الطريق للبيت الأبيض| ترامب وبايدن يتنافسان على “الرقم السحري”.. وإجراءات أمنية استثنائية بواشنطن.. وإف بي آي يحذر من مواجهات مسلّحة
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، سباق الانتخابات الرئاسية 2020 بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الساعي لولاية ثانية وبين منافسه الديمقراطي، جو بايدن، ويحتاج المتنافسان إلى الوصول إلى الرقم السحري المتمثل بـ270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي.
وباختيار من يفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة، يكون الأمريكيون قد اختاروا كذلك نائب الرئيس، وفي حال فاز بايدن في الانتخابات، ستكون وللمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، السيدة الأولى، جيل تريسي بايدن، أستاذة حصلت على الدكتوراه في اللغة الإنجليزية.
كذلك سيتم في الوقت ذاته انتخاب 35 عضوا في مجلس الشيوخ، وجميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435، و13 من حكام الولايات والأقاليم والحكومات المحلية.
وتجري الانتخابات الرئاسية هذه السنة في ظروف استثنائية، بسبب تفشي وباء كورونا، ما فرض كذلك إجراءات استثنائية وجعل التصويت يكون عن طريق البريد بدل التوجه إلى صناديق الاقتراع، وهو ما سيجعل عملية فرز الأصوات أكثر صعوية، وإعلان النتائج قد يتطلب وقتا أكثر من العادة.
ويخشى كثيرون في الولايات المتحدة من أنه في حال كانت النتيجة متقاربة للغاية، فإن الانتخابات هذه السنة قد تواجه تحديات قانونية بشأن بطاقات الاقتراع المرفوضة، مما يؤدي إلى مزيد من تأخير إعلان النتيجة.
ومن أكثر الأسباب التي قد تؤدي عادة لرفض بطاقات الاقتراع هو وصولها بالبريد بعد فوات الأوان، وعدم إدراجها في عملية الفرز، فضلا عن أسباب أخرى كأن يكون التوقيع عليها غير واضح.
ويظهر في خريطة CNN للانتخابات الأمريكية أن الصراع بين المتنافسين يكمن في 8 وةلايات تتمثل بكل من أريزونا (11 صوتا) وفلوريدا (29 صوتا) وجورجيا (16 صوتا) وماين (صوت واحد) وكارولينا الشمالية (15 صوتا) وأوهايو (18 صوتا) أي بما مجموعة (96 صوتا انتخابيا عن كل ولاية)
الولايات الجمهورية: تتمثل بـ20 ولاية بما مجموعه 125 صوتا انتخابيا، وتتمثل بكل من ألباما وألاسكا وأركانساس واداهو وانديانا وكانساس وكنتاكي ولويزيانا وميسيسبي وميسوري ومونتانا ونبراسكا وداكوتا الشمالية وأوكلاهوما وكارولينا الجنوبية وجنوب داكوتا وتينيسي ويوتاه وفيرجينيا الغربية ووايومينغ، وتميل تكساس إلى الحزب الجمهوري ولها (38 صوتا انتخابيا).
الولايات الديمقراطية: تتمثل بـ18 ولاية بما مجموعه 203 صوتا انتخابيا، وتتمثل بكل من كاليفورنيا وكونيكيتكت ودلواير وواشطن العاصمة وهاواي وإلينوي وماين وماريلاند وماساتشوستس ونيوجيرسي ونيوميكسيكو ونيويورك وأوريغون ورودايلند وفيرمونت وفيرجينا وواشنطن.
تميل كل من كولورادو وميتشغان ونبراسكا ونيفادا ونيوهامشير وبنسلفانيا وويسكونسن إلى الحزب الديمقراطي لها مجتمعة 76 صوتا انتخابيا.
وتشهد العاصمة الأمريكية واشنطن إجراءات أمنية استثنائية مع بدء الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، ووضع البيت الأبيض تحت سياج أمني كبير، إلى جانب إغلاق شوارع العاصمة تحسبا لأي احتجاجات محتملة بين أنصار الرئيس الحالي، دونالد ترامب، ومعارضيه.
وعلاوة على حراس البيت الأبيض من عناصر الخدمة السرية (المسؤولة عن سلامة القيادة العليا الأمريكية)، هناك أيضا 250 فردا من احتياطي الحرس الوطني، من المخطط أم يدعموا شرطة المدينة عند الضرورة، بحسب “إنترفاكس”.
وأكدت عمدة واشنطن، موريال باوزر، استعداد الشرطة لكل المفاجآت، قائلة إنها ترحب باحتجاجات سلمية لكنها حذرت من تحولها إلى أعمال عنف.
وقال مسؤولون في العاصمة الأمريكية إن 7 مجموعات على الأقل قدمت طلبات لإجراء مظاهرات احتجاجية خلال الأيام القادمة، فيما يتوقع أن تجري مظاهرات ضخمة على ساحة “حياة السود مهمة” قرب البيت الأبيض، وذكرت العمدة أنها لا تنظر في إمكانية فرض حظر التجول في واشنطن العاصمة لكنها ستفعل ذلك إذا لزم الأمر.
وأمس الاثنين، قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية، كايلي ماكيناني، لقناة “فوكس نيوز”، إن الرئيس ترامب سوف يتابع سير الانتخابات من داخل البيت الأبيض، مرجحة أنه سيمضي الليل فيه مع عدد من مستشاريه.
وتجري الانتخابات، التي يتنافس فيها الجمهوري ترامب مع نائب الرئيس السابق، الديمقراطي جو بايدن، على خلفية أزمة فيروس كورونا والمشاكل الاقتصادية الناجمة عن الجائحة.
وحذّر مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” من احتمال اندلاع مواجهات مسلّحة على صلة بالانتخابات الأميركية الثلاثاء في بورتدلاند، في وقت تستعد المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد والتي تحوّلت إلى رمز للانقسامات العميقة التي تشهدها الولايات المتحدة لاضطرابات ممكنة.
ولا تزال المدينة التي تعد جيبا ليبراليا في ولاية أوريغون تعيش تداعيات صيف شهد مسيرات حاشدة مناهضة للعنصرية أججها وصول ضباط فدراليين وميليشيات يمينية، بما فيها مجموعة تعرف باسم “براود بويز”.
وعززت انتخابات الثلاثاء التي قد يتم فيها إما إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب أو هزيمته على أيدي خصمه الديموقراطي جو بايدن، المخاوف من إمكانية اندلاع المزيد من أعمال العنف في الشوارع.
ووضعت الأعمال التجارية في وسط المدينة ألواحا خشبية على نوافذها مجددا في وقت يتوقع أن تشهد احتجاجات سواء فاز ترامب أو بايدن أو حتى إذا كان الوضع غامضا جرّاء التأخر المتوقع في فرز الأصوات في أنحاء البلاد نظرا لارتفاع عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها عن طريق التصويت عبر البريد خلال الوباء.
وقال العميل الخاص لـ”إف بي آي” في بورتلاند رين كانون لفرانس برس “الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلي هو احتمال اندلاع مواجهات مسلحة بين مجموعات متعارضة”.
وأضاف “بإمكان ذلك أن يتفاقم إلى وضع خطير حيث — في حال ارتفع منسوب الغضب — قد ينتهي الأمر إلى أعمال عنف مؤسفة أو مأساوية”، مشيرا إلى عملية إطلاق نار دامية لأحد أنصار اليمين المتشدد في المدينة في آب/اغسطس.
وكرّس المكتب التابع لـ”إف بي آي” في بورتلاند موارد إضافية لجرائم الانتخابات تشمل قمع الناخبين إضافة إلى التزييف والتهديدات الإلكترونية الخارجية، وفق كانون.
في الأثناء، أصدرت حاكمة الولاية كيت براون الاثنين أمرا تنفيذيا يسلّم إدارة أمن بورتلاند إلى قوات الولاية، ما يعني عمليا نقض الحظر الذي فرضته الولاية على الغاز المسيل للدموع ووضع الحرس الوطني في حالة تأهّب، وحذّرت “هذه انتخابات ليست كغيرها في حياتنا”.