بعد أن اختفى منذ الأمس.. شرطة كييف تعلن العثور على جثة معارض من بيلاروسيا
كتب – أحمد سلامة
قالت شرطة كييف، إنها عثرت على رئيس “الدار البيلاروسية في أوكرانيا” فيتالي شيشوف، الذي اختفى يوم أمس، جثة هامدة في إحدى حدائق العاصمة الأوكرانية.
وأضافت الشرطة، في بيانها: “تم كذلك في مكان الحادث، العثور على هاتف الضحية وبعض متاعه الشخصي. وبدأت الشرطة بالتحقيق لتحديد ظروف وملابسات الحادث وفتحت قضية جنائية وفقا للمادة (القتل العمد) من قانون العقوبات الجنائية الوطني، وستقوم بالنظر في كافة الاحتمالات المتعلقة بالجريمة”.
ولم تستبعد الشرطة الأوكرانية، احتمال تعرض شيشوف للقتل، وتمويه ذلك بمحاولة انتحار لتضليل التحقيق. وذكرت أنها ستحصل على صورة متكاملة لما جرى، بعد أن تأخذ إفادات شهود العيان وفحص محتويات كاميرات المراقبة، وبعد إجراء الفحوص والاختبارات الاستقصائية.
تجدر الإشارة إلى أنه تم تسجيل “الدار البيلاروسية في أوكرانيا” كمنظمة اجتماعية عامة. ويذكر موقعها على الإنترنت أنها تشكلت لمساعدة البيلاروسيين “وجميع الذين عانوا” من اضطهاد السلطات البيلاروسية.
وشهدت بيلاروسيا تصاعد موجة من الاحتجاجات بعد الانتخابات الرئاسية في 9 أغسطس التي أعلن عن فوز لوكاشينكو فيها بولاية سادسة في تصويت وصفت المعارضة نتائجه بالمزورة مطالبة بتنحيه عن السلطة وتنظيم اقتراع جديد، واستخدمت قوات الأمن قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع وغير ذلك من المعدات الخاصة لإخماد الاحتجاجات التي لا تزال مستمرة وإن بوتيرة أقل حتى الآن.
ومؤخرا، أدانت دول غربية بيلاروسيا لتحويلها مسار طائرة كانت تمر عبر أجوائها واعتقال صحفي معارض من مواطنيها كان على متن الطائرة.
وكانت الطائرة متوجهة إلى ليتوانيا، ولكن بيلاروسيا أرسلت طائرة حربية لإجبارها على الهبوط، بحجة وجود تهديد بقنبلة، واعتقلت السلطات في بيلاروسيا الصحفي رومان بروتاسيفيتش بعد هبوط الطائرة وكان الصحفي، البالغ من العمر 26 عاما، على متن رحلة تابعة لشركة “ريان أير” الأيرلندية قادمة من العاصمة اليونانية أثينا.
وكانت الطائرة على وشك الهبوط في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، لكنها كانت لاتزال في المجال الجوي لبيلاروسيا حين أُجبرت على الهبوط في عاصمة البلاد، مينسك.
وروى شهود أن الناشط كان “مذعورا”، وقال للمسافرين معه إنه سيواجه “عقوبة الإعدام”. وتجدر الإشارة إلى أن بيلاروسيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي مازالت تطبق عقوبة الإعدام.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية في بيلاروسيا أن الرئيس، ألكسندر لوكاشينكو، أمر شخصيا بتنفيذ العملية.. ويشن الرئيس لوكاشينكو، البالغ من العمر 66 عاما، ويراس البلاد من عام 1994 حملة واسعة النطاق ضد أصوات المعارضة، منذ إعادة انتخابه في أغسطس الماضي في ظروف مثيرة للجدل، فقد تعرض معارضون بارزون إلى الاعتقال ودُفع آخرون إلى مغادرة البلاد.
وأثار الحادث تنديدات شديدة اللهجة من دول الاتحاد الأوروبي. وطالب بعضها بالإفراج الفوري عن بروتاسيفيتش وفتح تحقيق في القضية.
ويخضع عشرات المسؤولين البيلاروس، بينهم الرئيس لوكاشينكو إلى عقوبات من الاتحاد الأوروبي، من بينها منع السفر وتجميد الأصول. وفُرضت عليهم هذه العقوبات بسبب قمع المعارضة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن هذا التصرف “الشائن والمخالف للقانون” ستكون له “عواقب”. وندد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بهذا “التصرف الصادم”، قائلا إن إدارة الرئيس جو بايدن “تنسق الرد عليه مع شركائنا”.