انتهاكات إسرائيلية| إفساد فرحة العيد بـ”الغاز والمطاطي”.. واعتقال وإخفاء منسق حركة المقاطعة.. وقرية جديدة مهددة بالتهجير
محمود هاشم
أصيب عدد من المواطنين بالاختناق بينهم 4 أطفال، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في قرية زبوبا غرب جنين.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع، صوب المواطنين ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث اندلعت مواجهات على إثرها.
وأدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم، الهجمة المسعورة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في مدنه وقراه، واستخفافها واستهتارها بالمناسبات الدينية، وعدم احترامها انشغاله بأداء شعائره الدينية والاجتماعية في عيد الأضحى المبارك.
وقالت الجبهة في بيان إن اقتحام قوات الاحتلال لقرية زبوبا غربي جنين، وإغراقها بالقنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى اختناقات نقل على أثرها الأطفال الأربعة إلى المستشفى، مع اقتحامها مدينة نابلس وشن حملة اعتقالات بين مواطنيها، يدلل مرة أخرى على مدى وقاحة الاحتلال، ونزعته العدوانية الفجة، وعقليته الفاشية، معتقداً بذلك أن من شأن هذه السياسة أن توهن إرادة الصمود والثبات عند شعبنا وقواه السياسية.
تأثير BDS.. ومجمع استيطاني بالقدس
كما أدانت الجبهة الديمقراطية اعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلي منسق حركة المقاطعة (BDS) محمود النواجعة وقادته إلى مكان مجهول، في خطوة جديدة تؤكد مدى حقد دولة الاحتلال على حركة المقاطعة، وعمق تأثير هذه الحركة على سمعة دولة الاحتلال واقتصادها.
ودعت الجبهة إلى أوسع تضامن مع القرى المنكوبة بالغزو الدائم للاحتلال، ومع عموم الأسرى والمعتقلين، وتشكيل لجان الحراسة الشعبية للتصدي لدوريات الاحتلال وحماية القرى والمؤسسات الدنية والاجتماعية والدينية للفلسطينيين.
وفي سياق الانتهكات، وافقت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، اليوم، على خطة لإقامة مجمع تشغيل استيطاني إضافي في الجانب الشرقي لحي العيساوية ويقع على 90 دونما، وتعهد رئيس بلدية الاحتلال موشيه لييؤن بالاستمرار في مشاريع تهويد المدينة المقدسة.
كانت بلدية الاحتلال قد أعلنت عن اطلاق خطة تهويدية جديدة في شرق المدينة، تشتمل على مشروع ضخم لإنشاء وادي السيليكون أو (السيليكون فالي)، وهو عبارة عن خطة، بموجبها سيتم توسيع مساحات قطاع المال والاعمال والمحال التجارية والغرف الفندقية بحجم كبير شرق القدس على حساب المنطقة الصناعية التي ستدمر بالكامل.
وجدد المجلس الوطني الفلسطيني دعوته المؤسسات الإنسانية والحقوقية وبرلمانات العالم، وشعوبها الحرة، لإعلان تضامنها مع محافظ القدس عدنان غيث، والتحرك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لإطلاق سراحه سيما وأنه يتعرض للتحقيق المتواصل في زنازين سجن عسقلان في ظروف اعتقال قاسية ومخالفة لاتفاقيات جنيف ذات الصلة.
واعتبر المجلس في بيان صدر عنه، اليوم السبت، استمرار اعتقال غيث من الاحتلال الاسرائيلي لليوم الـ14 على التوالي، جريمة جديدة، واستهداف مباشر لمدينة القدس المحتلة ومؤسساتها وقياداتها ورموزها الدينية والوطنية، بهدف إفراغها من أصحابها الأصليين.
وقال المجلس إن المحافظ تم اعتقاله في 19 يوليو الماضي، للمرة الثامنة عشرة خلال عامين أي منذتوليه منصبه، دون أي مبررات سوى أنه يقوم بدوره الوطني في خدمة أبناء شعبه في عاصمة دولة فلسطين المحتلة التي تعترف بها الأمم المتحدة، ما يؤكد أن هذا الاعتقال غير القانوني هدفه الوحيد استهداف الوجود الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة.
“فراسين”.. ترحيل قسري لتوسيع الاستيطان
ويسيطر الخوف والقلق والترقب على المواطنين في قرية فراسين المحاذية لمستوطنة “حرميش” المقامة على أراضي قرى جنوب غرب جنين، من ترحيلهم وتهجيرهم واقتلاعهم من أراضيهم بهدف التوسع الاستيطاني، وكجزء من خطة الضم التي يسعى الاحتلال لتنفيذها.
وسلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قبل أيام إخطارات بهدم القرية القريبة من بلدة يعبد جنوب غرب جنين، وأخرى لقرية ظهر العبد الملاصقة لها.
وقال المواطن يعقوب عبيد، لوكالة الأنباء الفلسطينية، إنه يعيش حالة من الخوف والترقب، لأنه لا يعرف ماذا سيحل بأهل القرية، ويضيف “أسكن في فراسين منذ نحو20 عاما، وهذه أرضي ولدي أوراق ثبوتية بها، وأعمل على تربية الماشية وأعيل 12 فردا، وتفاجأت باقتحام الاحتلال للقرية وتسليمي إخطارات بهدم بركس الماشية والخيم التي نسكنها”.
وأكد رئيس مجلس قروي فراسين محمود عمارنة أن هناك خشية لدى المواطنين بأن تقوم جرافات الاحتلال بهدم القرية التي تعد منطقة أثرية، لافتا إلى أن القرية يسكنها 200 نسمة، حيث اعتُمدت كقرية قبل أشهر بقرار من مجلس الوزراء، بهدف تعزيز صمود المواطنين فيها.
وأضاف أن اعتداءات وممارسات قوات الاحتلال في “فراسين” تهدف إلى تهجير المواطنين وإفراغها من السكان، لتسهيل الاستيلاء عليها لصالح توسيع المستوطنات.
ويشير عمارنة، إلى أن في القرية بئر مياه يزيد عمره عن 200 سنة، كما تضم مبان قديمة ومغر أثرية، لافتا إلى أنه سبق وأن هدم الاحتلال “بركسات” أغنام، وسلم المواطنين إخطارات هدم لمساكنهم.
وقال رئيس مجلس قروي ظهر العبد طارق عمارنة إن الاحتلال يقوم بإجراءات فعلية على الأرض، من خلال تسليم إخطارات لهدم منازل المواطنين، ووضع مكعبات إسمنتية مدخل القرية وشق طرق تربط بمستوطنة “حرميش” القريبة من قريتهم والمستوطنات المقامات على أراضي المواطنين في يعبد، ومد خطوط كهرباء من المستوطنة حتى الحاجز المقام فوق أراضي بلدة برطعة مرورا من أراضي قفين وقرية باقة الشرقية.
وعقب رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف بالقول، إن جريمة تهجير ترتكب بحق أهالي فراسين، تشبه ما كان يخطط للخان الأحمر، مشيرا إلى ان شعبنا سيتصدى لكل محاولات هدم القرية، وخيار السكان الوحيد هو البقاء والصمود والتصدي لمحاولة تهجيرهم.
وشدد على أن هدم فراسين وتهجير سكانها يأتي ضمن خطة الضم التي تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها، لافتا إلى أنه منذ فترة تم إنشاء بؤرة استيطانية جديدة هناك، بهدف قطع التواصل بين محافظتي جنين وطولكرم، كما أنها أخطرت بإزالة خط تمديد للمياه كانت الهيئة قد أنشأته.
وأكد عساف “سيتم التصدي لعملية الهدم وحتى لو تم هدمها سيتم إعادة بنائها لأنها منطقة إستراتيجية، مشيرا الى أنه سيتم بحث خطة وآلية للتصدي لعملية الهدم مع كل الأطراف المعنية خاصة حركة فتح.
أما مدير عام الحكم المحلي في جنين راغب أبو دياك قال إن قرية فراسين واحدة من القرى المهددة بالاستيطان، حيث عملت الوزارة على إيصال الخدمات الضرورية لها، رغم إجراءات الاحتلال لتعزيز صمود المواطنين.
ودعا المؤسسات المحلية والدولية، للتدخل العاجل وتوفير الحماية الشعب الفلسطيني من انتهاكات الاحتلال، والوقوف ضد قرارات الهدم والتهجير والاستيلاء الجائرة على الأراضي، مطالبا بضرورة تقديم كافة أنواع الدعم للمواطنين في قرية فراسين والقرى المهددة بالاستيطان، لتعزيز صمودهم وتثبيتهم في أرضهم.
الاعتقالات مستمرة
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، شابا وفتاة ووالدتهما، بعد الاعتداء عليهم في تل الرميدة وسط مدينة الخليل، وذلك بسبب إنقاذهم طفلة حاول مستوطنون اختطافها في المنطقة.
وقال الناشط ضد الاستيطان والمتطوع في مؤسسة “بيت سيلم” عماد أبو شمسية، إن مجموعة من المستوطنين حاولوا اختطاف حفيدته الطفلة رتيل طنينة التي تبلغ من العمر 14 شهرا، أثناء تواجدها برفقة عائلتها في الحي.
وأضاف، أن نجله عوني 22 عاما، وشقيقته مروة 17عاما، وزوجته فايزة 44 عاما، تعرضوا للضرب والاعتقال خلال تصديهم لعملية الاختطاف، وأصيبوا برضوض وكدمات.
وتابع أن قوات الاحتلال اعتقلتهم بعد الاعتداء عليهم واقتادتهم إلى مركز توقيف وتحقيق جعبرة المقام على أراضي المواطنين بالقرب من الحرم الإبراهيمي.
وأكد أبو شمسية، أن عائلته تتعرض لهجمات متواصلة من قبل المستوطنين بتغطية من جنود الاحتلال التي توفر الحماية لهم، مؤكدا على مواصلة الصمود والثبات في قلب مدينة الخليل الذي يعمل على تهويده بشكل ممنهج.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، مواطنا من مدينة نابلس.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس، واعتقلت المواطن إسلام القدح، عقب مداهمة منزله.