بعد تصاعد التوتر في الخليج: خامنئي يؤكد الردع وماكرون يحذّر من “دوامة الفوضى” ويدعو للتهدئة
درب
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية على خلفية الهجمات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، أطلق كل من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مواقف متباينة تعكس تعقيد المشهد وتحذيراته المتزايدة من الانزلاق نحو مواجهة شاملة في الخليج.
وأكد خامنئي في أول تعليق له بعد الضربة الإيرانية التي استهدفت قاعدة العديد الأميركية في قطر، أن بلاده “لم تعتدِ على أحد، لكنها لن تقبل أي اعتداء عليها تحت أي ظرف”، في إشارة مباشرة إلى الغارات الأميركية الأخيرة على منشآت نووية داخل إيران.
وقال خامنئي، في منشور على حسابه الرسمي بمنصة “إكس”، إن السيادة الوطنية والأمن النووي الإيرانيين يمثلان خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها، مشددًا على أن الرد الإيراني يأتي في إطار الدفاع المشروع دون السعي إلى التصعيد.
وفي موازاة الموقف الإيراني، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلق بلاده البالغ من تدحرج الأزمة إلى صراع مفتوح، داعيًا إلى العودة إلى المسار الدبلوماسي ووقف ما وصفه بـ”دوامة الفوضى”.
وأكد ماكرون، في مؤتمر صحفي عقده في أوسلو، تضامن فرنسا الكامل مع قطر عقب الهجوم الإيراني، مشددًا على ضرورة ضبط النفس من جميع الأطراف وتهيئة الأجواء للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وتطرق ماكرون إلى التداعيات المحتملة لأي تصعيد في المنطقة، محذرًا من “عواقب هائلة” على الاقتصاد العالمي في حال أقدمت إيران على إغلاق مضيق هرمز، مشيرًا إلى أن خطوة كهذه ستؤثر بشدة على الصين وغيرها من القوى الاقتصادية، وقد تستدعي ردود فعل دولية واسعة.
ورغم انتقاده للهجوم الإيراني، لم يمنح ماكرون الشرعية للغارات الأميركية الأخيرة، معتبرًا إياها “غير قانونية”، ومؤكدًا في الوقت ذاته التزام بلاده بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وأضاف أن “تغيير الأنظمة لا يمكن أن يتم بالقوة، بل بإرادة الشعوب”، مشددًا على احترام فرنسا لمبادئ السيادة الوطنية والسلام الإقليمي.
المواقف المتوازنة، وإن كانت حادة في لهجتها، تعكس تصاعد الاستقطاب الإقليمي والدولي، وتعيد طرح تساؤلات حول مستقبل أمن الخليج في ظل لعبة الردع المتبادلة ومحدودية الوساطات الدبلوماسية.
