بالتزامن مع عام على حبسه.. “درب” تحاور مديحة حسين زوجة الصحفي المعتقل هشام فؤاد: سنة صعبة وقاسية.. ننتظره كل يوم
الصحفية مديحة حسين: الأبناء كل يوم في انتظار والدهم.. ونحاول التعايش والتأقلم مع الوضع حتى نستطيع دعمه ومساندته
الزوجة: أخر رسائل هشام كان يطمئن فيها علينا بسبب أنباء زيادة انتشار فيروس كورونا.. وأحيانا بيمارسوا تضييق علينا في الخطابات
كتب- حسين حسنين
أكثر من عام منذ حبس الصحفي الاشتراكي هشام فؤاد على ذمة القضية رقم 930 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلاميا باسم “قضية تحالف الأمل”.
حاور “درب” الكاتبة الصحفية مديحة حسين زوجة الصحفي هشام فؤاد، بالتزامن مع مرور عام على اعتقاله من منزله، وأيضا بعد مرور أشهر على تعليق الزيارات في السجون وعدم رؤيته والاطمئنان عليه بالخطابات من وقت للأخر.
وعلى الرغم من أنه كان حوارا سريعا مع الزوجة، إلا أنه أظهر حقيقة وحجم المعاناة التي تعيشها الأسرة بسبب غياب الأب منذ أكثر من عام بعد القبض عليه فيه 25 يونيو 2019، مع آمال واسعة برؤيته عما قريب.
في البداية قالت مديحة حسين، إن السنة التي قضاها هشام في محبسه “كانت صعبة وقاسية على الأسرة كلها، الزوجة والأبناء وهو نفسه، خاصة وأنها المرة الأولى التي يبعد فيها هشام كل هذه المدة عن أسرته ومنزله”.
وأضافت مديحة “الوضع صعب طوال الشهور الماضية، صعب وغير إنساني بالمرة، لا نستطيع رؤيته، ونطمئن عليه فقط من خلال الخطابات غير الدورية التي نحصل عليها”.
وعن الأبناء وشعورهم ناحية غياب والدهم، قالت مديحة حسين، إن “من حسن الحظ أن لديها الأبناء كبار ويستطيعون فهم ما يحدث، ولكن في النهاية مازالوا في حاجة إلى وجود والدهم إلى جوارهم خاصة في الظروف الحالية التي تحتاج إلى تكاتف”.
وحول أخر رسالة لهشام من محبسه والتي خرجت أمس الاثنين، قالت مديحة “هو كويس وقلقان علينا في الخارج بسبب أنباء زيادة معدلات انتشار فيروس كورونا، وهو داخل الحبس في حالة جيدة”
فيما أشارت مديحة إلى التضييق أحيانا على تبادل الخطابات، قائلة “أحيانا بيسمحوا بدخول وخروج خطابات وأحيانا لاء، لا عارفين السبب في الأول ولا السبب في التاني، ولكن ماشيين بسياسية النفس الطويل والمفاوضات للحصول على ما نريد والاطمئنان عليه”.
واختتمت الصحفية مديحة حسين حوارها لـ”درب” قائلة: “بنحاول نعيش ونتأقلم على الوضع رغم ما به من صعوبة وظلم، ولكن حتى نستطيع مساندته وتقديم الدعم له في محبسه، ونتمنى خروجه في أسرع وقت”.
وفي 24 يونيو الجاري، مر عام على اعتقال عدد من المحامين الحقوقيين والصحفيين والسياسيين، في القضية رقم 930 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلاميا باسم “تحالف الأمل”.
شهدت القضية منذ بدايتها العديد من المسارات، بين اعتقالات وظهور في نيابة أمن الدولة في وقت لاحق واتهامات بتمويل جماعات إرهابية وقرارات قضائية التحفظ على الأموال وأخيرا منع زيارات وإهمال طبي.
ومن بين المتهمين في القضية والذين ألقت قوات الأمن القبض عليهم منذ عام بالضبط، المحامي الحقوقي زياد العليمي، الصحفيان هشام فؤاد وحسام مؤنس، النقابي العمالي حسن بربري، والمحامي أحمد تمام، ورامي شعث، وعمر الشنيطي مالك مكتبات “ألف”، وآخرين داخل وخارج مصر.
البداية فجر 25 يونيو 2019، واقتحام قوات الأمن لمنزل الصحفيين هشام فؤاد وحسام مؤنس واعتقالهما أمام أطفالهما، عقب ذلك توقيف المحامي الحقوقي زياد العليمي في أحد شوارع حي المعادي واعتقاله هو الأخر دون الكشف عن أسباب الاعتقال.
إضافة إلى رامي شعث، منسق حركة “بي دي أس- مقاطعة إسرائيل”، الذي اعتقلته قوات الأمن وظل رهن الاختفاء القسري لمدة أسابيع، قبل ظهوره في نيابة أمن الدولة بعد ذلك متهما على نفس القضية.
وفي صباح اليوم التالي، اقتحمت قوات الأمن مكتب الحقوقي العمالي حسن بربري مؤسس مبادرة “مستشارك النقابي”، واعتقاله واعتقال محامي المبادرة أحمد تمام، فضلا عن اعتقالات متشابهة في مناطق متفرقة استهدفت باقي المتهمين في القضية.
وفي اليوم التالي مباشرة، ظهر جميع المعتقلين في نيابة أمن الدولة العليا، يجري التحقيق معهم على ذمة قضية حملت أرقام 930 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، والتي عرفت بعد ذلك باسم “تحالف الأمل”، وتم حبسهم جميعا 15 يوما احتياطيا لتتوالى القرارات بعدها.
وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت بيانا قالت فيه إن المتهمين في القضية “كانوا يخططون لتمويل عمليات إرهابية بالتنسيق مع قيادات إخوانية هاربة في تركيا وقطر، بهدف محاولة زعزعة الاستقرار خلال احتفالات 30 يونيو”. وجاءت اتهامات النيابة خالية من أي من هذه الادعاءات .