القصة الكاملة لاعتداء أهالي مريضة على طبيب بالغربية لرفضهم قراره بمشاركة أخرى لها بغرفة المستشفى.. والنيابة تُحقق في الواقعة
مدير المستشفى يلجأ للشرطة وتحرير محضر الاعتداء باسم المستشفى.. وأطباء يطالبون بالتصدي لظاهرة الاعتداء على الأطقم الطبية
أمين النقابة: نناشد الداخلية تحرير محاضر الاعتداء على المستشفيات بناء على البلاغ المقدم من مديرى المنشأة وليس باسم الطبيب المعتدى عليه
منى مينا: واقعة بشعة ونطالب بإقرار سريع لتشديد عقوبة التعدي على المستشفيات والأطقم الطبية
كتب: عبد الرحمن بدر
أثارت واقعة الاعتداء على الطبيب نشأت الصياد، أخصائي العظام بمستشفى السنطة بالغربية من أهالى مريضة أثناء نوبتجيته في العزل، ردود فعل غاضبة بين الأطباء، وطالبوا بمحاسبة المعتدين، ومنع تكرار مثل هذه الحوادث، وقال الدكتور إيهاب الطاهر، عضومجلس نقابة الأطباء، إن تكرار الاعتداء على الأطباء يساوي تقاعس جميع الجهات المختصة.
وأدانت نقابة الأطاء في بيان لها، الواقعة، وقالت إن السبب هو قراره بإدخال مريضة كورونا بجوارمريضة أخرى محتجزة بالحجرة !!.
الدكتور نشأت الصياد روى تفاصيل الواقعة، قائلا، إنه أثناء مباشرته لعمله وصلت سيدة مصابة بكورونا إلى المستشفى فى الساعة الواحدة والنصف صباحاً مما استدعى حجزها ولم يكن هناك سوى سرير واحد غير مشغول فى حجرة بها مريضة كورونا أخرى، لكن أهل هذه المريضة وعددهم خمسة رفضوا إدخال الحالة الجديدة للحجرة معتبرين أنها حجرة خاصة لمريضتهم.
وتابع الطبيب: “مارس الخمسة ( أربعة رجال وسيدة ) كافة أشكال البلطجة على التمريض والموظفين، فما كان منه إلا التدخل لتنفيذ الحجز موضحاً أنها مستشفى حكومى وليست حجرة فى مستشفى خاصة”.
وأضاف الصياد أنه “فوجىء بتعدى أهل المريضة عليه ضرباً مما نتج عنه شرخ وكسور فى ذراعيه وسحجات فى جسده بالإضافة للذعر والرعب للمرضى والتكسير والتلفيات التى أحدثوها بالمستشفى.. تم استدعاء الشرطة التى أصطحبت الجميع إلى قسم الشرطة ( المعتدين والمعتدى عليه ) لعمل محضر”.
بدوره توجه مدير المستشفى الدكتور محمد يونس، ومعه الوكيل إلى القسم لعمل محضر اعتداء على منشأة طبيبة، تنفيذا لقرار وزيرة الصحة باعتبار أي اعتداء على عضو من الفريق الطبى داخل مقر عمله هو اعتداء على المنشأة، ويتم تحرير المحضر بذلك.
وقال الدكتور بهاء توفيق، نقيب أطباء الغربية، إن ضباط القسم رفضوا في البداية تحرير محضر الاعتداء باسم المستشفى، وأصروا على تحريره باسم الطبيب المعتدى عليه، وتم حجز الطبيب للعرض على النيابة.
وتابع: “تواصلت فى الساعة الثانية والنصف صباحاً مع اللواء محمود عيد، مساعد مدير أمن الغربية، والذى استجاب بعد سماعه تفاصيل الحادث لطلبى بمنع حجز الطبيب، وتحرير المحضر باسم المستشفى وليس باسم المعتدى عليه، وتواصل مع ضباط القسم واستجابوا وتم عمل المحضر باسم المستشفى وانصراف الطبيب لبيته، وتم حجز المعتدين بعد تقديم مدير المستشفى لتقرير بحصر الخسائر والتلفيات التي نتجت عن الاعتداء”.
وأضاف توفيق: “فى صباح اليوم التالى تم عرض 4من المتهمين على النيابة التى أصدرت قراراً بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق”.
بدوره ندد الدكتور أسامة عبد الحي، أمين عام الأطباء، بتلك الظاهرة التي وصفها بالمتكررة فى المستشفيات بسبب عدم كفاية الإجراءات الرادعة لها.
وقال إن النقابة طالبت كثيرا بضرورة تغليظ عقوبة الاعتداء على الأطباء أسوة بماحدث فى دول أخرى انتشرت فيها تلك الظاهرة وكان من شأن تغليظ العقوبة بها أثر كبير جدًا فى تحجيم إنتشارها كما فى السعودية والكويت و العراق والأردن.
وتابع: “كما نعيد التأكيد على ضرورة الالتزام بالمنشور الدورى الذى أصدرته وزارة الصحة لكل مديرى المستشفيات والهيئات الصحية بالإبلاغ الفورى عن أي واقعة أاعتداء على الأطباء، وأن يتم تحرير المحضر في قسم الشرطة باسم المنشأة الطبية بواسطة المدير أو الوكيل او المدير الإدارى أو المدير المناوب) وأن يذكر فى المحضر اسم الطبيب أواسماء الطاقم الطبى كمعتدى عليه وليس كمبلغ أو كطرف فى المشاجرة”.
وناشد أمين عام النقابة وزير الداخلية بأن يتم تحرير محاضر الاعتداء على المستشفيات بناء على البلاغ المقدم من مديرى المنشأة أو المدير المناوب وليس باسم الطبيب المعتدى عليه، حتى نضمن تكييف الواقعة على أنها اعتداء على المنشأة الطبية وافراد الطاقم الطبى أثناء عملهم وليس مشاجرة بين أفراد الطاقم الطبى وأهل المريض، حتى لاتنتهى بالضغط على الطبيب للتصالح كما يحدث عادة، حسب قوله.
وأضاف عبد الحي: “للأ سف مازال أمن للمستشفيات يعانى من ضعف وقصور شديد فى مواجهة هذه الظاهرة أو الحد منها”.
الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء السابقة، علقت على الواقعة بقولها: “البشع في الخبر مش بس تكرار كارثة التعدي على الأطباء والمستشفيات دون رادع وده بيفكرنا بالتعطيل الغير مفهوم لإقرار مجلس النواب لتشريع يشدد عقوبة الاعتداء على المستشفيات ويمنع قصص الاستعباط الخاصة بمحضر قصاد محضر”.
وتابعت: “البشع كمان إن أهل المريض موجودين داخل مستشفى العزل وقسم العزل عادي .. وبيحددوا سياسة القسم في مين يدخل ومين ما يدخلش”.
واختتمت منى مينا: “أعتقد كده في 3 نقاط مهمة جدا، التعامل بجدية وحزم في الموضوع .. حتى يتلقى المعتدي عقابه، إقرار سريع لتشديد عقوبة التعدي على المستشفيات والأطقم الطبية، مهم جدا نرجع نفصل حالات العزل في مستشفيات كلها مستشفيات عزل.. مغلقة من الخارج مش مفتوحة وسبهللة كده.. بلاش المستشفيات المختلطة اللي جزء منها عزل وجزء منها حالات عادية..لإن ده أثبت إنه بيمنع فعلا أي قدرة على العزل ..وبيساعد على نقل العدوى للمرضى الآخرين وأهاليهم والفريق الطبي”.