الفارون عبر تركيا.. ألمانيا واليونان للاجئين: حدودنا ليست مفتوحة أمامكم
أطلقت شرطة الحدود اليونانية الغاز المسيل للدموع، صباح اليوم، على مئات من المهاجرين واللاجئين، الذين يحاولون الدخول من تركيا، بينما تمضي سلطات أثينا قدما في خطتها للترحيل السريع للأشخاص الذين لا يزالون يصلون إلى جزر بحر إيجه.
وأظهرت تقارير تلفزيونية الشرطة وهي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع عبر السياج الحدودي، وهو الأمر الذي يحدث بشكل منتظم منذ أن منعت تركيا المهاجرين من محاولات الوصول إلى اليونان وأوروبا الأسبوع الماضي.
وكان بالإمكان أيضا رؤية قنابل الغاز المسيل للدموع أيضا وهي تقذف من الجانب الآخر. ولم يتضح على الفور من أطلق تلك القنابل.
وذكرت مصادر يونانية أن حوالي 12500 مهاجر احتشدوا عبر الحدود في منطقة “افروس” في شمال شرق البلاد. وفي الوقت نفسه، نشرت البحرية اليونانية سفينة في ليسبوس، حيث تخطط لوضع المهاجرين الجدد على متنها وإبقائهم هناك حتى نقلهم إلى معسكر مغلق في البر الرئيسي.
ومن هناك، يتم ترحيل المهاجرين سريعا إلى دولهم، طبقا لما قاله أحد مسؤولي خفر السواحل لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في الجزيرة.
وأعرب رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين يوم الثلاثاء عن دعمه لجهود اليونان لحماية حدودها مع تجمع الآلاف من المهاجرين بعد أن فتحت تركيا حدودها للسماح لهم بدخول أوروبا.
وحاولت مجموعة من المهاجرين إجبار السلطات على الدخول عبر معبر “بازاركولي – كاستانييس”، لتضطر قوات الأمن اليونانية لاستخدام الغاز المسيل للدموع من أجل تفريقهم، وفقا لما ذكرته محطة “ERT” اليونانية العامة.
وعلقت اليونان النظر في طلبات اللجوء بحجة أن “ذلك لا يمثل انتهاكا للمعاهدات الدولية في ظل دخول اللاجئين بشكل كبير وليس بشكل فردي”، وتم اعتقال 183 شخصا في الأيام الأخيرة لمحاولة دخول اليونان؛ وأدين عدد آخر بالسجن أربعة سنوات وغرامة 10 آلاف يورو.
واتهمت اليونان تركيا بالتحريض على الدخول الجماعي للمهاجرين واللاجئين، وذلك بعدما قررت أنقرة فتح الحدود أمام المهاجرين بعد مقتل 30 جنديا في قصف للقوات السورية على إدلب، آخر معاقل الميليشيات الإسلامية المدعومة من تركيا والتي تقاوم نظام بشار الأسد المدعوم من روسيا.
وتحاول الحكومة الألمانية عن طريق وسائل التواصل حثّ اللاجئين على البقاء في تركيا وعدم الدخول إلى اليونان وبعدها إلى ألمانيا، بالتشديد على أن حدود الاتحاد الأوروبي وألمانيا “ليست مفتوحة” أمام اللاجئين والمهاجرين من تركيا.
وقال وزير الداخلية الألماني هورست زي هوفر، في تغريدة نشرها باللغة العربية على موقع توتير أمس الثلاثاء الثالث من مارس، جاء فيها: “نحتاج إلى النظام على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. سوف ندعم اليونان بكل ما أوتينا من قوة في هذا الصدد. ان حدود أوروبا ليست مفتوحة أمام اللاجئين من تركيا. وينطبق هذا على حدودنا أيضا”.
إلى جانب اللغة العربية، نشرت هذه التغريدة أيضا بالغة الفارسية والإنجليزية والألمانية.
ويتزامن ذلك مع استمرارتوافد مئات المهاجرين إلى الحدود التركية اليونانية أملا في دخول الاتحاد الأوروبي، رغم القسوة التي يتعرضوا لها من قبل الشرطة اليونانية التي تمنعهم من دخول أراضيها.
ولا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدد الاتحاد الأوروبي بإرسال “ملايين” اللاجئين إلى أراضيه، طالما ظلت بروكسل “متقاعسة” في الإيفاء بواجبها اتجاه أنقرة، وفق أردوغان.
وانتقدت المنظمات الحقوقية الألمانية بشدة موقف الحزب المسيحي الديمقراطي (حزب ميركل) الساعي إلى تأمين الحدود “دون الاكتراث” إلى وضع آلاف الأشخاص العالقين في ظروف غير إنسانية شديدة القسوة، وهو ما “يتناقض” مع روح الفكر الأوروبي.