العفو الدولية عن إدانة مسؤول سوري في ألمانيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية: انتصار تاريخي وتذكير لحكومة بلاده بأنه يمكن تحقيق العدالة
أكدت منظمة العفو الدولية، أن الحكم الصادر في ألمانيا بإدانة ضابط سابق بالمخابرات السورية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بمثابة انتصار تاريخي للعدالة، وتذكير للحكومة السورية، وكل من ارتكب جرائم ضد الإنسانية مع الإفلات من العقاب، بأنه يمكن تحقيق العدالة.
وكانت المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز بألمانيا، قد أدانت الخميس ضابط المخابرات السورية السابق أنور رسلان بالسجن المؤبد لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك التعذيب والقتل والاغتصاب للمحتجزين في الفرع 251، وهو مرفق مخابرات عسكرية سيء السمعة يقع في مدينة دمشق.
وقالت لين معلوف، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، في بيان صحفي، إن الحكم يعد بمثابة “انتصار تاريخي يقوي أصوات عشرات الآلاف من الناجين الذين تعرّضوا للاحتجاز غير القانوني والتعذيب والعنف الجنسي، فضلاً عن أصوات أسر الضحايا الذين لقوا حتفهم في السجون ومراكز الاحتجاز السورية نتيجة معاملة قوات الأمن السورية لما يزيد عن عقد من الزمان”.
والجدير بالذكر أن الحكم يعترف أيضاً بالطبيعة الممنهجة للعنف الجنسي بوصفه جريمة ضد الإنسانية. ووفقا لمنظمة العفو الدولية “لم يكن هذا ليتحقق بدون أولئك الذين تجرأوا على سرد قصصهم، والجهات الفاعلة في المجتمع المدني السوري، ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات رفع الدعاوى القضائية التي سعت بإصرار إلى تحقيق العدالة والكشف عن الحقيقة، وتقديم التعويض، على مر السنين”.
وأكدت معلوف أن “الحكم الصادر بحق أنور رسلان بمثابة تذكير للحكومة السورية، وكل من ارتكب جرائم ضد الإنسانية مع الإفلات من العقاب، بأنه يمكن تحقيق العدالة”.
وشددت على أنه “يجب على الدول، في جميع أنحاء العالم، أن تحذو حذو ألمانيا، وأن تشرع في إجراءات مماثلة ضد الأفراد المشتبه في ارتكابهم جرائم بموجب القانون الدولي. ومع استحالة إجراء الملاحقات الجنائية المحلية في سوريا، وعدم وجود سبيل لإحالة القضايا إلى المحكمة الجنائية الدولية، فإن الولاية القضائية العالمية هي السبيل الوحيد لتحقيق العدالة”.
وألقت الشرطة الألمانية والفرنسية، في فبراير 2020، القبض على ضابطي المخابرات السورية السابقين أنور رسلان وإياد الغريب.
وفي محاكمة بدأت في أبريل 2020، وجهت إليهما تهماً بارتكاب جرائم ضد الإنسانية تتعلق بتعذيب محتجزين في الفرع 251. وفي 24 فبراير 2021، حكم على إياد الغريب بالسجن أربع سنوات ونصف لدوره في تعذيب المحتجين المحتجزين.
ونشرت منظمة العفو الدولية عدة تقارير توثق الظروف اللاإنسانية في مختلف السجون السورية – حيث يؤدي الاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة إلى الموت أثناء الاحتجاز، وتنتشر عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء إثر محاكمات صورية.
وترقى هذه الجرائم إلى جرائم ضد الإنسانية. ويُسمح لجميع الدول، وفي بعض الأحيان هي ملزمة، بممارسة الولاية القضائية العالمية.