بعد 27 عاما في المنفى.. عم بشار الأسد يعود لدمشق بعد خدماته للمخابرات الفرنسية
بعد 37 عامًا من المنفى بين باريس ولندن وماربيا في إسبانيا، شق رفعت الأسد طريقه إلى دمشق. عاد عم بشار الأسد، الذي طرده والده حافظ عام 1984 لأنه أراد أن ينتزع السلطة منه.
وحسب تقرير مفصل حول أسباب العودة نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية يوم السبت 16 أكتوبر 2021 فإن قرار رفعت الأسد، الذي اصطف إلى جانب الثوار ضد بشار بعد وقت قصير من اندلاع الاحتجاجات سنة 2011 يأتي بعد شهر من تأييد القضاء الفرنسي حكمه بالسجن لمدة أربع سنوات في قضية جمع أصول بالاحتيال تقدر قيمتها بنحو 90 مليون يورو. مضيفة أن “نائب الرئيس السوري السابق كان أدين بتهمة غسل أموال عصابات منظمة واختلاس أموال عامة سورية بين عامي 1996 و 2016، وصودرت جميع ممتلكاته في فرنسا وإسبانيا”. يقول محاميه إيلي حاتم: “عاد رفعت مفلساً إلى سوريا”. “تمت عودته دون مفاوضات مع السلطات السورية” ، ويضيف حاتم أن سومر، أحد أبنائه، عاد مع والده، والذي لم يقطع الجسور أبدا مع ماهر الأسد الشقيق الأكثر نفوذا لبشار. موضحا: “كان رفعت في الـ 84 من عمره يشعر بالحنين إلى بلاده”. وبحسب نجله، فإن نائب الرئيس السابق، الذي لن يشارك في السياسة، لم ير ابن أخيه بشار بعد.
“لوفيغارو” ذكرت أنّ: “خروج رفعت الأسد من فرنسا ليس مفاجئاً”. مشيرةً إلى أن صفقة خروجه ووصوله إلى سوريا جاءت “بفضل خدماته التي قدمها للمخابرات الفرنسيّة”.
وحول تلك الخدمات أوضح التقرير أنّ: “رفعت الأسد لعب دوراً في نسج علاقة من نوع مختلف مع المخابرات الفرنسية منذ العام 1982، استمرت لنحو 40 عاماً”
“كذلك قدّم الأسد خدمة كبيرة إلى مدير المخابرات الفرنسية في العام 1982، والتي كان لها دور كبير في الكشف عن شبكة صبري البنا، التي نفذت عمليات تفجير في فرنسا” تضيف الصحيفة الفرنسية.
وسام الشرف الفرنسي
من جهة أخرى أشارت الصحيفة أن “رفعت الأسد منح وسام الشرف في العام 1986 من قبل الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران، بسبب تلك الخدمات التي قدّمها للمخابرات الفرنسيّة، لافتة إلى أنه “حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، لم تتكشف بعد خفايا الصفقة التي أسفرت عن خروج رفعت من الأراضي الفرنسيّة ووصوله إلى سوريا، تجنباً لسجنه في فرنسا.
فراس الأسد وهو أحد أبناء رفعت المعروف بمعارضته للنظام الحاكم في سوريا، اعتبر أن عودة أبيه إلى سوريا تأتي في إطار صفقة مخابراتيّة بين روسيا وفرنسا، وهو الأمر الذي أكده رجل الأعمال السوري فراس طلاس، في منشور عبر صفحته الشخصيّة على موقع فيس بوك، خاصة بالنظر إلى أطماع أولاد رفعت الأسد، سوار وريبال في السلطة، لا سيما أن لديهم بعض العلاقات الدولية، وعلاقات عميقة مع ابن عمّهم ماهر الأسد”.
ومنذ السابع من شهر تشرين الأول /أكتوبر 2021، يقول المصدر إن رفعت الأسد يقيم في دمشق، بعد غياب دام نحو 37 عاماً، عن البلاد.
جلاد حماة
تذكر الصحيفة أنه بينما كان يعتبر الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك أن بشار الأسد مذنب، في قضية اغتيال صديقه رفيق الحريري، فإن رفعت كان في موقف ملائم في المعارضة في دمشق. وعقب مرور بضع سنوات نزل معارضو الأسد إلى الشوارع في آذار مارس2011 للمطالبة بـ “الكرامة والحرية”. أسس رفعت مع مجموعة من المنفيين السوريين المجلس الوطني الديمقراطي السوري. ودعا ابن أخيه إلى التخلي عن السلطة. دون جدوى. بعد عشر سنوات، حتى لو حكم على حقل خراب فقط، هزم بشار الأسد خصومه” وفق تعبير الصحيفة.
في هذا السياق نقلت “لوفيغارو” عن صحيفة الوطن الحكومية الأسبوع الماضي ذكرها أنه “من أجل منع سجنه في فرنسا، قرر الرئيس الأسد تجاهل تصريحات رفعت وأفعاله وسمح له بالعودة إلى سوريا”. مضيفة: “بدون مال وبدون رجال، لم يعد يشكل أي تهديد فمنذ عام 2016 ، توقف رفعت عن مواقفه المعادية لبشار”.
في بداية الثمانينيات، قاد رفعت الأسد “ألوية الدفاع”، ثم انخرط في قمع الإسلاميين المرتبطين بالإخوان المسلمين، الذين ضاعفوا الهجمات في جميع أنحاء سوريا. في سنة 1982، سحق بالدماء ثورة للإخوان المسلمين في حماة، مما أدى إلى مقتل الآلاف. في العام التالي، مستغلاً مرض حافظ الأسد، أراد رفعت تولي السلطة. الخطوة التي ستقوده إلى المنفى في أوروبا مع إخوته: أربع زوجات – بما في ذلك أخت زوجة الملك السعودي السابق عبد الله – والعديد من الأطفال، بمن فيهم كاتب، ينشر في فرنسا، ومحامية، مسجلة في هيئة باريس، بالإضافة إلى 200 رجل. يقول سومار: “أبي سعيد جدًا بلقائه بأصدقائه وعائلته”. من ناحية أخرى، فإن الموالي السابق للقوى المتعاقبة في باريس غاضب جدًا من أرض لجوئه السابقة. “إنه يشعر بخيبة أمل كبيرة من النظام القضائي الفرنسي، تؤكد سومر الأسد، أنه لا يفهم ما يحدث له بعد أن قدم الكثير من الخدمات”.