بعد اعتقاله بتهمة التخطيط لمحاولة انقلاب.. من هو الأمير السعودي محمد بن نايف؟
احتجزت السعودية اثنين من كبار أفراد الأسرة الحاكمة وهما الأمير محمد بن نايف ابن شقيق الملك سلمان، والأمير أحمد بن عبد العزيز الشقيق الأصغر للعاهل السعودي. وقالت وكالة «بلومبرج» نقلا عن مصدر، إن الديوان الملكي السعودي أبلغ أعضاء مجلس المبايعة أن الأميرين كانا يخططان لمحاولة انقلاب.
وتعتقد «بلومبرج» أن اعتقالات الجمعة ستهز التسلسل الهرمي في المملكة بشكل كبير، لا سيما وأن الأمير أحمد هو شقيق الملك سلمان وهو آخر الأبناء المتبقين على قيد الحياة للملك المؤسس للمملكة العربية السعودية عبد العزيز آل سعود، وكان ينظر إليه على أنه مرشح محتمل للعرش، كما أنه عضو بارز في مجلس المبايعة.
فيما يلي نوضح لكم أبرز المعلومات حول الأمير محمد بن نايف، الذي اعتقلته السلطات السعودية يوم الجمعة، بتهمة التخطيط لمحاولة انقلاب.
من هو محمد بن نايف؟
ولد محمد بن نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود في مدينة جدة في 30 اغسطس من العام 1959.
وتولى «بن نايف» مناصب عدة في السعودية، منها منصب النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية، كما رأس مجلس الشؤون السياسية والأمنية في المملكة.
وفي 29 إبريل 2015، عينه الملك سلمان وليا للعهد؛ ولكن في 21 يونيو من العام 2017، قرر الملك سلمان عزله وجرده من كل مناصبه وعين مكانه ابنه محمد بن سلمان – وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس الوزراء – وليا للعهد.
ومحمد بن نايف هو ثاني أكبر ابناء نايف بن عبدالعزيز، وله أخوان هما سعود وفهد. وأمه هي الجوهرة بنت عبدالعزيز بن مسعد الجلوي المنحدرة من فرع الجلوي لآل سعود.
ووالد محمد من نايف كان واحدا ممن كان يطلق عليهم «السديريون السبعة» نسبة الى والدتهم حصة بنت احمد السديري.
و«السديريون السبعة» هم كل من؛ الملك فهد وووزير الدفاع وولي العهد السابق سلطان وعبدالرحمن وووزير الداخلية والنائب الأول لرئيس الوزراء السابق نايف ونائب وزير الدفاع السابق تركي والملك الحالي سلمان ووزير الداخلية السابق احمد.
درس محمد بن نايف في الولايات المتحدة، إذ انخرط في كلية لويس وكلارك، كما شارك في دورات أمنية نظمها مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بين عامي 1985 و1988، كما تلقى تدريبا لدى وحدات مكافحة الارهاب التابعة للشرطة البريطانية بين عامي 1992 و1994.
عين محمد بن نايف في عام 1999 مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، ويعترف كثيرون له بالفضل في نجاح جهود وزارة الداخلية في مكافحة الارهاب. كما يراه كثيرون مهندس برنامج الحكومة السعودية للتصدي للارهاب.
وعمل محمد بن نايف ايضا مديرا للدفاع المدني في السعودية اثناء توليه منصب مساعد وزير الداخلية.
وفي عام 2004، رقي الى رتبة وزير، ليصبح الشخص الثاني في وزارة الداخلية.
وبعد تعيين أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية عقب وفاة نايف بن عبدالعزيز في يوليو من العام 2012، عين محمد بن نايف نائبا لوزير الداخلية.
وفي نوفمبر من العام 2012، اصدر الملك الراحل عبدالله مرسوما نحى بموجبه أحمد بن عبدالعزيز من منصبه وعين محمد بن نايف وزيرا للداخلية.
وفي فبراير من العام 2014، كلف محمد بن نايف بمسؤولية النشاطات الاستخبارية السعودية في سوريا خلفا لبندر بن سلطان.
وفي 23 يناير من العام 2015 اعلن ان الملك السعودي الحالي سلمان عين محمد بن نايف وليا لولي العهد، وفي 29 ابريل من العام 2015، عين وليا للعهد بدل حامل المنصب السابق مقرن بن عبدالعزيز.
ولكن محمد بن نايف نحي عن ولاية العهد في 21 يونيو 2017، وعين بدله محمد بن سلمان كما جرد من كل مناصبه. وكشف تقرير نشرته رويترز آنذاك نقلا عن مصدر من داخل القصر لم تسمّه أن الأمير محمد بن نايف وُضع قيد الإقامة الجبرية ولا يسمح له باستقبال زوار باستثناء أفراد أسرته، وهو لا يتلقى اتصالات هاتفية.
ونسبت رويترز الى نفس المصدر أنّ الأمير محمد بن نايف يود أن يصطحب أسرته إلى سويسرا أو لندن لكن الملك سلمان وابنه الأمير محمد قررا أنه يجب أن يبقى.
ويشار إلى أن محمد بن نايف متزوج من ابنة عمه ريمة بنت سلطان ولهما بنتان.
وكان آخر ظهور للأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي عهد السعودية السابق، في ديسمبر الماضي، عندما ظهر في حفل زواج ابن شقيقه محمد بن سعود بن نايف، وقال لمواطنين التفوا حوله: أنا أحبكم، وتداول مغردون سعوديون حينها الفيديو على نطاق واسع على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت عن مصادر لم تسمها أن الحرس الملكي اعتقل في وقت مبكر من يوم الجمعة، الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، شقيق الملك سلمان وابن شقيق الملك الأمير محمد بن نايف من منزليهما، بعد اتهامهما بالخيانة.
وتحرك الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية لتعزيز سلطته منذ توليه ولاية العهد بعد استبعاد ابن عمه الأمير محمد بن نايف في 2017 . واحتجز الأمير محمد العديد من أفراد الأسرة الحاكمة في حملة لمكافحة الفساد في وقت لاحق من ذلك العام.
ويُنظر إلى بن سلمان على أنه الحاكم الحقيقي للمملكة منذ مبايعته بولاية العهد في 2016.
وقال مصدران مطلعان على الأمر لوكالة رويترز، إن الأمير محمد بن سلمان أثار استياء بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة بسبب تشديد قبضته على السلطة وتساءل البعض عن قدرته على قيادة البلاد عقب قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول في 2018 وتعرض البنية التحتية النفطية السعودية لأكبر هجوم على الإطلاق العام الماضي.
وأضاف المصدران، أن بعض أفراد الأسرة الحاكمة سعوا لتغيير ترتيب وراثة العرش معتبرين أن الأمير أحمد أحد الخيارات الممكنة الذي يمكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.
وقال سعوديون مطلعون ودبلوماسيون غربيون إن من غير المرجح أن تعارض الأسرة الحاكمة ولي العهد أثناء حياة الملك سلمان (84 عاما) مدركة أن من غير المحتمل أن ينقلب الملك على ابنه.
ويشار إلى أن العاهل السعودي فوض معظم مسؤوليات الحكم إلى نجله ولكنه ما زال يرأس الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الوزراء ويستقبل الضيوف الأجانب.
ولم يظهر الأمير أحمد بن عبد العزيز بشكل كبير منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر عام 2018 بعد شهرين ونصف الشهر في الخارج.
وخلال هذه الرحلة بدا أن الأمير أحمد الأمير أحمد بن عبد العزيز ينتقد القيادة السعودية أثناء رده على محتجين خارج مقر إقامة بلندن كانوا يهتفون بسقوط أسرة أل سعود.
وقالت مصادر في وقت سابق إن الأمير أحمد كان من بين ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء الأسرة الحاكمة، عارضوا تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017.
وأضافت المصادر أنه تم فرض قيود ومراقبة تحركات الأمير محمد بن نايف منذ ذلك الوقت.
وتأتي عملية الاحتجاز الأخيرة في وقت تزايدت فيه حدة التوتر مع إيران ومع تنفيذ الأمير محمد بن سلمان إصلاحات اجتماعية واقتصادية طموحة من بينها طرح أولي عام لشركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة في البورصة المحلية في ديسمبر كانون الأول الماضي. وترأس السعودية حاليا أيضا مجموعة العشرين.
ولاقى الأمير محمد إشادة في الداخل لتخفيفه القيود الاجتماعية في المملكة وفتح الاقتصاد. ولكنه تعرض لانتقادات دولية بسبب الحرب المدمرة في اليمن وقتل خاشقجي واحتجاز نشطاء يدافعون عن حقوق المرأة في إطار حملة على المعارضة.