انقلاب مركب مهاجرين قرب جزر الكناري.. والحصيلة 4 غرقى
أعلنت أجهزة الطوارئ الإسبانية مقتل 4 مهاجرين على الأقل إثر غرق سفينة كانت تقل نحو 30 شخصا قبالة جزر الكناري.
وقالت متحدثة باسم خدمات الطوارئ: “انقلب مركب صغير أثناء اقترابه من الساحل”، وأضافت أن 5 أشخاص من الذين كانوا على متن المركب وصلوا إلى اليابسة فيما تم إنقاذ 15 آخرين.
وتعمل فرق الإنقاذ على البحث عن ضحايا آخرين محتملين إثر الحادث الذي وقع قبالة قرية أورسولا شمال جزيرة لانزاروت في وقت متأخر الثلاثاء.
وقال رئيس خدمات الطوارئ والأمن في لانزاروت إنريكي إسبينوزا إنه تم انتشال جثتين أخريين، وإن ثمة 28 ناجيا حاليا، مشيرا إلى احتمال وفاة 3 أشخاص آخرين.
وحسب موقع “مهاجر نيوز”، وصل أكثر من 18 ألف شخص إلى الأرخبيل الإسباني خلال العام الماضي، حوالي ثلثيهم في الأشهر القليلة الماضية بعد القيام برحلات محفوفة بالمخاطر بالقوارب انطلاقا من الساحل الأفريقي.
وأعلنت الحكومة الاشتراكية الإسبانية الأسبوع الماضي أنها تخطط لإقامة مخيمات لنحو سبعة آلاف شخص وأن تطلق حملة دبلوماسية في مختلف الدول الأفريقية في محاولة لوقف تدفق المهاجرين إلى جزر إسبانيا.
وتذكر هذه الموجة الحالية بأزمة العام 2006 عندما وصل نحو 30 ألف مهاجر إلى جزر الكناري ما دفع بإسبانيا إلى تكثيف الدوريات وتوقيع اتفاقات إعادة مهاجرين.
ارتفع عدد المهاجرين الذين يقومون برحلات بواسطة القوارب من شمال وغرب إفريقيا إلى أرخبيل المحيط الأطلسي بشكل كبير هذا العام. في محاولة لإيجاد حياة أفضل في أوروبا عبر رحلات لا تخلو من الخطورة.
على الرغم من أن الرحلة عبر المحيط الأطلسي تشكل خطراً كبيراً على الحياة، غير أن عدد المهاجرين الأفارقة في جزر الكناري يتزايد بشكل كبير، وبات البعض يخاطرون بحياتهم في رحلة الهجرة نتيجة لأزمة كورونا أيضاً. إذ يعاني المهاجرون الأمرين سواء في مخيم موريا المنكوب أو قبالة إيطاليا أو على النهر الحدودي بين تركيا واليونان.
ولكن على بعد حوالي 4 آلاف كيلومتر من مخيم موريا للاجئين المحترق في جزيرة ليسبوس اليونانية، هناك أزمة جديدة في المحيط الأطلسي.
منذ بداية العام، وصل حوالي 14 ألف مهاجر إلى جزر الكناري التابعة لإسبانيا قبالة الساحل الغربي لأفريقيا. وبحسب وزارة الداخلية الإسبانية، فقد تضاعف العدد 7 أضعاف عن الفترة نفسها من العام الماضي. وقد حذر نائب رئيس وزراء جزر الكناري، رومان رودريغيز مؤخراً، من أن الأرخبيل يجب ألا يصبح لامبيدوزا في إسبانيا.
وتعد جزر الكناري التي يبلغ عدد سكانها 2.15 مليون نسمة أكبر بكثير من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حيث يعيش 4500 شخص فقط. إلا أن عدد المهاجرين الواصلين يكاد يكون مماثلاً لعدد السكان. إذ وصل أكثر من 2200 شخص بين يومي السبت وحتى صباح الاثنين فقط. ومنذ كانون الثاني/ يناير، وصل حوالي 16 ألف شخص إلى جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا على متن قوارب.
ومن جهة أخرى، يعتبر العبور من إفريقيا إلى جزر الكناري من أخطر الطرق على الإطلاق. وتنطلق القوارب، التي يعمل أغلبها بمحرك خارجي، بصورة أساسية من المغرب وموريتانيا، كما تنطلق أيضاً من السنغال في غرب إفريقيا، على بعد نحو 1500 كيلومتر جنوباً. ووفقاً لتقارير من منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM)، لقي ما لا يقل عن 414 شخصاً حتفهم هذا العام، أي ضعف عدد الضحايا في العام السابق.
وقال بابا ديوب سار، صياد سمك في السنغال يسعى للهجرة من جديد عقب محاولة فاشلة: “يمكن أن تموت في أي وقت. إن الاضطرار إلى ترك الأسرة بأكملها هو حافز للنضال من أجل حياة أفضل في أوروبا”. وأضاف: “لكننا نغادر دون معرفة الفرص أو الصعوبات التي سنواجهها”.
المهاجرون في غران كنارياالإسبانية…ورحلة البحث عن نهاية سعيدة!
ومن المرجح أن تكون الدرجة الحقيقية للمآسي في البحر أسوأ مما هو معلن. وقد كتبت المنظمة الدولية للهجرة: “نظراً لمعدل النجاح المنخفض جداً، لم يصل سوى عدد قليل من الأشخاص إلى جزر الكناري”. أما بالنسبة لعدد الأشخاص الذين اتخذوا الرحلة في غرب إفريقيا – وعدد الأشخاص الذين نجوا، فهو غير معروف.
وأفادت وسائل إعلام إسبانية عن شاب مغربي يبلغ من العمر (17) عاماً، قال إن من بين 26 شخصاً كانوا على متن قاربه، توفي 16 من العطش خلال الرحلة عبر المحيط الأطلسي. وقد كان عليه مساعدة الآخرين fرميهم في البحر، وذكر أن 6 من أقاربه كانوا من بين الضحايا.