المصريون ورمضان في زمن كورونا؟.. لا عزومات وأجواء رمضانية غائبة: الشرا على القد
كتب- إسلام الكلحي
يستقبل المصريون شهر رمضان، بحال غير حال كل عام، حيث يحل الشهر الكريم هذا العام في ظل ظروف استثنائية، بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، التي ستفقد رمضان أهم مميزاته وخصوصياته، في ظل حظر تجوال مفروض على البلاد، وتعذر إقامة صلاة التراويح بالمساجد، وتباعد اجتماعي مطلوب للحد من انتشار المرض يجعل من العزائم والولائم العائلية أمر يجب التخلي عنه أو التقليل منه.
محمود.. لا فطار خارج المنزل
يقول محمود سعيد، صحفي مصري، إنه اشترى احتياجات شهر رمضان كما هو الحال في العام الماضي، دون أي تغيير، لكنه يؤكد أن استقبال الشهر الكريم هذه السنة «مختلف» فهو لا يشعر بالأجواء التي تسبقه رغم أنه لم يتبق سوء بضعة أيام عن حلول الشهر.. «مش حاسس إن فيه رمضان».
ويشير سعيد، البالغ من العمر 28 عاما، الذي اشترى احتياجات رمضان من بعض أسوق الجملة في منطقة السيدة، إلى أنه بالأساس لا يبالغ في شراء الياميش خلال شهر رمضان؛ فقط يشتري ما يكفي البيت طوال الشهر.. «مش بشتري كميات؛ مثلا المكسرات.. نص كيلو من الأنواع المعروفة وبتكفينا».
وبالرغم من أن سعيد، لديه طفلة تجاوز عمرها السنة بقليل، إلا أنه اشترى لها فانوسا لكي تشعر أسرته بأجواء رمضان، التي تفتقدها بسبب الظروف التي فرضها فيروس كورونا وأجبرتهم على البقاء في المنزل، حيث يقول «محبوسين أنا ومراتي وبنتي في البيت طول الوقت».
«للأسف السنة دي هنقطع عادة اننا نفطر عن والدتي أول يوم»، يقولها الصحفي الشاب، الذي يحاول هذه الأيام، إقناع والدته وأقربائه وأصدقائه بالتخلي عن عادة إقامة العزائم والولائم العائلية لوجبة الإفطار في شهر رمضان لهذا العام، أو التقليل منها، بسبب فيروس كورونا.
يذكر أن نسبة تقدر بـ 53.8% شاركوا في استطلاع أجراه موقع «درب» أكدوا أنهم لم يشتروا حتى الآن احتياجاتهم من سلع شهر رمضان، فيما قام 46.2% بشراء سلع الشهر. وقال 61.5% من المستطلع رأيهم إنهم خفضوا كمية سلع رمضان بسبب تأثر أوضاعهم ماديا نتيجة أزمة فيروس كورونا، فيما قال 38.5% إنهم يشترون السلع بشكل طبيعي مثل كل عام دون أي تخفيض للكمية.
محمد.. خفض مشترياته لكنه تمسك بالعزومات
مع اقتراب شهر رمضان، زيّن محمد حسين، 27 عاما، غرفة ابنه الصغير، لاستحضار أجواء الشهر الكريم الغائبة، حسبما يرى، بسبب تفشي فيروس كورونا، لكنه خفض الاحتياجات الشهر من سلع غذائية وياميش، بسبب تخفيض راتبه، بسبب مرور الشركة التي بعمل بها بأزمة مالية قبل ظهور فيروس كورونا.
يقول حسين، إن الشركة لم تخفض راتبه مرة ثانية مع أزمة كورونا، لكن التخفيض السابق، جعله يخفض من ميزانية البيت، وامتد الأمر لكمية الطعام التي تعدها زوجته.. «بنزل اجيب اللى يمشيني ويمشي بيتي مش بشكل يومي بس على الاقل اللى يكفيني 3 ايام، وعلى مستوى الاكل خفضنا من الكمية اللى كنا بنطبخها يعني مثل لو كنا بناكل فرخة انا ومراتي بناكل نص دولقتي».
ويشير حسين، إلى أن نفس السياسية التي يتبعها قبل رمضان سيتبعها مع الشهر الكريم.. «هشتري اللي يمشيني، والحاجة اللى كانت بتكفيني أسبوع هخليها تكفيني اسوع ونص أو أسبوعين».
لكن حسين الذي ينوي قضاء أيام من رمضان في مسقط رأسه بإحدى محافظات الدلتا، لا يجد أي مشكلة في إقامة العزومات والولائم العائلية خلال الشهر الكريم التي ينصح البعد بالتخلي عنها هذا العام للحد من انتشار المرض، حيث يقول: «لو اتعزمت هروح، واحتمال يكون عقيقة ابني في رمضان فهعزم قرايب وحبايبي كمان».
ويشار إلى أن 76.9% ممن شاركوا في استطلاع «درب» أكدوا أنهم لم يشتروا فوانيس/ زينة رمضان لأطفالهم، لكن الأسباب تباينت ما بين «مفيش فلوس» و«سنهم كبير على الفوانيس»، «ابني لسه صغير»، و«سوء الأوضاع المادية» وصولا إلى «لسه منزلتش اشتري لكن ناوي انزل اجيب».
عمر.. هي إيه حاجة رمضان؟
«هي إيه حاجة رمضان».. يقولها عمر جاد (اسم مستعار)، وهو مدرس في إحدى المدارس الحكومية، مشيرا إلى أنه لا يغير من مشترياته الشهرية مع حلول شهر رمضان من كل عام سوى بشراء «البلح والعصير».
وعن أجواء رمضان، أكد جاد أنه لا يشعر بأي أجواء هذا العام بسبب أزمة كورونا وحظر التجوال المفروض على البلاد، لكنه يرى أن لهذا الأمر ميزة.. «مفيش نزول وقت الصيام إلا للضرورة، وطبعا مفيش عزومات ولا هتنزل من البيت بعد الفطار فتلاقي مطاعم ومحلات حلويات فاتحه وتتدبس في شراء حاجات بحجة أنك طول اليوم صايم ونفسك تاكل مثلا كنافة وبسبوسة».
محمود.. صلاة التراويح في البيت
لم يغير محمود مصطفى، 37 عاما، محاسب، من استعداداته لاستقبال، حيث اشترى احتياجات زوجته من سلع رمضان كما يفعل كل عام دون تغيير، وأحضر لأبنته الصغيرة «فانوس».
ويقول مصطفى إن أكثر ما سيفتقده في رمضان هذا العام هو صلاة التراويح التي سيتعذر إقامتها بسبب أزمة فيروس كورونا، لكنه أكد أنه مع قرار غلق المساجد للحد من انتشار المرض، وقال إنه سيصلي التراويح في البيت، وسيحرص على البقاء في المنزل وعدم تلبية دعوة أي عزومة خلال الشهر أو إقامة وليمة عائلية في بيته.
حسام.. مصري يقضي رمضان في الخارج
الأجواء الرمضانية، بالنسبة لـ حسام المغربي، صحفي مصري، يُقيم في المملكة العربية السعودية «تختلف جزئيا عن مصر»، حسبما كان يرى في السنوات السابقة، لذا كان يستدعيها هو وأصدقاءه من المصريين بالمملكة من خلال إقامة العزومات والولائم في وجبة الإفطار. لكن الأمر ذلك لن يكون متاحا هذا العام.
يقول المغربي، البالغ من العمر 34 عاما، لـ«درب»: «في ظل هذه الأوضاع الحرجة من تداعيات فيروس كورونا هنتخلى عن العادات دي ونلتزم بالإجراءات الوقائية ونفضل في البيت».
يذكر أن 69.2% ممن شاركوا في استطلاع «درب» قد أكدوا أنهم سيتخلون عن العزومات والولائم في وجبة الإفطار خلال شهر رمضان لهذا العام بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فيما قالت النسبة الباقية إنها لن تتخى عن ذلك.