انتهاكات إسرائيلية| حرق مسجد وتجريف واعتقالات جديدة.. وتقرير: 27 شهيدا و1070 مصابا في النصف الأول من 2020
محمود هاشم
أحرق مستوطنون إسرائيليون، فجر اليوم الاثنين، مرافق مسجد البر والإحسان في مدينة البيرة قرب رام الله، بالضفة الغربية، وخطوا شعارات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين على جدرانه.
وسارع أهالي المدينة إلى إخماد الحريق الذي اندلع بالمسجد، قبل أن تصل فرق الإطفاء إلى المكان، وسط استنكار واسع من السكان لما أقدم عليه المستوطنون، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
إدانات متوالية.. ومطالب بوضع عصابات الاستيطان على قوائم الإرهاب
وقال رئيس بلدية البيرة عزام اسماعيل، إن مستوطنين اقتحموا المدينة فجرًا، وخطوا شعارات عنصرية على الجدران الداخلية للمسجد، وأحرقوا مرافقه، وأدانت بلدية البيرة هذا العمل الإجرامي والتخريبي، مؤكدة أنه يدل على العقلية المتطرفة لدولة الاحتلال.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حسام أبو الرب أن هذا الفعل الإجرامي والعنصري تتحمل مسؤوليته حكومة الاحتلال التي تدعم هذه الفئات الإرهابية ولا تألوا جهداً في الاعتداء على مقدسات المسلمين ومساجدهم، وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات ذات العلاقة بكف يد هذه الفئة المجرمة عن مقدسات المسلمين.
واعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، قيام مجموعة من المستوطنين بحرق أجزاء من مسجد البر والاحسان في مدينة البيرة، وخط شعارات عنصرية على جدرانه، انتهاكاً صارخاً لحرية العبادة والمعتقد ولحرمة المقدسات.
وطالب الأمين العام للهيئة حنا عيسى، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بإلزام إسرائيل بوقف ومنع هذه الاعتداءات والانتهاكات اليومية والمتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها والتي تقوض الجهود لتحقيق السلام وتزيد التوترات والاحتقان وعدم الاستقرار في المنطقة.
وأكدت الهيئة في بيانها أن عمليات الحرق والاعتداء على المقدسات ودور العبادة من مساجد وكنائس مخالفة واضحة للعديد من المواثيق والقوانين الدولية واتفاقيات لاهاي وجنيف التي تطالب بضرورة عدم انتهاك حرمة وقدسية الأماكن المقدسة لدى الشعوب المختلفة.
وقال قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش إن جريمة الاعتداء على بيوت الله تؤكد الوجه الإرهابي والعنصري لحكومة اليمين المتطرف في دولة الاحتلال، التي ترعى وتحمي وتساند المجموعات الإرهابية التي تنفذ اعتداءاتها بشكل يومي على شعبنا.
وحمل الهباش حكومة الاحتلال وجيشها المسؤولية عن نتيجة استمرار هذه الاعتداءات، مضيفا أن اليمين المتطرف يجر المنطقة والعالم إلى أتون الحرب الدينية التي لن يسلم منها أحد.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن هذا الاعتداء العنصري الآثم يعبر عن همجية الاحتلال ومليشيات مستوطنيه الإرهابية، خاصة في ظل جائحة كورونا.
وأوضحت أنها إذ تنظر بخطورة بالغة لاستهداف المستوطنين لدور العبادة في قلب مدينة البيرة، فإنها تحمل الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاعتداء، وعن جميع الاعتداءات التي تستهدف الوجود الفلسطيني وحقوق شعبنا العادلة والمشروعة وممتلكات المواطنين ومزارعهم ومساجدهم وكنائسهم، في دعوة إسرائيلية صريحة وممنهجة للحرب الدينية لإخفاء وجود الاحتلال الإسرائيلي، وتغيير طابع الصراع من سياسي الى ديني.
وأضافت: “إنها دعوة إسرائيلية رسمية لنشر حالة من الفوضى وعدم الاستقرار لمواصلة تهرب الجانب الإسرائيلي من استحقاقات المفاوضات وعملية السلام، وساتر دخاني أيضاً لتمرير المزيد من المخططات الاستعمارية التوسعية في ارض دولة فلسطين وفي مقدمتها تنفيذ قرار الضم”.
وطالبت الوزارة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، كما طالبت الدول كافة بوضع عصابات المستوطنين الإرهابية بما فيها عصابات “تدفيع الثمن” و”شبيبة التلال” على قوائم الإرهاب لديها، ومنعها من دخول أراضيها.
كما أدان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بأشد العبارات قيام جماعة «تاج محير» المتطرفة، فجر اليوم، بإضرام النيران في مسجد «البر والإحسان» وخطِّ عبارات عنصرية ضد العرب والمسلمين على جدران المسجد.
ولفت المرصد إلى تكرار الاعتداءات السافرة من المستوطنين المتطرفين على المساجد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ حيث يُعدُّ هذا الاعتداء هو الثالث خلال هذا العام، والستِّين منذ عام 2009، مؤكدا أن السياسة الصهيونية التي تغضُّ الطرف عن انتهاكات المستوطنين هي السبب الأبرز وراء تصاعد وتيرة تلك الاعتداءات، مطالبًا بضرورة وضع حدٍّ لعنف وإرهاب الصهاينة للشعب الفلسطيني بصفة عامة، ومقدساته على وجه خاص.
وفي أواخر يناير الماضي، أضرم مستوطنون النار في مدرسة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وخلفوا وراءهم كتابات على الجدران.
وكانت العبارات العبرية التي كتبوها تقول: “هدم المنازل؟ فقط للأعداء” في إشارة إلى موقع استيطاني قريب تم تفكيكه مؤخرا، كما ترك متطرفون كتابات مماثلة خارج مسجد تم إحراقه على مشارف القدس، قبل أيام من حرق المدرسة.
اعتقالات وتمديد توقيف وجرافات.. الاعتداءات مستمرة
في سياق متصل، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم، إمام مسجد حسن بيك في مدينة يافا، أحمد أبو عجوة، أثناء تواجده في المسجد لأداء الصلاة الفجر.
وادعت الشرطة الإسرائيلية، أن اعتقال الشيخ أبو عجوة يأتي على خلفية “الاعتداء على عناصرها وإثارة الشغب والإخلال بالنظام العام”.
وكان إمام مسجد حسن بيك شارك في الاحتجاجات التي شهدتها يافا، مؤخرا، ضد تجريف مقبرة الإسعاف الإسلامية من قبل بلدية تل أبيب.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت، الليلة الماضية وفجر اليوم الاثنين، 9 مواطنين من الضفة الغربية.
وأوضح نادي الأسير أن 3 مواطنين من المعتقلين من بلدة السموع في الخليل، وهم: عيسى موسى الحوامدة، ومحمد إبراهيم الحوامدة، والأسير المحرر أيمن علي أبو عرقوب، بالإضافة إلى يعقوب قواسمي، وعبد الله البكري، وعلي الرشق، ورأفت كيالي من بلدة عناتا ومخيم شعفاط في القدس، وماهر عبد اللطيف الأخرس من بلدة سيلة الظهر، وعمارة عبد اللطيف فشافشة من بلدة جبع في جنين.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن محكمة “عوفر” العسكرية مددت اليوم، توقيف كل من مدير مخابرات محافظة القدس العميد جهاد الفقيه، ونائب أمين سر حركة فتح في بلدة العيزرية سامي أبو غالية لـ9 أيام، بذريعة استكمال التحقيق.
وأوضحت الهيئة أن قوات الاحتلال اعتقلت الفقيه في 19 يوليو الجاري، أثناء عودته إلى منزله بعد تفتيش مركبته، وأبو غالية بتاريخ 24 منه، بعد اقتحام منزله في بلدة العيزرية وتفتيشه.
كما شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، بتجريف مساحات جديدة من أراضي بلدة بروقين في محافظة سلفيت.
وأوضح رئيس بلدية بروقين مروان عبد الرحمن لـ”وفا” أن جرافات الاحتلال جرفت مساحات جديدة من أراضي المواطنين في المنطقة الشمالية من البلدة، من أجل انشاء خط للمياه العادمة لصالح مستوطنة “بروخين”.
ضحايا واقتحامات ومحاولات تهويد
واستشهد 27 مواطنا، بينهم 7 أطفال وسيدتان، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب 1070 آخرون، واعتقل نحو 2330 مواطنا، خلال النصف الأول من العام الجاري 2020.
وأوضح مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لدائرة العمل والتخطيط في منظمة التحرير، في تقريره التوثيقي الذي صدر، أمس الأحد، حول أبرز الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني خلال النصف الأول من العام الجاري، أن سلطات الاحتلال أعدت خطط وطرحت عطاءات لبناء آلاف الوحدات السكنية في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال هدمت خلال النصف الأول من العام الجاري 357 بيتا ومنشأة، منها 136 بيتا و221 منشأة، و54% من مجمل عمليات الهدم تلك تركزت في محافظتي الخليل والقدس المحتلة.
واقتحم المسجد الأقصى خلال النصف الأول من العام الجاري 9491 ما بين مستوطن وطلاب معاهد تلمودية ورجال شرطة ومخابرات وأعضاء كنيست وموظفي بلدية الاحتلال.
وأمعنت شرطة الاحتلال من اصدار قرارات تعسفية بإبعاد المواطنين عن المسجد الاقصى والبلدة القديمة وقرارات الحبس المنزلي، حيث أصدرت شرطة الاحتلال 350 قرارا بحق مواطنين مقدسيين ، منها 176 قرارا بالابعاد عن المسجد الاقصى لفترة تتراوح من أسبوع وحتى ستة أشهر، 39 قرارا بالإبعاد عن البلدة القديمة، وبلدات وأحياء مدينة القدس، 76 قرار الحبس المنزلي، 43 قرارا يقضي بمنع التواصل الاجتماعي، 10 قرارات أبعاد عن مدينة القدس، 4 قرارات منع سفر، وقراراين بمنع دخول الضفة الغربية.
وشملت تلك القرارات شخصيات مقدسية مرموقة مثل الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا، ومحافظ القدس عدنان غيث الذي اعتقل مرات عدة خلال هذا العام، ووزير القدس فادي الهدمي، والأمين العام للمؤتمر الشعبي في مدينة القدس بلال النتشة، وناجح بكيرات، وشادي المطور، وناصر قوس، والشيخ عبد العظيم سلهب، ومددت شرطة الاحتلال قرار إغلاق مكتب تلفزيون فلسطين بمدينة القدس ومنع طواقمه في العمل لمدة 6 أشهر مقبلة.