بعد الرحيل الموجع.. «درب» يُعيد نشر النسخة الكاملة من تحقيق «المستخدم الأخير» لـ محمد أبو الغيط.. لنتذكر كم كان صحفيا حرفيا وعظيما
يعد تحقيق «المستخدم الأخير» واحدا من أبرز التحقيقات الاستقصائية التي تم إنتاجها في عالمنا العربي، خلال السنوات الأخيرة، والذي تتبع خلاله الصحفي الراحل محمد أبو الغيط – على مدى عام ونصف – رحلة العديد من الأسلحة الأجنبية المنتشرة في أيدي أطراف الصراع في اليمن.
وغيب الموت الطبيب والكاتب والصحفي، محمد أبو الغيط، صباح الإثنين، بعد معاناة مع إصابته بمرض السرطان، على مدار الأشهر الماضية، وبعد دخوله في غيبوبة منذ يومين. وكتبت إسراء شهاب زوجة أبوالغيط، عبر حسابها الشخصي، «إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله تعالى زوجي حبيبي محمد أبو الغيط بعد مقاومة باسلة ضد مرض السرطان».
ومع رحيل أبو الغيط الموجع لقلوب كل من عرفوه، يُعيد «درب» نشرالنسخة الكاملة من تحقيق «المستخدم الأخير» وذلك بعد استئذان شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية «أريج»، منتجة التحقيق، لنذكر أنفسنا كم كان الراحل صحفيا حرفيا وعظيما.. وكم نحن في حاجة إلى من هم مثله؛ وحتى يدرك من لا يعرفه أن موت أبو الغيط خسارة كبيرة للصحافة العربية.
المستخدم الأخير
في الثانية من صباح يوم 26 مارس 2015 تحول ليل العاصمة اليمنية صنعاء إلى نهار ليعلن بداية عملية “عاصفة الحزم”، ومعها بدأت الانتقادات الدولية لسقوط مدنيين بسبب القصف الجوي الذي يستخدم طائرات وقذائف تصدرها دولٌ غربية.
إلا أن جانباً آخر من الصورة لم ينل نفس القدر من الاهتمام، وهو منح كميات هائلة من الأسلحة والمدرعات الغربية إلى المقاتلين اليمنيين، رغم مخالفة ذلك لاتفاقيات بيع الأسلحة الثنائية، فضلاً عن قوانين محلية ومعاهدات اقليمية ودولية، كلها شملت بنوداً واضحة لالتزام “المستخدم الأخير” الذي يمنع نقل السلاح لأي طرف ثالث دون موافقة مكتوبة من دولة التصدير.
وثق أبو الغيط منح أسلحة ومدرعات ترجع إلى أمريكا وبريطانيا وأسبانيا وألمانيا وسويسرا والنمسا وبلجيكا، كما رصد فتح خطوط استيراد أسلحة من دول البلقان لا تستخدمها جيوش دول التحالف خصيصاً لهذا الغرض.
ولم يتلق الصحفي الراحل أي رد من سلطات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على الرغم ما استطاع إثباته من أن مخالفة القوانين والاتفاقيات الدولية لم تقتصر على منح الأسلحة إلى “أطراف ثالثة” فقط، بل أن بعض هذه الأطراف كانت مجموعات خارج سلطة الدولة اليمنية، مثل بعض فصائل “المقاومة الشعبية”، أو القوات الهادفة للإنفصال في جنوب اليمن، وهو ما ساهم في تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين، وتجنيد الأطفال، وتوسيع دائرة الاقتتال، ووصول الأسلحة إلى أسواق السلاح السوداء وإلى تنظيمات القاعدة والدولة الإسلامية، فضلاً عن استمرار دعم مجموعات أو شخصيات صنفتها دول التحالف نفسها إرهابية.
شاهد فيما يلي النسخة الكاملة من تحقيق المستخدم الأخير:
وللإطلاع على النسخة المكتوبة من التحقيق (باللغة العربية)