العالم انحرف عن المسار الصحيح.. دراسة: المجتمع الدولي فشل في مواجهة تغير المناخ
وجدت دراسة أجرتها خمس مجموعات صديقة للبيئة أن المجتمع الدولي فشل في اتخاذ الخطوات اللازمة؛ لتجنب العواقب الكارثية لأزمة المناخ، وفقا لصحيفة الغارديان.
وأكد التحليل أنه لم يحدث تغير كافي في 40 مجالًا مختلفًا تشمل قطاع الطاقة والصناعة الثقيلة والزراعة والنقل والتمويل والتكنولوجيا، لتجنب ارتفاع درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية.
وسلط الضوء بشكل أكبر على كيف انحرف العالم عن المسار الصحيح في محاولاته للحد من الانهيار المناخي. وقال إن الوتيرة بطيئة لإزالة الكربون.
وبحسب ما نقل موقع قناة “الحرة”، أكد الباحثون أن العالم يحتاج إلى 5 تريليونات سنويا لاتخاذ إجراءات سريعة في أزمة المناخ، بحسب رويترز.
وقالت كيلي ليفين، رئيسة العلوم في منظمة “Bezos Earth Fund”، مشاركة في التقرير: “نحن بحاجة إلى تغيير تحويلي ومن الواضح جدًا أن الاتجاهات لا تتحرك بالسرعة الكافية”.
وقالت صوفي بويم، المشاركة في التقرير: “على الرغم من وجود بعض الإشارات المشجعة على إحراز تقدم في عدد قليل من القطاعات، إلا أن جهود التخفيف من آثار تغير المناخ العالمي الشاملة لا تزال تعاني من قصور محزن”.
ووجد التقرير أنه لا يوجد مؤشر يُظهر التقدم المطلوب لخفض انبعاثات الاحتباس الحراري خلال الخمس سنوات الماضية، قبل القضاء عليها تمامًا بحلول عام 2050.
وبحسب التحليل، يحتاج العالم إلى التخلص التدريجي من الفحم بمعدل أسرع خمس مرات مما هو عليه الآن. كما يجب أن يكون استعادة لأراضي الرطبة الساحلية أسرع بثلاث مرات تقريبًا، كما يجب أن تنخفض كثافة الطاقة في المباني بمعدل أسرع بثلاث مرات تقريبًا من الآن.
وفي البلدان الغنية في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية، يحتاج العالم إلى خفض استهلاك لحوم البقر 1.5 مرة مما هو عليه الآن. وأكد التقرير أنه في هذه البلدان ذات الاستهلاك المرتفع للحوم، فإن التقليل نصف استهلاك الفرد للبرجر في الأسبوع من شأنه أن يقلل بشكل كبير من الطلب على الأراضي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
حذّرت الأمم المتحدة الثلاثاء من أن التعهّدات الأخيرة التي قطعتها دول العالم لن تسهم إلا بنسبة ضئيلة في خفض الانبعاثات بالقدر المطلوب لإبقاء الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، وذلك في تقرير صدر قبيل مؤتمر الأطراف “كوب26” حول المناخ.
فقبل أيام من موعد انطلاق “مؤتمر الأطراف في نسخته السادسة والعشرين” في غلاسكو، والذي يعد مفصليا لإبقاء اتفاقية باريس حول المناخ قابلة للتطبيق على المدى الطويل، جاء في تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الخطط الوطنية لخفض التلوث الكربوني يمكن اعتبارها “وعودا ضعيفة لم تنفّذ بعد”.
وفي تقرير “فجوة الانبعاثات لعام 2021” يحتسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة الهوة بين ما يقدّر أن تصدره الدول من انبعاثات والمستوى المطلوب لإبقاء ارتفاع درجات الحرارة بحدود 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الأكثر طموحاً في اتفاقية باريس.
ويقول منظّمو القمة إن الدول مطالَبة بالتعهّد بإبقاء هامش ارتفاع حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية من خلال زيادة التزاماتها بالقضاء على انبعاثاتها الكربونية.
لكن بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، حتى الخطط الأخيرة الأكثر طموحا لنحو 120 دولة سترفع الاحترار العالمي إلى 2,7 درجة مئوية.
والثلاثاء، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن التقرير يبيّن أن العالم “ما زال متّجها نحو كارثة مناخية”. وتابع غوتيريش “في الوقت الذي يستعد فيه قادة العالم لمؤتمر كوب26، يشكل هذا التقرير جرس إنذار مدويا”، متسائلا “إلى كم (جرس إنذار) نحتاج؟”.
وبموجب اتفاقية باريس لعام 2015، يتعيّن على الدول الموقعة أن تقدم خططا جديدة لخفض الانبعاثات، تعرف باسم المساهمات المحددة وطنيا، أو المساهمات المعتزمة، كل خمس سنوات، كل منها أكثر طموحاً من السابقة.
وخفض الانبعاثات بنسبة 30 بالمئة يُبقي هامش الاحترار العالمي عند درجتين مئويتين، وهو السقف الذي تعهّدت الدول الموقعة على اتفاقية باريس إبقاء الاحترار دونه.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر آندرسن “لكي تكون لدينا فرصة لخفض الاحترار العالمي إلى 1,5 بالمئة، أمامنا ثماني سنوات لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بمقدار النصف”.