القمع لا يستثنى المرأة.. ارتفاع حصيلة الصحفيات المحتجزات في مصر خلال 2022 إلى 5 زميلات: الصحافة ليست جريمة
كتب- درب
في مطلع 2022 كانت صحفية مصرية واحدة تقبع خلف القضبان من أصل 25 صحفيا في الحبس آنذاك؛ لكن على مدى الأشهر الإثنى عشر الماضية زادت حصيلة الصحفيات المحتجزات.
فمع نهاية العام 2022 وصل عدد الصحفيات المحتجزات في السجون المصرية إلى 5 زميلات مع استمرار قمع السلطات للصحفيين واستهدافهم الذي يطال المرأة ولا يستثنيها شأنها شأن الرجل، ليشكلن 17.86% من إجمالي الصحفيين المحبوسين البالغ عددهم الآن 28 صحفيا.
في هذا التقرير يسلط «درب» الضوء على الأربع الصحفيات اللواتي انضممن إلى المصورة علياء نصر الدين حسن، التي كانت الصحفية الوحيدة خلف القضبان في العام 2022 حتى شهر أبريل.
صفاء الكوربيجي
فجر 21 أبريل من العام الجاري، ألقت قوة من الشرطة القبض على الصحفية بمجلة الإذاعة والتلفزيون صفاء الكوربيجي، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق العاملين بماسبيرو، من منزلها بحي المقطم،
وبحسب ما روى المحامي علي أيوب، من تفاصيل واقعة القبض على موكلته، حضرت قوة أمنية حضرت «مدججة بالسلاح» إلى مسكنها بالمقطم وصعدوا إلى الدور الثانى حيث تقطن وقاموا بكسر باب الشقة لنصفين، وقاموا بتفتيش الشقة وقطع سلك الراوتر الخاص بالواي فاي.
وأضاف أيوب أنه «تم التحفظ على جهاز لاب توب وتابلت خاص بموكلتي، وقاموا ببعثرة محتويات الشقة وسمحوا لها بارتداء ملابسها وتجهيز شنطتها واقتادوها إلى مكان غير معلوم».
ولمدة ثلاثة أيام كان مكان احتجاز «الكوربيجي» غير معلوم إلى أن كشفت المحامية هالة دومة في تصريحات لـ«درب» عن عرض الزميلة على نيابة أمن الدولة العليا، يوم الخميس 21 أبريل على ذمة القضية 441 لسنة 2022، حيث وجِّهت لها اتهامات منها، اﻻنضمام إلى جماعة محظورة والترويج لأفكارها، وبث أخبار وبيانات كاذبة، قبل أن يتم ترحيلها لسجن القناطر.
وخلال تحقيقات النيابة تم مواجهة الكوربيجي، وهي من ذوي الهمم ومصابة بإعاقة حركية بنسبة 85% في إحدى قدميها، بفيديوهات «اللايف» الموجودة على صفحتها على «فيسبوك» كأحراز. وهذه الفيديوهات ارتبطت بحركة الاحتجاج داخل ماسبيرو ضد إدارة الهيئة الوطنية للإعلام.
هالة فهمي
بعد يومين من القبض على الصحفية صفاء الكوربيجي، ألقت قوة أمنية القبض على الإعلامية هالة فهمي. وبعد أيام من الاختفاء والمطالبة بالإعلان عن مكان احتجازها وإخلاء سبيلها، ظهرت أمام نيابة أمن الدولة العليا، التي حققت معها في القضية 441 لسنة 2022.
وقال المحامي الحقوقي، خالد علي، في تصريحات سابقة إن أول جلسة تحقيق مع فهمي كانت الأحد 24 أبريل بنيابة أمن الدولة، ولم يحضر معها أي من المحامين، لأننا لم نعلم بالقبض عليها أو التحقيق معها.
وأضاف علي في تصريح، الثلاثاء 26 أبريل 2022: «النهاردة كانت جلسة استكمال التحقيق معها بالنيابة وشاهدها زملائى المحامين وطلبت منهم إبلاغي بضرورة الحضور فذهبت لها فوراً».
وتابع: «عندما دخلت لغرفة التحقيق قبل وصولى رفضت الإدلاء بأي أقوال إلا في حضوري فقررت النيابة تأجيل التحقيق لباكر، وتمكنت من مقابلتها والاطمئنان عليها لكن النيابة كانت قد أجلت جلسة التحقيق، وهي محبوسة 15 يومًا على ذمة تحقيقات القضية 441 لسنة 2022 حصر أمن دولة».
وفي اليوم التالي – 27 أبريل 2022 – قال المحامي الحقوقي خالد علي، إن النيابة واجهت الإعلامي هالة فهمي بفيديو للغير «قامت بتشييره (مشاركته) على صفحتها ومضمون الفيديو يشتمل على أحاديث حول الاستثمارات الإماراتية وما أثير بشأن شراء بعض الأصول». ووجهت النيابة لها تهم مشاركة جماعة إرهابية (إثارية) فى تحقيق أغراضها، والتحريض على ارتكاب جرائم إرهابية، ونشر بداخل البلاد وخارجها أخبار وإشاعات وبيانات كاذبة.
وقال خالد علي في تصريحاته آنذاك، إن فهمي ذكرت أن قوة الضبط أخذت منها مفاتيح شقتها وثلاثة تليفونات ومبلغ 12 ألف جنيه، ولا تعلم هل تم إثبات ذلك بمحضر الضبط من عدمه.
ودافعت فهمي عن نفسها بتحقيقات نيابة أمن الدولة، قائلة: «تاريخي مرئي ومسموع على مدار 35 سنة، وتاريخي كافي للرد على التهم المُلفقة، واللي حصل معايا هو الإرهاب» بحسب ما ذكر المحامي الحقوقي نبيه الجنيدي.
يذكر أن الإعلامية هالة فهمي، كبير مقدمي برامج بدرجة مدير عام بالتلفزيون المصري، وكانت تقدم برنامجا أسبوعيا اسمه «الضمير» مساء كل ثلاثاء على شاشة القناة المصرية، واشتهرت خلال العام 2013 بعد خروجها على الهواء مباشرة فى برنامجها وهى تحمل كفنها على يدها وقت حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وهجومها الحاد على وزير الإعلام السابق صلاح عبد المقصود.
دنيا سمير
في 3 أغسطس 2022، كشف المحامي الحقوقي خالد علي، تفاصيل واقعة القبض على الصحفية دنيا سمير في محافظة جنوب سيناء، لافتا إلى أنه تم القبض عليها في مايو الماضي ومحبوسة احتياطيا على ذمة القضية رقم 440 لسنة 2022 حصر أمن دولة عليا.
وقال علي، إن سمير تواجه اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها مودعة بسجن القناطر الخيرية.
وطالب خالد علي بالإفراج عنها خاصة وأن لديها 4 أطفال، وأنها تطلب الرحمة لهم وإخلاء سبيلها بأي تدابير احترازية من أجل مستقبلهم، وأنها لم تراهم منذ القبض عليها ولا يزورها أحد بمحبسها.
ووفقا لمنظمات حقوقية جرى القبض على الصحفية دنيا سمير في 27 مايو الماضي، وجرى عرضها على نيابة أمن الدولة العليا في 29 مايو؛ وهي محتجزة حاليا في سجن القناطر نساء.
وقالت منظمات حقوقية مصرية إن القبض على الصحفية دنيا سمير وضمها للقضية 440 لسنة 2022، جاء بعد نشرها فيديو يوضح تعرضها لمضايقات من جانب محافظ جنوب سيناء.
منال عجرمة
في مطلع نوفمبر، ألقت قوة أمنية القبض على الصحفية منال عجرمة، نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون، من منزلها بالتجمع الخامس، وظلت مختفية حتى ظهورها في نيابة أمن الدولة لاحقا.
ظهرت صاحبة الـ61 عامًا في النيابة يوم 3 نوفمبر على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1893 لسنة 2022 حصر أمن دولة، حيث وجهت لها اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها، التحريض على ارتكاب فعل إرهابي، الاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب فعل إرهابي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في جريمة الترويج لفعل إرهابي.
وقبل أيام من نهاية العام 2022، جددت نيابة أمن الدولة، الإثنين 26 ديسمبر الماضي، حبس الكاتبة الصحفية منال عجرمة. ووفقا للكاتب الصحفي كارم يحيى، تجديد حبسها جاء على الرغم من حالتها الصحية الخطيرة والإبقاء عليها دون رعاية طبية ترحمها من آلام العمود الفقري والعظام.
وأشار يحيى إلى أنها شكت من احتجازها داخل عنبر 3 في سجن القناطر المخصص للجرائم الجنائية بما في ذلك القتل.
يذكر أن «درب» رصد وجود 28 صحفيا خلف القضبان مع نهاية 2022، بعضهم تجاوزت سنوات في الحبس، بالإضافة إلى إخفاء الزميل محمود سعد دياب، الصحفي بمؤسسة الأهرام وعضو نقابة الصحفيين.
ويمثل هذا الرقم زيادة عن العام 2021، حيث بلغ عدد الصحفيين السجناء فيه 25 صحفياً، بحسب تقرير صادر عن اللجنة الدولية لحماية الصحفيين وثق إحصاء الصحفيين السجناء حول العالم.
ويواجه الصحفيون المحبوسين اتهامات ببث ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وذلك رغم اختلاف القضايا المحبوسين على ذمتها.