بايدن يعلن حظر واردات النفط الروسية.. ووزير الخارجية البريطاني: بوتين انتهى وأصبح قوة مستهلكة ومعزولة عالميا
وكالات
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب ألقاه بالبيت الأبيض حظرا على واردات النفط من روسيا في أقسى إجراء اتّخذته إدارته حتى الآن لمعاقبة موسكو على غزوها أوكرانيا.
وقال بايدن “سنحظر جميع واردات النفظ والغاز والطاقة. هذا يعني أن النفط الروسي لن يكون مقبولًا بعد الآن في موانئ الولايات المتحدة، وسيُوجه الشعب الأمريكي ضربة أخرى قوية لبوتين” مضيفا أن قرار الحظر اتُخذ “بتنسيق وثيق” مع الحلفاء.
ولا يشكّل النفط الروسي إلّا 8% من الواردات الأمريكية و4% من استهلاك المشتقات النفطية في الولايات المتحدة التي لا تستورد الغاز الروسي.
وأضاف الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن روسيا ستكون عاجزة عن السيطرة على أوكرانيا برمتها، مؤكدا أن بوتين لن “يحقق النصر أبدا” في هذه الحرب.
وأكد بايدن “قد تستمر روسيا في تحقيق التقدم بثمن مروع. لكن يتضح من الآن أن أوكرانيا لن تشكل أبدا انتصارا لبوتين. قد يتمكن بوتين من السيطرة على مدينة، لكنه لن يتمكن من الاستيلاء على البلد” برمته.
وألقى بايدن خطابًا الثلاثاء في البيت الأبيض أعلن فيه حظرًا على واردات النفط من روسيا في أقسى إجراء اتّخذته إدارته حتى الآن لمعاقبة موسكو على غزوها أوكرانيا.
ودعا بايدن الكونجرس إلى اعتماد خطة دعم في المجال الانساني والعسكري في أوكرانيا بقيمة 12 مليار دولار. وقال “سنواصل دعم الشعب الأوكراني الشجاع الذي يحارب من أجل بلده”.
ويُجمع الكونجرس الأمريكي، بشكل نادر، على دعم أوكرانيا التي بدأ الجيش الروسي غزوها في 24 شباط/فبراير.
وأعلنت شركة “شل” البريطانية العملاقة للنفط الثلاثاء نيّتها الانسحاب من مشاريع النفط والغاز الروسية “تدريجا، تماشيا مع التوجيهات الجديدة للحكومة” البريطانية ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأوضحت “شل” في بيان “كخطوة أولى فورية، ستوقف المجموعة كل عمليات الشراء في سوق النفط الخام الروسي” و”ستغلق محطاتها ونشاطاتها المرتبطة بوقود الطيران وزيوت التشحيم في روسيا”.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة بن فان بيردن “استندت إجراءاتنا حتى الآن إلى المناقشات الجارية مع الحكومات حول الحاجة إلى فصل الشركة عن تدفق الطاقة الروسية وفي الوقت نفسه الحفاظ على إمدادات الطاقة”، لكنه حذر بانه نظرا إلى “الموقع المادي وتوافر بدائل” فإن هذا “التحدي المعقد .. قد يستغرق أسابيع”.
وتابع أن “هذه التغييرات تبرز معضلة الضغط على الحكومة الروسية بسبب الفظاعات التي ترتكبها في أوكرانيا وضمان إمداد مستقر وآمن للطاقة في كل أنحاء أوروبا” معتبرا أنه “في نهاية المطاف، الأمر متروك للحكومات لاتخاذ قرار بشأن هذه التسوية الصعبة جدا”.
وبالرغم من فرض الغربيين سلسلة عقوبات شديدة غير مسبوقة على موسكو، إلا أنهم حرصوا حتى الآن على تجنيب قطاع الطاقة، ولا سيما على ضوء اعتماد أوروبا وخصوصا ألمانيا على الغاز الروسي.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال مؤتمر صحافي الإثنين أن الاستغناء عن النفط والغاز الروسيين هو “ما ينبغي القيام به” لكن يجب أن يتم ذلك “خطوة خطوة”، وقال “علينا التثبت من أن لدينا إمدادات بديلة. من الأمور التي ندرسها إمكانية استخدام المزيد من محروقاتنا الخاصة”.
من جهته، أفاد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته خلال المؤتمر الصحافي ذاته أن هذا التغيير في الوجهة في قطاع الطاقة “سيستغرق وقتا”.
وقال “الواقع المؤسف أننا نعول كثيرا على الغاز والنفط الروسيين” وأن قطع هذه الإمدادات بدون بدائل “سيولد مخاطر لا يمكن التعامل معها” للاقتصادات الأوروبية.
من جانبه، أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الثلاثاء أن أوروبا لديها “حلول لتصبح مستقلة عن الغاز الروسي” مضيفا أنه يريد “تسريع العمل بها” للتمكن من “مواجهة تحدي شتاء 2022-2023”.
وأعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس الأربعاء أن فلاديمير بوتين أصبح “قوة مستنفدة في العالم” وأن غزو أوكرانيا سيكون “نهاية” الرئيس الروسي.
وقال والاس إن الغزو الروسي لأكرانيا محكوم عليه بالفشل في النهاية بسبب الروح القتالية للشعب الأوكراني واحتلال مثل هذا البلد الكبير رغماً عنه هو “مهمة مستحيلة”.
وأضاف الوزير إن تصرفات بوتين تعني إنه “انتهى” و”لن يرد أحد على مكالماته الهاتفية على المدى الطويل”.
في غضون ذلك، استبعد والاس مرة أخرى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا وقال إن بلاده يجب أن تكون “واقعية” بشأن الكيفية التي يمكن من خلالها أن تساعد كييف حيث يتعين تحقيق “توازن صعب” لتقديم الدعم دون إثارة نزاع أوسع بين الناتو وروسيا.
ووضع والاس سيناريوهين للحرب الأوكرانية الأول هو أن القوات الروسية تصبح “مستنفدة” لدرجة أن الغزو سيتوقف في حين أن الثاني سيشهد محاولة موسكو فرض “إرادتها الكاملة” على البلاد.
وقلل والاس من احتمال السيناريو الثاني لأن بوتين لن يكون قادراً على تحمل تكلفة عقود من الاحتلال. وأضاف أن بوتين يحاول “احتلال بلد بحجم فرنسا وألمانيا معاً يبلغ عدد سكانهما 44 مليون نسمة”.
وانتقد وزير الدفاع البريطاني قرار بوتين بالغزو قائلاً “ستكون هذه نهاية بوتين، ليس فقط بسبب روح الأوكرانيين القتالية وموقفهم الأخلاقي، ولكن وأيضاً لأنه سيكون من المستحيل احتلال مثل هذا الشعب وهذا البلد”.
وتابع: “أياً كان ما نفكر فيه بشأن الرئيس بوتين، فإنه قد انتهى، فهو قوة مستهلكة في العالم. لن يتلقى أحد مكالماته الهاتفية على المدى الطويل. لقد أنهك جيشه وهو مسؤول عن مقتل آلاف الجنود الروس ومقتل الأبرياء والمدنيين في أوكرانيا”.