الملحمة مستمرة.. أطباء وممرضون يجرون جراحات دقيقة لمصابين بكورونا.. ومطالبات باعتذار مدبولي بعد اتهام الأطباء بالتقصير (صور)
إنقاذ مريضين من بتر أطرافهم بمستشفيات الساحل والمطرية التعليمي وإصلاح كسر بالساق والكاحل بمستشفى أحمد ماهر التعليمي
تواصل الأطقم الطبية الملحمة البطولية التي تقوم بها منذ بداية انتشار وباء كورونا في مصر، فمن جانبهم قسم النساء بمستشفى المطرية التعليمي بعمل قيصرية طارئة لسيدة تتعالج من فيروس كورونا، وذلك لإنقاذ حياة الجنين الساعة الرابعة صباح اليوم.
وفي سياق متصل أعلنت الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية اليوم عن قيام جراحى الأوعية الدموية بمستشفى الساحل التعليمي والمطرية التعليمي بعمليتين دقيقتين لإنقاذ اثنين من مصابي كورونا من بتر أطرافهم بعد إصابتهم بجلطات حادة، كما قام جراحو العظام بمستشفى أحمد ماهر التعليمي بإصلاح كسر بالساق والكاحل لأحد مصابة كورونا ليتمكن من السير على قدمه مجددا.
وقال الدكتور محمد فوزي السودة، رئيس الهيئة، إن “وحدات الهيئة تضم نخبة من أفضل جراحى الأوعية الدموية داخل مصر ويقدمون يوميا أروع صور التضحية والتفانى فى العمل كغيرهم من باقى أفراد الطواقم الطبية والعاملين بالهيئة والتى تعجز الكلمات عن أن توفيهم حقهم أو أن تعبر عما بداخلنا من إحترام وتقدير لما قدموا وما زالوا يقدموا من تضحيات وإخلاص فى العمل ابتغاءا لمرضاة الله عز وجل ووفاءا للقسم الذى أقسموه أن يبذلوا الغالى والرخيص من أجل رعاية وخدمة المرضى”.
وقال الدكتور عبد الفتاح حجازي، مدير مستشفى الساحل التعليمي، إنه تم حجز مريضة عمرها ٥٢ سنة تعاني من التهاب رئوى مع اشتباه كورونا وتعانى من جلطة حادة بشرايين الطرف العلوى الأيسر وتبين أنها تعانى من السكر وارتفاع بضغط الدم، وتم تجهيز المريضة لإجراء جراحة عاجلة لاستخراج جلطة من الشريان العضدى الأيسر وشرايين أسفل الكوع الأيسر وتماثلت المريضة للشفاء، وتم إنقاذ ذراعها من البتر .
يذكر أنه قام بإجراء العملية من أبطال قسم جراحة الأوعية الدموية د.محمد العدوى ود.مصطفى لبدة ود. مصطفى هانى، ومن طاقم تمريض العمليات مروة فراج وخلود محمد.
وقال د. وائل الدرندلي مدير مستشفي المطرية التعليمي، إنه تم حجز المريض بوحدة الرعاية المركزة فجر الأحد الماضي، حيث كان يعاني من قصور بالدورة الدموية بالطرف السفلي الأيسر وعدوى وبداية حدوث غرغرينة في أصابع القدم اليسرى وصدمة تسممية حادة بالإضافة إلى كونه مريض كورونا، طبقا لما ورد بالأشعة المقطعية على الصدر، وتم تحضير المريض تحت إشراف رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية أ. د. محمد طه لمدة يومين لمناظرة الفحوصات والعرض على استشارى التخدير وأخذ مسحة فيروس كورونا، وتم دخول المريض اليوم العمليات الكبرى بعد استيفاء جميع الفحوصات والعروض الخاصة بالمريض، وتم تخدير المريض بعد توصيله علي المونيتور، وأخذ جميع العلامات الحيوية وتخدير المريض تحت اشراف استشاري التخدير د. وائل الدرندلى وأطباء التخدير د.عزت إسماعيل و.د هدى محمد و.د باسل عبد العزيز وقام أ. د. /محمد طه والفريق المعاون بقيادة د محمد ابو العزايم و د علي سماحة وطاقم التمريض بالعمليات الكبرى ولإنقاذ المريض من بتر كامل الساق تم عمل قسطرة علاجية لتوسيع الشريان الفردى بالبالونة وتوسيع شرايين الساق الثلاثة وبعد نجاح العملية تحت التخدير النصفى تم عمل تنظيف للقدم مع بتر الإصبع الكبير فقط والمريض حالته مستقرة ويخضع للملاحظة على مدار الساعة.
وقال الدكتور أحمد عبد العزيز، مدير مستشفى أحمد ماهر إن المستشفى استقبل مريض مصاب بالكورونا وتبين أنه بحاجة عاجلة إلى إجراء جراحة لإصلاح كسر بالساق والكاحل حتى يتمكن من السير على قدمه مجددا بصورة طبيعية، تم تجهيز المريض بعد إجراء جميع الفحوص اللازمة وقام فريق طبى متميز من جراحى العظام بالمستشفى بإجراء العملية وهم د أحمد عبدالحميد، ود محمد عادل ود أحمد سليمان ود رأفت سامى ود محمد نبيل والتخدير د محى الدين والتمريض مس شيماء العشري والعمال محمود الدسوقى وعطيات وسعاد.
وفي ذات السياق أعلنت اليوم الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية عن تعافى طفلة عمرها 55 يوم من الإصابة بفيروس كورونا المستجد وخروجها من مستشفى الأحرار التعليمي.
وقال الدكتور محمد فوزي السودة، رئيس الهيئة إن هذه الحالة تعد أصغر مريضة مصابة بفيروس كورونا داخل مستشفيات الهيئة، وتم التعامل معها بحرفية شديدة على أيدي طاقم طبي مميز بمستشفى الأحرار التعليمي إلى أن تعافت وخرجت.
وأفاد د. عبد الكريم العراقى مدير مستشفى الأحرار التعليمي بأن الطفلة دخلت المستشفى وعمرها 49 يوم وكانت تعاني من ارتفاع بالحرارة والتهاب رئوي وتشنجات وذلك بعد مخالطتها للأم المصابة بكورونا، وتم عمل مسحة للطفلة، وتبين إيجابيتها وتم حجزها بالعناية المركزة للأطفال تحت إشراف د.جيهان عامر زميل طب الأطفال وتم علاجها طبقا للبروتوكول العلاجي المتبع على أيدى نخبة مميزة من أطباء الأطفال وهم د. طارق دسوقي ود. وفاء جوهر ود. هبه عبدالحميد ود. اسامه الوحلان ود.هدي عبدالفتاح ود. نبيله عبدالله ود. فوزيه محمد ود. رحاب محمد ود. عباده دسوقي والتمريض مس داليا إلى أن استقرت الحاله و تحسنت تماما مع خروج للعزل المنزلي مع الوالدين لإستكمال باقى العلاج طبقا لبروتوكول وزارة الصحة والسكان المتبع حاليا.
وفي أحدث حصيلة رسمية أعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس الأربعاء، أنه تم تسجيل 1420 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا لفيروس كورونا، ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى وفاة 85 حالة جديدة.
وأضاف أن المحافظات التي سجلت أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا هي “القاهرة، الجيزة والقليوبية”، بينما سجلت محافظات “البحر الأحمر، مطروح وجنوب سيناء” أقل معدلات إصابات بالفيروس.
وذكرت الوزارة أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الأربعاء، هو 59561 حالة من ضمنهم 15935 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و2450 حالة وفاة.
وأعلنت عن خروج 400 من المصابين بفيروس كورونا من مستشفيات العزل والحجر الصحي، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 15935 حالة حتى أمس.
وقال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، إن عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا ارتفع ليصبح 17434 حالة، من ضمنهم الـ 15935 متعافيًا.
وفيما يتعلق بأزمة تصريحات رئيس الوزراء التي اتهم فيها الأطباء بالتقصير، طالبت نقابة أطباء القاهرة مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بالاعتذار عن اتهامه للأطباء، وذكرت في بيان بتوقيع شهداء الأطقم الطبية: “لقد صُدِمنا من تصريحكم الأخير بأن سبب زيادة الوفيات لجائحة كورونا هي تقاعس بعض أفراد الأطقم الطبية وهنا نحيطكم علماً بالحقائق التي ربما لم تتضمنها التقارير المقدمة إليكم من وزارة الصحة والتي يُبني عليها رأيكم”.
وتابع البيان: “منذ بداية الجائحة والأطقم الطبية وعلى رأسها أطباء وتمريض مصر في مواجهة الجائحة في ظروف شديدة السوء من حيث عدم توفير الواقيات الشخصية والتدريب الكافي، وكذلك الإمكانيات. ورغم ذلك لم يتأخر أي من أعضاء الفريق الطبي في التواجد في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة”.
وأضاف بيان أطباء القاهرة: “كان هناك تأخر وسوء إدارة من وزارة الصحة في تنظيم الأوضاع بالمستشفيات التى صدر قرار بتحويلها إلى مستشفيات فرز وعزل لحالات كورونا بشكل مفاجئ في اليوم السابق لإجازة عيد الفطر مباشرة دون الترتيبات الملائمة وبغير التدريب الكافى لغير المتخصصين من الفريق الطبى على التعامل مع حالات كورونا ودون توفير الوقايات الشخصية وكذلك دون التدريب الكافى على أساليب مكافحة العدوى وعدم تصميم مسارات آمنة وفق ضوابط مكافحة العدوى مما نتج عنه زيادة متسارعة في أعداد الشهداء من الأطباء والفريق الطبي والمصابين وأيضا أهاليهم ، ورغم ذلك لم تغلق مستشفي واحدة بسبب التقاعس المُدَّعى عن أفراد الفريق الطبي. وكان المواطنون يتوافدون علي المستشفيات فيجدون الأطباء، ولكن كان النقص الحقيقي في توافر عدد الأسرة وخصوصا أسرة الرعاية المركزة”.
وقال البيان: “صدرت من وزيرة الصحة أرقام غير دقيقة وتحتاج مراجعة لإثبات صحتها عن توافر أَسِرَّة الرعاية ولذلك نرجو إصدار أمر فوري لوزيرة الصحة بعمل تقرير يومي معلن عن أماكن أَسِرَة الرعاية المركزة الخالية حتي يتوجه لمكانها المصابين دون أي تأخير، ويمكن بتقنية بسيطة عمل تطبيق يتم توفيرالمعلومات فيه عن الأماكن الخالية بحيث يتوجه لها المريض مباشرة بدلا من رحلة العذاب في البحث عن سرير خال. والأمر شديد البساطة لو أنه هناك أسرة بالفعل”.
وأضاف: “لا يوجد حتى الآن إحصائيات رسمية عن خسائر الفريق الطبي من الأرواح والإصابات ولذا نرجو منكم الإعلان عن شهداء وإصابات الأطقم الطبية وإصدار بيان رسمى بالأسماء والأعداد حتى يعرف الشعب تضحيات الأطقم الطبية ويرفع لهم يد التحية في وقت هم في أمَّس الحاجة إلى التقدير المعنوي في وقت غاب فيه أي تقدير وغابت إلى حد كبير بيئة العمل المناسبة والتى تمكنهم من أداء مهامهم الإنسانية”.
وتابع:”كما نطلب منكم وفوراً عمل دراسة علمية وحقيقية من قبل لجنة علمية محايدة تفسر الأسباب وراء ارتفاع معدل وفيات وإصابات الفريق الطبي بالمقارنة بدول العالم كلها، والإجابة عن الأسئلة الهامة، هل القصور فى تنفيذ برامج مكافحة العدوي؟ هل عدم توافر الواقيات الشخصية وعدم مطابقاتها للمواصفات القياسية؟ هل عدم وجود تدريب كاف علي مكافحة العدوى وعلى التعامل مع الوباء تقدمه وزارة الصحة لأفراد الأطقم الطبية؟، هل هو عمل الأطباء تحت التهديد الأمني للقبول بالعمل دون الحد الأدني المقبول من الحماية والتدريب؟ هل سوء ادارة من وزارة الصحة للملف كله دون أى رؤية واضحة أو تخطيط كاف؟ هل كل ذلك مجتمعا أم هى أسباباً أخرى؟، ننتظر من سيادتكم دراسة علمية بالأرقام والإحصاءات والتحليلات المقبولة حتى يتسنى إنقاذ العديد من أرواح الفرق الطبية فى الأيام القادمة• تشكو سيادتكم من تقاعس بعض أفراد الفرق الطبية، كما تروج وزيرة الصحة للنقص فى عدد الأطباء كسبب لقصور تقديم الخدمة الطبية اللائقة . ووصل الأمر لتأجيل الموافقة على الأجازات الوجوبية والمطالبة بعودة (أطباء المعاش) للعمل رغم سنهم وأمراضهم المزمنة، وفى نفس الوقت تعرقل استلام شباب الاطباء (حوالى 7000 آلاف طبيب تكليف من شهور)، الأمر غير مفهوم على مستوى المنطق؟!”.
وأكد أطباء القاهرة أنهم يخشون أن “تكون تلك التصريحات الأخيرة تمهيدا لتحميل الأطباء مسؤولية التفاقم المتوقع للإصابات والوفيات فى ظل القرارات الأخيرة لتخفيف القيود فى ظل ذروة الجائحة وغياب أى مؤشر موضوعى عن بدء انحسارها الأمر الذى نراه شديد الخطورة، نحذر من عواقبه الوخيمة على طاقة المنظومة الصحية. وندعو المسؤولين إلى مراجعة الأمر”.
وتابع: “نؤكد بقوة على ما جاء في بيان نقابتنا العامة من طلب الاعتذار منكم للأطقم الطبية متوازيا معه دراسة علمية سريعة عن أسباب زيادة خسائر الأطقم الطبية على أن تبنى هذه الدراسة على التقارير العلمية والاحصائية والتحليلية وعدم الإكتفاء بالتقارير والبلاغات الادارية والأمنية. فالملف العلمى هو النظارة الحقيقية التى يتحلى بها صاحب القرار ليتمكن من تكوين رؤية و التخطيط الجاد”.
واختتم البيان: “كما نحملكم كامل المسئولية عن زيادة الاعتداء على الأطقم الطبية في المستشفيات مما يزيد خسائر الوطن في ظل التأخر عن تشريع يحمي الأطقم الطبية ويجرم الاعتداء عليهم وذلك بعد تقديم الأطقم الطبية للمواطنين كسبب غير علمي وغير حقيقي عن سوء إدارة ملف الوباء”.
وفي وقت سابق أعلنت نقابة الأطباء رفضها لما صرح به مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بأن عدم انتظام بعض الأطباء كان سبباً في ازدياد عدد الوفيات، لافتة إلى أنه تجاهل الأسباب الحقيقية من عجز الإمكانيات وقلة المستلزمات الطبية والعجز الشديد في أسرة الرعاية المركزة.
ودعت النقابة رئيس الوزراء لمراجعة كشوف وفيات الأطباء منذ بداية أزمة كورونا، حيث وصل عدد شهداء الأطباء إلى قرابة المئة طبيب وطبيبة والإصابات إلى أكثر من ثلاث آلاف مصاب.
وقال مدبولي، الثلاثاء الماضي، إن مصر لديها إرث ساهم في تدهور هذا القطاع الصحي بالمحافظات، ورغم ذلك “أعتقد أننا نجحنا بنسبة معقولة أسوة بدول المنظومة الصحية بها أعلى كثير وذلك في مواجهة فيروس كورونا المستجد”.
وتابع خلال مؤتمر صحفي: “حدث تغيب عدد من الأطباء، وهو ما لاحظناه ورصدناه في بعض الأماكن وعدم انتظام الأطقم الطبية في أداء عملها، ووجهنا المحافظين باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك”.
وقال الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس نقابة الأطباء في وقت سابق، إن إجمالي وفيات الأطباء ارتفع إلى 97 طبيبًا حتى الآن.