بعد الحكم بحبس الباز.. نقيب الصحفيين: نرفض العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر.. ونُقدّر نجم ونُشدد على الفصل بين النقد والإساءة
عبر خالد البلشي، نقيب الصحفيين، عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس ضد الكاتب الصحفي محمد الباز في قضية تتعلق بالنشر.
وأكد نقيب الصحفيين – في بيان صحفي يوم السبت – على موقف النقابة الثابت الرافض لتوقيع عقوبات سالبة للحرية في قضايا النشر، تنفيذًا لنص المادة 71 من الدستور، والمادة 29 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام، والتي جاءت أحكامها مطابقةً لنصوص الدستور.
وأشار البلشي إلى أن حكم الحبس الصادر بحق رئيس مجلس إدارة “الدستور” يؤكد أهمية مطالب النقابة المتكررة خلال العامين الماضيين، والتي دعمتها مخرجات المؤتمر العام السادس للنقابة، بضرورة الإسراع في إصدار قانون يمنع العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر، باعتباره قانونًا مكملًا للدستور. موضحاً أن النقابة أعدت مشروع قانون في هذا الصدد داعيا جميع الأطراف للعمل على إقراره.
وشدد البلشي على تقديره للشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، مؤكدا ضرورة الفصل بين نقد الشخصيات العامة وتوجيه الإساءة لها، داعيًا الزملاء الصحفيين إلى الالتزام بالقواعد المهنية وميثاق الشرف الصحفي عند تناولهم للحياة الشخصية للمواطنين أو الشخصيات العامة.
وأكد البلشي أن رفض النقابة للحبس في قضايا النشر ليس حكرًا على آراء بعينها، ولا تمييزًا للصحفيين، بل يمتد ليشمل جميع المواطنين، انسجامًا مع موقفها الثابت واحترامًا لنصوص الدستور . كما دعا منظمات المجتمع المدني إلى دعم مطالب النقابة وترسيخ مبدأ منع الحبس في قضايا النشر عبر ممارسة تؤكد هذا الحق.
وشدد نقيب الصحفيين على أن رفض الحبس في قضايا النشر لا يُقصد به تحصين المتهمين في قضايا النشر ( صحفيين أو مواطنين) من المحاسبة، لكنه حماية للحق في التعبير وصونا للدستور، مشيرًا إلى وجود سبل قانونية ونقابية تكفل حماية حقوق المواطنين والمجتمع من أي انتهاكات عبر النشر، دون اللجوء إلى الحبس.
قال المحامي مالك عدلي، المدير التنفيذي للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، عبر حسابه على “فيسبوك”، إن محكمة الجنح الاقتصادية أصدرت السبت حكمًا يقضي بحبس الصحفي محمد الباز، رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور، لمدة شهر وكفالة 5 آلاف جنيه لوقف التنفيذ، وإلزامه بدفع 10 آلاف جنيه على سبيل التعويض المؤقت.
ويأتي الحكم في القضية التي يمثل فيها مكتب المحامي مالك عدلي الكاتبة الصحفية نوارة نجم، بعد اتهام الباز بـ”تعمد إزعاجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي” من خلال سب والدها، الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، واستخدام ألفاظ مسيئة تمثل خوضًا وطعنًا في سمعة العائلة.
وفي يناير الماضي، تقدمت أسرة الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، ببلاغ أمام الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية المعروفة إعلاميا بـ”مباحث الإنترنت”، ضد رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة “الدستور” محمد الباز، لاتهامه بسب وقذف الشاعر الراحل، في مقطعي فيديو عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”.
وكان الباز نشر مقطعي فيديو، عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، موجها إساءات لنجم وواصفا إياه بـ”المرتزق” و”المزور” والممول من جهات داخل وخارج مصر، وغيرها من الاتهامات التي يعاقب عليها القانون.
وقال المحامي مالك عدلي، محامي الأسرة، إن نوارة نجم، ابنة الشاعر الراحل فوجئت في 18 يناير 2023 بانتشار فيديو للباز يسيء لوالدها بأوصاف يعاقب عليها القانون، وبناء عليه تم التوجه إلى الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
وأضاف عدلي لـ”درب”: “لاحظنا وجود شعار صحيفة “الدستور” في الفيديو الأول، وبناء على قانون تنظيم الصحافة والإعلام أرسلنا إليها إنذارا على يد محضر لممثلها القانوني توضيح موقفها من ظهور شعارها في الفيديو، الذي يشكل جريمة جنائية ويساءل عنه مرتكبه مدنيا، بعدها فوجئنا بالباز يحذف الفيديو من صفحته، لينشر فيديو آخر، أمس الثلاثاء 24 يناير 2023، يواصل فيه الإساءة لنجم، ويوجه له اتهامات كاذبة، فتوجهنا صباح اليوم الأربعاء، للتقدم بمحضر تكميلي، انتظارا لإحالة المحضر للنيابة العامة واتخاذ الإجراءات اللازمة بمعرفة الإدارة المختصة”.
كان الباز قد حذف مقطع الفيديو الأول له عن فؤاد نجم، بدعوى “تقديره لأسرته ومشاعر ابنته، وشعورهم بالأذى من نشره”، قبل أن يعلن عن نشر فيديو آخر، يواصل فيه الإساءة للشاعر الراحل.
واستكمل مالك: “نحن نتفهم الحق في نقد أحمد فؤاد نجم كشاعر أو نقد مواقفه السياسية، بحكم أنه شخصية عامة، لكننا في الوقت ذاته نرفض التطاول على أحد أبرز أعلام الشعر العربي بألفاظ واتهامات كاذبة يعاقب عليها القانون، وأنه لا يجب أن يستغل الباز موقعه كإعلامي في السب والقذف والتشهير، خاصة أنه لا أحد فوق القانون”.
كان الفاجومي رحل عن دنيانا في 3 ديسمبر 2013، عن عمر ياهز 84 عاما، بعد عودته من العاصمة الأردنية عمان، التي أحيى فيها آخر أمسياته الشعرية برفقة فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد تم تشيع الجثمان من مسجد الحسين بمدينة القاهرة.
وغيب الموت انجم بعدما غنى للأمل والثورة وعبر عن المهمشين والفقراء والمظلومين وكان صوتهم القوي في وجه كل الأنظمة التي هضمت حقوقهم، عاش نجم بين الناس وأحب الفقراء الذين انتمى لهم وعبر عن أحلامهم مثلما عبر عن آمال الوطن في لحظات فاصلة من تاريخه، وظل على العهد مخلصًا لفكرته ومدافعًا صلبًا عن كل ما آمن به.

