العدوان يتواصل على جنين.. 8 شهداء برصاص الاحتلال وإصابة 50 بينهم 10 في حالة خطيرة.. ومصر تُدين وتُطالب بوقف العدوان
الخارجية: نُحذر من المخاطر الجسيمة للتصعيد الإسرائيلى المستمر وما يؤدى إليه من تأجيج لحالة الاحتقان ومفاقمة معاناة الشعب الفلسطيني
كتبت: ليلى فريد ووكالات
استُشهد، فجر اليوم الإثنين، ثمانية مواطنين فلسطينيين، وأصيب 50 آخرون بينهم 10 بجروح خطيرة، جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها.
وعرف من الشهداء: سميح فراس أبو الوفا (21 عاما)، وأوس الحنون، وحسام أبو ذيبة، ونور الدين حسام مرشود، ومحمد مهند شامي.
وكانت قوات الاحتلال، بدأت عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، بقصف منزل وسط مخيم جنين، ما أسفر عن استشهاد الشاب أبو الوفا وإصابة آخرين بجروح مختلفة. كما قصفت طائرات الاحتلال بالصواريخ عدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه.
وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.
وقال مراسل (وفا) نقلا عن شهود عيان، إن قوات الاحتلال التي تحاصر المخيم من مختلف الجهات وتمنع مركبات الإسعاف من دخوله لنقل المصابين لتلقي العلاج، كما تعمدت جرافاتها إلحاق أضرار جسيمة بممتلكات المواطنين وتدمير العديد من المركبات وتجريف طرق رئيسة مؤدية إلى المخيم، وأخرى فرعية في محيطه، الأمر الذي أعاق وصول مركبات الإسعاف إلى بعض المنازل لإخلاء المصابين.
كما استهدفت طائرة مسيرة بصاروخ، محيط مسرح الحرية في مخيم جنين، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين العُزل بجروح.
وأكدت مصادر طبية في الهلال الأحمر أنه جرى إخلاء عائلة كاملة عقب استهداف منزل في محيط مسرح الحرية، وإصابة أحد أطفالها بشظايا.
وقال مدير مسرح الحرية، مصطفى شتا لمراسلنا، إن قوات الاحتلال استهدفت محيط مسرح الحرية في مخيم جنين، بصاروخ عبر طائرة مسيرة، خلال تواجد عدد من العائلات التي وجدت فيه ملاذا آمنا، عقب إخلاء منازلها واللجوء إليه.
كما جرفت قوات الاحتلال تذكار الشهداء بالقرب من مدخل المسرح، وسط انتشار كثيف للقناصة في محيطه، ومنع الأهالي من التحرك.
وقصفت قوات الاحتلال عمارة سكنية تعود للمواطن أبو إياد الصباغ في المخيم بعد استهدافها بصاروخين، وتم إخلاؤها من ساكينها بالكامل.
وأفاد صاحب البناية التي تتكون من ثلاثة طوابق وتحتوي على 6 شقق سكنية، وتم تدمير الطابق الثالث بالكامل.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص صوب المواطنين أمام الطوارئ في مستشفى ابن سينا، مضيفا أن الاحتلال يستخدم المواطنين كدروع بشرية في منطقة طلعة الغُبَّز في مخيم جنين.
وما تزال سماء جنين ومخيمها تشهد تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال الإسرائيلي، سواء “الأباتشي” أو طائرات الاستطلاع.
بدورها قالت وزارة الخارجية في بيان لها، اليوم ، إن مصر تدين بأشد العبارات الاعتداء الذى قامت به القوات الإسرائيلية على مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، مما أسفر عن وقوع ٥ ضحايا و٢٧ مصاباً من أبناء الشعب الفلسطيني حتى الآن.
وأكدت مصر رفضها الكامل للاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة ضد المدن الفلسطينية، وما تسفر عنه من وقوع ضحايا أبرياء من المدنيين في استخدام مفرط وعشوائي للقوة، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولى والشرعية الدولية، لاسيما القانون الإنسانى الدولى الذى يفرض التزامات واضحة ومحددة على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
وحذر البيان من المخاطر الجسيمة للتصعيد الإسرائيلى المستمر ضد الفلسطينيين، وما يؤدى إليه من تأجيج لحالة الاحتقان ومفاقمة معاناة الشعب الفلسطيني، وتقويض للمساعى المبذولة من جانب مصر والشركاء الإقليميين والدوليين لخفض التوتر في الأراضي المحتلة.
وطالبت مصر الأطراف الفاعلة والمؤثرة دولياً بالتدخل، لوضع حد لتلك الانتهاكات وتوفير الحماية للشعب الفلسطينى الذى تزداد معاناته يوماً بعد يوم.
ويقع مخيم جنين الذي أقيم عام 1953، إلى الغرب من مدينة جنين؛ ويطل على سهل مرج بن عامر من جهة الشمال؛ وتحده من الجنوب قرية برقين، وتحيط به عدة مرتفعات.
وبلغت مساحة المخيم عند الإنشاء 372 دونماً، اتسعت إلى حوالي 473 دونماً، وبلغ عدد سكانه عام 1967م حوالي 5019 نسمة؛ وفي عام 2007 وصل إلى 10,371 نسمة.
ينحدر أصل أغلب سكان المخيم من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، وقرى تابعة لجنين احُتلت عام 1948.
وحسب تقديرات “الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني”، يبلغ عدد سكانه في منتصف عام 2023 نحو 11674 لاجئا.
وارتقى خلال الساعات العشر الماضية، 9 شهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بينهم شاب في البيرة، و8 في جنين ومخيمها، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 188 شهيداً.