بعد صفعة “أوبك+”| غضب في الولايات المتحدة من تخفيض إنتاج النفط ومطالبات بـ”معاقبة السعودية”: قرار غير حكيم ويثبت دعم روسيا
النائب كريس مورفي: علينا إعادة النظر في مبيعات السلاح ووجود قواتنا في السعودية.. لقد اختاروا روسيا
كتب – أحمد سلامة
مازالت أصداء قرار “أوبك +” بتخفيض إنتاج النفط بنحو 2 مليون برميل، تثير أزمة في الولايات المتحدة، وتلقي بظلال من التخوفات من حدوث أزمة اقتصادية، في وقت توشك فيه انتخابات التجديد النصفي -المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل- على تحديد مصير الديمقراطيين في الكونجرس، وهو ما قد يعني شل حركة الرئيس جو بايدن بقدر لا يستهان به حال فوز الحزب الجمهوري المنافس بقيادة دونالد ترامب، وهو ما قد يعزز من فرص الأخير حال اعتزامه البحث عن العودة للبيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، قال إن الولايات المتحدة يجب أن “تعيد التفكير” في مبيعات الأسلحة للسعودية، بعد ما وصفه بدعم المملكة لروسيا في الحرب ضد أوكرانيا.. مُشددًا على أنه “يجب أن تكون هناك عواقب” بعد تحرك الرياض ومجموعة من كبار منتجي النفط لخفض إنتاج النفط الأسبوع الماضي في خطوة قال البيت الأبيض إنها “قصيرة النظر” ومضرة.
مورفي أضاف “سواء كان الأمر يتعلق برفع الحصانة أو ما إذا كان يعيد التفكير في وجود قواتنا هناك، أو علاقتنا الأمنية، أعتقد أن الوقت قد حان للاعتراف بأن السعوديين لا يتطلعون إلينا”، مضيفا في تصريحات لـ”سي إن إن”، “لقد نظرنا لسنوات إلى الاتجاه الآخر حيث قامت المملكة العربية السعودية بتقطيع الصحفيين (يقصد جمال خاشقجي)، وانخرطت في قمع سياسي واسع النطاق، كنا نظن أنه عندما تكون هناك أزمة عالمية فإن السعوديين سيختاروننا.. حسنًا، لم يفعلوا، لقد اختاروا روسيا”.
منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، بقيادة السعودية وروسيا، قالت خلال الأسبوع الماضي، إنها ستخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، وهو أكبر خفض منذ بداية الوباء، ويماثل نحو 2% من الطلب العالمي على النفط، في خطوة تهدد برفع أسعار البنزين، وذلك قبل أسابيع قليلة من انتخابات التجديد النصفي للولايات المتحدة.. ومن المقرر تنفيذ القرار اعتبارا من شهر نوفمبر المقبل.
وانتقدت إدارة بايدن القرار في بيان ووصفته بأنه “قصير النظر” وقالت إنه يضر بعض الدول التي تعاني بالفعل من ارتفاع أسعار الطاقة أكثر من غيرها.. وأن القرار “يوضح أن أوبك بلاس تقف إلى جانب روسيا”.
وجاء في البيان الذي وقعه مستشار الأمن القومي، جاك سوليفان، وكبير المستشارين الاقتصاديين، بريان ديس، بأن خفض الإنتاج سيضر بالدول “التي تعاني أصلا” من ارتفاع الأسعار، بينما “يتعامل الاقتصاد العالمي مع استمرار التأثير السلبي” للهجوم الروسي على أوكرانيا.
السيناتور الأمريكي دافع عن لقاء بايدن في وقت سابق من هذا العام مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المثيرة للجدل، قائلاً: “ليس لدي أي مشكلة مع الرؤساء الأمريكيين الذين يجتمعون مع أصدقائنا أو خصومنا”.. مضيفا أن العلاقات الأمريكية السعودية “انقطعت في عهد الرؤساء الديمقراطيين والرؤساء الجمهوريين” وأقر بأنه “من الواضح أننا لم نحصل على ما نحتاجه للخروج من ذلك الاجتماع”.
في الوقت ذاته وصفت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، قرار تحالف أوبك بلاس المتعلق بخفض إنتاج النفط بأنه “غير مفيد وغير حكيم” بالنسبة للاقتصاد العالمي وخاصة الأسواق الناشئة.وفي تصريحات لصحيفة “الفايننشال تايمز”، قالت يلين: “نحن قلقون للغاية بشأن الدول النامية والمشاكل التي تواجهها”.. لافتة إلى الاجتماعات السنوية الأسبوع المقبل لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، والتي ستهيمن عليها مناقشات ارتفاع التضخم وأسعار السلع، وتأثير التشديد الحاد للسياسة النقدية من قبل العديد من البنوك المركزية، والتأثير الاقتصادي والمالي للحرب في أوكرانيا.
وقالت: “أعتقد أننا سنتبادل الآراء حول ما إذا كانت بلداننا تعالج هذه المشاكل، ونحاول النظر فيما إذا كان رد فعلنا الجماعي يضيف إلى شيء معقول، وأفضل ما يمكننا فعله في تلك البيئة الصعبة”.
وبشأن رد فعل واشنطن تجاه حفض إنتاج الذهب الأسود في أكبر تخفيضات منذ جائحة الفيروس التاجي، قالت يلين: “لقد ركز الرئيس لفترة طويلة على استكشاف جميع الخيارات المتاحة لمحاولة خفض (أسعار النفط)”.
وتدخل الولايات المتحدة وحلفاء مجموعة السبع المرحلة الأخيرة من المحادثات لوضع حد أقصى لسعر صادرات النفط الروسية، من أجل حرمان موسكو من عائدات الطاقة الحيوية لتمويل الحرب، ولكن أيضا في الوقت ذاته، تأتي الخطوة بهدف الحفاظ على تدفق بعض النفط الروسي بطريقة لا تؤدي إلى قفزة في أسعار الخام في الأسواق الدولية.من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير إن السعودية لا تسيّس النفط وأن النقص لا علاقة له بأساسيات العرض والطلب على النفط الخام.
وأضاف الجبير، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، إن المملكة العربية السعودية لا تستخدم النفط وتحالف أوبك+ كسلاح ضد الولايات المتحدة، نافيًا أن تكون السعودية قد خفضت إنتاج النفط لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة.. متابعا “النفط في نظرنا سلعة مهمة للاقتصاد العالمي، الذي نمتلك فيه مصلحة كبيرة لكننا لا نقوم بتسييس النفط ولا القرارات المتعلقة به”.