انتخابات أمريكا إثارة هوليودية| بايدن يتقدم بالمجمع الانتخابي وترامب يحافظ على أسهمه بالولايات المتأرجحة.. والحسم في اللحظات الأخيرة
كتب – أحمد سلامة
على طريقة أفلام “هوليود”، تسير الانتخابات الأمريكية، إثارة ديمقراطية تفتقدها كثير من شعوب العالم الثالث، منافسة قوية وحرب تكسير عظام بين مرشحي الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن.
سباقٌ يصعب التكهن بنتائجه حتى الآن، سواء من مؤيدي ترامب أو من داعمي بايدن، فالأوضاع متقاربة بنسبة كبيرة ولا يمكن حسمها إلا في اللحظات الأخيرة على ما يبدو.
جو بايدن يتقدم، ربما كان ذلك هو العنوان الرئيسي خلال الساعات الماضية، لكنه على الرغم من ذلك عنوان منقوص، فالمرشح الديمقراطي يواجه مؤشرات ربما تكون مؤلمة بتقدم ترامب في عدة ولايات حاسمة.
فحسب أسوشيتد برس، أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، مساء الثلاثاء، بـ224 صوتا في المجمع الانتخابي، مقابل 213 صوتا بالمجمع للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، فيما أشارت بعض وسائل الإعلام الأخرى إلى وصول بايدن إلى الرقم 238 صوتًا.
وفي أول تعليق له على نتائج الانتخابات، أعلن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن أنه “على الطريق الصحيح للفوز” بالانتخابات في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وقال بايدن أمام مناصريه”حافِظوا على إيمانكم، سنفوز!”، مضيفا “نعتقد أننا على الطريق الصحيح للفوز بهذه الانتخابات”، مؤكدا “نحن واثقون بالفوز في أريزونا” الولاية الحاسمة.
وأضاف “نشعر بالتفاؤل إزاء وضعنا الانتخابي في ويسكونسن وميشيغان وسنفوز بأصوات بنسلفانيا، وما زلنا في حلبة المنافسة في جورجيا”.
اعتبر بايدن خلال كلمته أن ولاية أريزونا هي ولاية حاسمة، وهي بالفعل تدخل ضمن ولايات يصفها المتابعون بـ”المتأرجحة”، وهي الولايات غير المحسومة سواء للديمقراطيين أو الجمهوريين.. ويأتي فوز بايدن في هذه الولاية كمكسب كبير للديمقراطيين الذين لم يفوزوا بأصواتها في أي انتخابات منذ عام 1992.
وحتى كتابة هذه السطور، يتقدم بايدن في ولاية أريزونا بنسبة 51.8%، بإجمالي أصوات مليون و 373 ألفا، بينما حصد ترامب 46.8% من الأصوات بإجمالي مليون و 240 ألفا.. وذلك حتى فرز 80% من الأصوات.
إلا أن ترامب لم يقف مكتوف الأيدي، فبعد دقائق من تصريح بايدن، غرد الرئيس عبر تويتر قائلا “أبلينا بلاء حسنا جدا، لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات ولن ندعهم يفعلون ذلك أبدا”.
بدأ ترامب السباق الانتخابي متراجعًا أمام بايدن، سواء على مستوى الاستطلاعات، أو حتى على مستوى المؤشرات الأولية في السباق الانتخابي، لكنه تدريجيًا بدأ في العودة إلى المنافسة بقوة في عدة ولايات كاد أن يخسرها.
ففي ولاية تكساس على سبيل المثال، تقدم بايدن في بداية فرز الأصوات، غير أن ترامب استطاع حسمها بشكل شبه كامل، ويجدر في هذا الصدد الإشارة إلى أن تصريحات بايدن حول استخدام الطاقة النظيفة كانت سببًا في دعم تكساس لترامب خاصة وأنها ولاية تعتمد على إنتاج النفط إضافة إلى كونها ذات أغلبية جمهورية بالأساس.
لم يكتفِ ترامب بالتغريد عبر تويتر، لكنه خرج في كلمة من داخل البيت الأبيض ليعلن فوزه بالانتخابات، مؤكدا أنه حقق الفوز في العديد من الولايات التي لم تكن متوقعة، مشيرا إلى أنه استطاع الحصول على أصوات رغم ما تردد من أنه لن يحصل على هذه الأصوات وأنه تمكن من الفوز فى الانتخابات الأمريكية.
وأضاف الرئيس الأمريكي خلال كلمة له: “فوزنا فى ولاية كارولينا الشمالية وجورجيا.. ولم يتبق إلا 5% من الولايات وفزنا بأكثر من 600 ألف صوت في ولاية بنسلفانيا، كما أننا فزنا في فلوريدا رغم أن البعض كان يؤكد أننا لن نفوز بها، والحقيقة أننا فزنا بالانتخابات”.
ولولاية فلوريدا أهمية كبرى في سباق الانتخابات الأمريكية، حتى أن البعض يصف الأمر بأن “مفاتيح البيت الأبيض تتواجد في فلوريدا” حيث أن لها 39 صوتًا بالمجمع الانتخابي.. وحتى الآن يتقدم ترامب في الولاية بنسبة 51% فيما توقف بايدن عند 47% بعدما تم الإعلان عن 96% من نتائج الأصوات.
ويتكون المجمع من 538 ممثلا للشعب الذين يقومون رسميا باختيار الرئيس ونائب الرئيس للولايات المتحدة، ولكل ولاية عدد محدد من الأصوات داخل المجمع الانتخابي، ويفوز بالبيت الأبيض المرشح الذي يحقق 270 صوتا.
ومن أبرز الولايات المتأرجحة التي يكون لها تأثير كبير في السباق الانتخابي، ولايات بنسلفانيا (20 صوتا بالمجمع الانتخابي) وجورجيا (16 صوتا) وكارولاينا الشمالية (15 صوتا) وميتشيجان (16 صوتا) ويسكونسن (10 أصوات) بالإضافة إلى فلوريدا (29 صوتا) وأريزونا (11 صوتا).
وعلى الرغم من تقدم ترامب في معظم هذه الولايات حتى الآن، إلا أن هناك ترجيحات بأن تغير عملية فرز أصوات الناخبين بالبريد من توجهات بعد الولايات بما يغير مسار العملية الانتخابية ككل، ففي ولاية بنسلفانيا على سبيل المثال تم فرز 64% من الأصوات ويتقدم ترامب بنسبة 55% حتى الآن، إلا أن فرز أصوات الناخبين بالبريد ربما يستغرق وقتا أطول ما يحمل تغيرات في نسبة الأصوات.
الأمر دفع دونالد ترامب إلى التلميح -خلال كلمته- بوجود تلاعب في بعض الولايات، ليرد عليه حاكم ولاية بنسلفانيا الديمقراطي، توم وولف، بأنه “هجوم له دوافع حزبية” وقال إن ولايته تعمل جاهدة لفرز أكثر من (مليون صوت) عبر البريد.
وكتب وولف تغريدة قال فيها “دعونا نكون واضحين: هذا هجوم له دوافع حزبية على انتخابات بنسلفانيا وأصواتنا والديمقراطية”.. مضيفا “تعمل مقاطعاتنا دون كلل لفرز الأصوات بأقصى سرعة ودقة ممكنة. الانتخابات في بنسلفانيا ستكون نزيهة وسوف نحصي كل صوت”.
وأدلى أكثر من 100 مليون أمريكي بأصواتهم في جميع أنحاء البلاد في التصويت المبكر قبل يوم الانتخابات (الثلاثاء)، وفقًا لمسح أجرته شبكة CNN بالتعاون مع Edison Research وCatalist.
وتمثل هذه الأصوات أكثر من 47٪ من الناخبين المسجلين على مستوى الولايات المتحدة. وقد شهدت 21 ولاية بالإضافة إلى العاصمة واشنطن بالفعل إدلاء أكثر من نصف ناخبيها المسجلين بأصواتهم.
وارتفع معدل التصويت المبكر في جميع أنحاء الولايات المتحدة خلال جائحة فيروس كورونا. وتجاوز التصويت المبكر في 6 ولايات على الأقل، تكساس وهاواي ونيفادا وواشنطن وأريزونا ومونتانا، نسبة المشاركة الإجمالية في انتخابات عام 2016.
وفي سبع ولايات أخرى، بلغت نسبة التصويت المبكر 90٪ على الأقل من إجمالي أصوات انتخابات عام 2016، والولايات السبع هي: نورث كارولينا وأوريغون وكولورادو ونيومكسيكو وجورجيا وفلوريدا وتينيسي.
وعلى صعيد جميع الولايات الأمريكية، شارك 100.2 مليون شخص في التصويت المبكر بالفعل ما يمثل 73٪ من إجمالي عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها في الانتخابات الرئاسية عام 2016 والتي بلغت 136.5 مليون صوت.