعضاء، والتي تقوم على الأهداف الأساسية المشتركة المتمثلة في تعزيز الرخاء والاستقرار والازدهار على الصعيد الإقليمي ودعم مصالح كافة دول المنطقة والتنمية المستدامة، وتوفير الحلول للتحديات القائمة بما يحقق مستقبلاً أفضل للأجيال المقبلة”.
وبحسب شوليه، أمس الثلاثاء، فإن الاجتماعات في أبو ظبي ركزت على “بناء القدرات، المتعلقة بمشاركة المعلومات في محاولة لزيادة الجهد المهم جدا الحاصل بالفعل بين جيوشنا في المنطقة”، وأضاف أن المجموعات بحثت أيضا قضايا متعلقة بالأمن الغذائي والتعليم، التي أشار أنها “حاسمة” من أجل تطوير خطوات “واضحة وملموسة ستعزز التكامل والأمن”.
والتقى وزراء خارجية هذه الدول لأول مرة في “قمة النقب” في 28 مارس في كيبوتس سديه بوكير في صحراء النقب، وحضر اللقاء أيضا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
ويأتي هذا الاجتماع في أبو ظبي بعد أن دعت الإمارات مجلس الأمن لعقد اجتماع طارىء لبحث اقتحام وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، الثلاثاء قبل الماضي، باحة مجمع المسجد الأقصى، ما أثار موجة تنديد دولية واسعة بما في ذلك من جانب الولايات المتحدة، الحليفة التاريخية للاحتلال.
وكانت وزارة الخارجية في حكومة الاحتلال، أعلنت في بيان أنه سيتم خلال الاجتماعات في العاصمة الإماراتية “التحضير للقاء وزراء خارجية دول قمة النقب، التي من المتوقع أن تعقد في الاشهر المقبلة في المغرب”.
وبحسب الخارجية الإسرائيلية فإن مجموعات العمل “ستقدم لائحة بالمشاريع في القطاعات الست المكلفة بها، ليتم تقديمها في منتدى النقب لوزراء الخارجية في اجتماعهم المقبل”.
ويذكر أن من أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول فقط – هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان – علاقات مع إسرائيل التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو 1967.