بعد تعرض بعض لاعبي إنجلترا لإساءة عنصرية.. «تويتر» يحذف ألف تغريدة: سنواصل كبح هذا السلوك غير المقبول
قال متحدث باسم شركة «تويتر»، يوم الاثنين، إن موقع التواصل العملاق قرر حذف ألف تغريدة مسيئة لثلاثة من لاعبي منتخب إنجلترا، بعد تعرضهم لتعليقات عنصرية إثر إخفاقهم في تسجيل ركلات ترجيح ضد إيطاليا، في نهائي بطولة كأس أمم أوروبا، الأحد.
وأوضح المتحدث باسم «تويتر»: «خلال الـ24 ساعة الماضية (…) حذفنا ألف تغريدة وأوقفنا بشكل دائم عددا من الحسابات التي تخرق قواعدنا. سنستمر في العمل عندما نرصد أي تغريدة أو حساب يخرق سياساتنا»، بحسب ما نقل موقع «سكاي نيوز».
وتابع: «لقد شاركنا بشكل استباقي ونستمر في التعاون مع شركائنا عبر مجتمع كرة القدم لتحديد طرق معالجة هذه المشكلة بشكل جماعي، وسنواصل لعب دورنا في كبح هذا السلوك غير المقبول».
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها «تويتر» انتهاكات عنصرية انهالت بحق لاعبي منتخب إنجلترا؛ ماركوس راشفورد وجادون سانشو وبوكايو ساكا، على خلفية فشلهم في تسجيل ركلاتهم الترجيحية، مساء الأحد، في نهائي كأس أمم أوروبا الذي خسرته إنجلترا أمام إيطاليا على ملعب «ويمبلي» في العاصمة البريطانية لندن.
وكان مدرب إنجلترا جاريث ساوثجيت، قد قرر ادخال ماركوس راشفورد وبوكايو سانشو في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني بهدف تنفيذ ركلات الترجيح، معتمداً أيضاً على البديل الآخر ساكا. لكن اللاعبين ذوي البشرة السوداء الثلاثة أخفقوا في محاولاتهم، ما جعلهم عرضة للإساءة العنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون عبر حسابه على موقع «تويتر»: «هذا الفريق الإنجليزي يستحق الإشادة به كأبطال، وألا يتعرضوا لإساءة عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي».
وأضاف جونسون: «يجب أن يخجل المسؤولون عن هذه الانتهاكات المروعة من أنفسهم».
وأفادت شرطة لندن أنها تحقق في منشورات «مسيئة وعنصرية» على الإنترنت، موضحة في تغريدة على موقع «تويتر»: «نحن على علم بعدد من التعليقات العدائية والعنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة ضد لاعبي كرة القدم بعد نهائي كأس أوروبا 2020».
وأكدت شرطة لندن أن «هذه الإساءة غير مقبولة إطلاقا، ولن يتم التسامح معها وسيتم التحقيق فيها».
وقال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عبر حسابه على موقع «تويتر»: «نشعر بالاشمئزاز لأن بعض أعضاء فريقنا الذين قدموا كل شيء للقميص هذا الصيف، تعرضوا لإساءات تمييزية عبر الإنترنت بعد المباراة». وأضاف مشددا: «نحن نقف بجانب لاعبينا».
وتابع في بيان منفصل: «الاتحاد الإنجليزي يدين بشدة جميع أشكال التمييز، وهاله ما صدر من عنصرية على الإنترنت تستهدف بعض لاعبي إنجلترا على وسائل التواصل الاجتماعي».
وشدد: «لا يمكننا أن نكون أكثر وضوحا بأن أي شخص يقف خلف مثل هذا السلوك المثير للاشمئزاز غير مرحب به في متابعة الفريق».
وتوج المنتخب الإيطالي بلقب بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم «يورو 2020»، على حساب نظيره الإنجليزي، إثر فوزه عليه بركلات الترجيح (3-2) في المباراة النهائية التي جمعتهما مساء الأحد، على ملعب «ويمبلي» في العاصمة البريطانية لندن.
وأحرز منتخب إيطاليا «الأتزوري» لقب بطل القارة العجوز لأول مرة منذ 53 عاما، بعد فوز بلقب بطل «يورو 1968»، وذلك بعد تأهله إلى النهائي الرابع له على مستوى كأس أمم أوروبا، والنهائي العاشر في البطولات الكبرى (كأس أمم أوروبا، كأس العالم)، ويحمل منتخب ألمانيا الرقم القياسي بعدد مرات الوصول إلى نهائيات هاتين البطولتين بواقع 14 مرة.
بينما بلغ منتخب إنجلترا لأول مرة إلى نهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، وهو النهائي الثاني له في بطولة كبيرة (أمم أوروبا وكأس العالم)، منذ نهائي بطولة كأس العالم 1966 التي جرت على أرض مهد كرة القدم، وتوج منتخب «الأسود الثلاثة» باللقب الأول والوحيد الكبير له حتى الآن.
وعززت إيطاليا سلسلتها القياسية من 34 مباراة دون خسارة (27 فوزا و7 تعادلات)، حارمة إنجلترا من التغلب عليها للمرة الأولى في بطولة كبرى (كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية).
وخاض المنتخبان مشواراً رائعاً في النهائيات الحالية التي أقيمت في 11 دولة، إذ لم تهتز شباك إنجلترا سوى مرتين وأقصت ألمانيا من ثمن النهائي.
أما إيطاليا التي خاضت النهائي العاشر لها في البطولات الكبرى، فبعد كارثة الغياب عن كأس العالم 2018، قدمت لعبا مشوقا هجوميا، مقصية في طريقها أمثال بلجيكا وإسبانيا قبل التفوق على مضيفة النهائي.