الهروب إلى الحرية.. مسؤولون في دولة الاحتلال يكشفون تفاصيل هروب 6 فلسطينيين من سجن جلبوع
مأمور السجن كان نائما.. والحفرة التي خرجت منها المجموعة كانت أسفل برج مراقبة لكن الحارس كان غارقا في النوم أيضا
الزبيدي طلب نقله إلى الزنزانة التي يوجد بها الأسرى الخمسة الآخرون قبل يوم يوم من تنفيذ خطة الهروب
صحيفة عبرية: طريقة الهروب تشبه بشكل كبير خطة ظهرت في برنامج تلفزيوني أذيع في رمضان عام 2014 على قناة الأقصى
أفاد موقع صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن «الإخفاقات الأمنية» التي مكنت الأسرى الفلسطينيين الستة من الهروب في وقت متأخر من مساء الأحد من سجن «جلبوع» كانت معروفة لمصلحة السجون وشرطة الاحتلال منذ فترة طويلة، لكن لم يتم معالجتها، حسبما قال مسؤولون كبار في مصلحة السجون.
وألقت الصحيفة الإسرائيلية باللوم على عاتق قادة السجن وقسم المخابرات في مصلحة السجون، بحسب ما نقل موقع قناة «الحرة» الأمريكية.
وذكرت «هاآرتس» أن المخطط المعماري للسجن، الذي افتتح في العام 2004، كان منشورا على شبكة الإنترنت من قبل شركة الهندسة المعمارية المشاركة في بناء السجن، ما جعله في متناول الجمهور، قبل أن يتم حذفه خلال الساعات الماضية.
وأكدت الصحيفة أنه في هذه المرحلة، ليس من الواضح ما إذا كان هذا المخطط قد ساعد السجناء على الهروب، لكن مسؤولًا كبيرًا في مصلحة السجون الإسرائيلية قال إن «نشر المخطط على الإنترنت يمثل خرقا أمنيا خطيرا وفشلا لمصلحة السجون الإسرائيلية».
علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة عن مصدر أمني في وقت لاحق يوم الاثنين، إن مأمور السجن الذي كان يحرس الأسرى اعترف بأنه كان نائما أثناء عملية الهروب.
كما أن الحفرة التي خرجت منها المجموعة خارج السجن كانت أسفل برج مراقبة مباشرة، لكن الحارس كان غارقا في النوم أيضا ولم يلحظ أنهم يفرون، وفقا لموقع «تايمز أوف إسرائيل».
وعلى الرغم من أن سجن «جلبوع» من المفترض أن يكون سجنًا شديد الحراسة، إلا أنه لا يحتوي على سيارة دورية تدور حول السجن للعثور على المخاطر أو محاولات الهروب، كما قال مسؤول كبير في مصلحة السجون.
وأشارت صحيفة «هاآرتس» إلى أنه في العام 2014، تم القبض على أسرى حاولوا الفرار من السجن عبر نفق في اللحظة الأخيرة.
وتشير «تايمز أوف إسرائيل» إلى أن طريقة الهروب تشبه بشكل كبير خطة ظهرت في برنامج تلفزيوني أذيع في رمضان عام 2014 على قناة الأقصى التابعة لحركة حماس، وتضمنت هذه المؤامرة هروب ستة سجناء فلسطينيين من سجن إسرائيلي من نفق حفروه من حمام زنزانتهم.
وقال الموقع إنه قبل يوم من تنفيذ الخطة، طلب زكريا الزبيدي، أكبر سجناء المجموعة الهاربة سنا، نقله إلى الزنزانة التي يوجد بها السجناء الخمسة الآخرون، بحسب ما أفادت به القناة 12، مضيفة أنه تمت الموافقة على الطلب من دون إثارة أية تساؤلات.
وعادة ما تفصل مصلحة السجون الإسرائيلية بين السجناء على أساس انتمائهم التنظيمي، لكن دولة الاحتلال لم يكن لديها أي معلومات استخبارية عن خطة هروب، بحسب القناة.
ويبعد سجن «جلبوع» نحو أربعة كيلومترات عن الحدود مع الضفة الغربية، وهو أشد السجون حراسة في دولة الاحتلال، حيث تحتجز السلطات فيه فلسطينيين مدانين أو يُشتبه بقيامهم بأنشطة مناهضة لإسرائيل.
وقال قائد مصلحة السجون الإسرائيلية في المنطقة الشمالية، أريك يعقوب، إن الهاربين حفروا نفقا على ما يبدو في أرضية مرحاض زنزانتهم للوصول إلى السراديب التي تكونت نتيجة إنشاء السجن.
ويعتقد محققون أنه بعد الخروج من السجن، غيّر الهاربون ملابسهم بسرعة قبل أن ينطلقوا بسرعة بعيدا عن السجن حيث كانت تنتظرهم سيارة. وذكرت القناة 12 أن المجموعة تفرقت هناك، ولم يدخل جميع السجناء السيارة.
وفي مرحلة ما قبل وصولهم إلى السيارة، اكتشف سائق سيارة أجرة بعضهم في محطة وقود قريبة واتصل بالشرطة.
ورجحت القناة استخدام الهاربين هواتف محمولة مهربة، لأنه رغم تشغيل نظام جديد في السجن يمنع استخدام الهواتف المحمولة المهربة من قبل النزلاء، لكن لم يتم تفعيله أبدا.
وكانت القوات الأمنية الإسرائيلية كشفت أنها تستخدم وحدات خاصة للبحث تضم كلابا خاصة بالملاحقات، إضافة للدعم الجوي، كما أقيمت 82 نقطة تفتيش بحثا عن الهاربين.
وتحقق شرطة الاحتلال في احتمال تمكن الهاربين من «الفرار إلى جنين أو إلى الأردن».
يذكر أنه تمكن 6 أسرى فلسطينيين، فجر الاثنين، من الهروب من أحد السجون شمالي إسرائيل، بعد أن حفروا نفقا من داخل السجن حتى خارجه، في وقت بدأت قوات الأخيرة عمليات واسعة النطاق بحثا عن الأسرى الفارين.
ومن أبرز هؤلاء الفارين، القيادي السابق في «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة فتح، زكريا الزبيدي، الذي ينحدر من مدينة جنين القريبة من السجن.
وبالإضافة إلى الزبيدي، فقد هرب 5 آخرون ينتمون إلى حركة «الجهاد الإسلامي»، وحسب المعلومات الأولية، فإن الأسرى الفلسطينيين حفروا النفق على مدى فترة طويلة.