انتقادات كثيرة.. تقارير: هاتف آيفون الجديد «لم يتغير كثيرا» ومشاكل تواجه آبل «على أكثر من جبهة»
طرحت شركة آبل خلال الحدث السنوي الذي تقيمه في سبتمبر من كل عام، أجهزة آيفون جديدة تتميز بشاشات أكبر قليلا وسرعات أعلى وكاميرات أفضل، ولكن دون «تقدم كبير»، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وفي الإعلان التجاري المسجل مسبقا، قال المسؤولون التنفيذيون في آبل إن التحسينات في جهاز آيفون 13 هي ابتكارات مهمة»، لكن في الحقيقة لم يختلف الجهاز الجديد في شكله وأدائه كثيرا عن أجهزة آيفون 12 التي روجت لها آبل العام الماضي.
وقالت آبل إن أجهزة آيفون الجديدة تتمتع بشاشة أكثر إشراقا وعمر بطارية أطول وكاميرات ومعالجات أكثر قوة.
ولا يزال آيفون، وهو الآن في عامه الرابع عشر، أحد أكثر المنتجات مبيعا في العالم، وهو محور أعمال الشركة. وخلال النصف الأول من العام الحالي، قالت آبل إن مبيعات آيفون ارتفعت بنسبة 58٪، لتصل إلى 87.5 مليار دولار، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويرجع هذا النجاح جزئيا إلى أن آبل قد بنت قاعدة «عملاء مخلصين»، ورغم الانتقادات التي وجهت للجهاز الجديد، تقول الصحيفة إن آيفون يظل من بين أفضل الهواتف الذكية في السوق، وينافس في عدة نواحي، بما في ذلك تقنية الكاميرا ودقة الشاشة.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى هيمنة آبل على متجر التطبيقات الخاص بها «آبل ستور»، والذي تفرض من خلاله على المطورين عمولة تصل إلى 30%على بعض مبيعات التطبيقات، وذكرت أن هناك تحركات قضائية ضد الشركة في عدة دول، ومنها دول أوروبية، وفي الولايات المتحدة والهند.
وإضافة إلى تقرير الصحيفة عن عدم تحقيق آبل لتقدم كبير في هاتفها، تقول وكالة «فرانس برس» من جهتها إن هناك «انتقادات كثيرة» تواجه آبل، ومنها ما يتعلق بالمنافسة والخصوصية والأمن المعلوماتي.
وخلافا للعام الماضي عندما اعتمدت تقنية الجيل الخامس (5 جي)، لم تشمل التحسينات التقنية التي أدخلت على الجيل الجديد من الأجهزة أي تعديلات أساسية، على الرغم من أن كاميرات الأجهزة الجديدة وبطارياتها أصبحت أكثر تطورا.
وعلى صعيد آخر، استعرضت كايان درانس الرئيسة المعاونة المكلفة بهواتف آيفون، آخر التدابير المتخذة لحماية بيانات المستهلكين، وهي حجة تستند إليها آبل لتعزيز مبيعات هواتفها، بحسب فرانس برس.
وأثارت آبل «جدلا محموما» بشأن حماية الحياة الخاصة، إثر إعلانها عن أدوات جديدة هدفها التصدي لاستغلال الأطفال في مواد إباحية على هواتف آيفون وأجهزة آيباد.
وقام نشطاء من منظمة «فايت فور ذا فيوتشر» برفع لافتات، مساء الاثنين الماضي، أمام متاجر لآبل في الولايات المتحدة، تدعو الشركة إلى «عدم التجسس» على هواتفهم.
وأكدت الشركة من جهتها أن خوارزمياتها الجديدة لا تجعل نظامها أقل أمنا أو سرية، لكنها قررت في مطلع سبتمبر تأجيل طرح هذه الأدوات الجديدة.
وقدمت آبل في أواخر أغسطس الماضي، تنازلات إلى مطوري التطبيقات. ويتهم عدد كبير منهم الشركة باستغلال هيمنتها على سوق التطبيقات، من خلال فرض استعمال متجرها آب ستور لتحميل البرمجيات، ودفع ثمن سلع وخدمات رقمية على صلة بها.
وقد منعت قاضية أميركية، تنظر في قضية «إبيك جيمز» المطورة لألعاب الفيديو، آبل من إلزام المطورين باستخدام نظامها للدفع في التطبيقات.
وقال «الائتلاف من أجل المساواة بين التطبيقات» الذي يجمع تحت رايته «إبيك جيمز» و«سبوتيفاي» و«ديزر» وغيرها من الشركات المعروفة، إن «إطلاق جهاز آيفون جديد، لا يدل سوى على أمر واحد، ألا وهو أن الهاتف تجدد، لكن متجر آب ستور المضر بقي على حاله».
لكن أكثر ما يعني المستهلكين حاليا هو تحديث أنظمة التشغيل في هواتفهم بعدما أصلحت آبل مؤخرا خللا معلوماتيا كان برنامج «بيجاسوس» الإسرائيلي التجسسي يستخدمه لاختراق هواتف آيفون «من دون أن يضغط المستخدم على أي رابط».
وهي ضربة قاسية جديدة تلقتها الشركة الأعلى قيمة في العالم (بحدود 2500 مليار دولار) التي يعزى نجاحها خصوصا إلى حرصها على أمن منتجاتها، وفقا لفرانس برس.