الطرف الثالث.. هل يقلب معادلة انتخابات 24 الأمريكية؟
محمد البطاوي
تشير استطلاعات الرأي الأمريكية إلى أن نسبة كبيرة من الناخبين غير متحمسين لأي من المرشحَين الأوفر حظا في الانتخابات الأمريكية، المدعومين من أكبر حزبين في البلاد، الرئيس الحالي جو بايدن (ديمقراطي) والرئيس السابق دونالد ترامب (جمهوري).
يرى مراقبين إلى أن حالة عدم الرضا عن المرشحين ربما تدفع بفرصة تاريخية لرؤية ثاني رئيس أمريكي في التاريخ من خارج الحزبين الكبيرين.
يبدي العديد من الناخبين رأيا واضحا، مفاده أنهم لا يحبذون عودة المنافسة بين الرئيسين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترمب، إذ يشكك كثيرون في صحة بايدن وذاكرته وقدرته على قيادة البلاد بسبب كبر سنه، بينما ينظر آخرون إلى ترامب باعتباره غير مؤهل للقيادة أصلا.
ورغم حالة السخط الواضحة، يبدو من المستبعد أن يدفع الحزب الجمهوري أو الديمقراطي بأحد غير الرجلين.
ويواجه ترامب (78 عاما) الأوفر حظا، منافسة ضعيفة من السفيرة الأمريكية السابقة نيكي هايلي (53 عاما)، الحاكمة السابقة لولاية كارولينا الجنوبية وسفيرة الأمم المتحدة في عهد ترامب، وتسوق هايلي نفسها كعضو في “جيل جديد من القيادة” وشددت على تجربتها الحياتية كابنة لمهاجرين هنود. تعتبر هايلي الأصغر سنا في صفوف المتنافسين حتى الآن.
كما يترشح داخل الحزب الجمهوري كذلك أحد أقل المرشحين حظا للفوز بترشيح الحزب، وهو ريان بينكلي (57 عاما) رئيس شركة الاندماج والاستحواذ وراعي كنيسة تكساس، ولم يسبق له أن شغل أو ترشح لمنصب منتخب من قبل.
أما بايدن (81 عاما)، فيواجه دين فيليبس (56 عاما)، وهو ديمقراطي معتدل انتخب لمجلس النواب في عام 2018، ليس لديه خلافات معلنة مع إدارة بايدن، حيث دعم أجندته في الكونجرس، لكنه يرى أن عمر بايدن ومعدلات التأييد المنخفضة تعني أن الحزب يجب أن يرشح شخصا آخر.
الطرف الثالث
وبينما يعتبر بايدن-ترامب الثنائي شبه الحتمي المرشح عن الحزبين الجمهوريين، فإن مراقبين يرون في حالة عدم الرضا عن المرشحين الحاليين للحزبين الكبيرين فرصة لأن ترى أمريكا مرشحا جديدا أو طرفا ثالثا من خارجهما. يشير المراقبون إلى أن الرئيس الأول للولايات المتحدة الأمريكية “جورج واشنطن” لم يكن حزبيا، ورغم أنها حالة نادرة للغاية فإنها تعني أن التجربة ربما تكون قابلة للتكرار.
أبرز المرشحين المستقلين هو جون إف كينيدي جونيور (71 عاما)، ابن شقيق الرئيس السابق جون كينيدي. كنيدي الصغير ناشط بارز في مناهضة اللقاحات، وقد ترشح في البداية لترشيح الحزب الديمقراطي قبل أن يعلن في أكتوبر/تشرين الأول أنه سيرشح نفسه كمستقل بدلاً من ذلك.
يحاول كينيدي الصغير توحيد جهود عائلته لدعمه، لكنه يواجه عقبات كثيرة، من بينها انتماؤه إلى كنيسة مختلفة عما اعتاد الأمريكيون أن يروه في رئيسهم.
كورنيل ويست (72 عاما) هو الآخر ترشح مستقلا في محاولة لتكرار تجربة الرئيس الأسبق باراك أوباما على ما يبدو، وعمل “ويست” بالتدريس في جامعات ييل وبرينستون وهارفارد، وهي أرقى الجامعات الأمريكية، ويعمل حاليًا أستاذًا للفلسفة في مدرسة الاتحاد اللاهوتية.
ويست معروف بنشاطه التقدمي، بما في ذلك انتقاداته الحادة للرئيس السابق باراك أوباما، ويحاول الفوز بتأييد تيار الشباب التقدمي داخل صفوف الحزب الديمقراطي.
ورغم ضعف فرصها للفوز وسابقة خسارتها مرتين، فإن جيل ستاين (74 عاما)، الطبيبة التي ترشحت للرئاسة عن حزب الخضر في عامي 2012 و2016، تسعى إلى ترشيح الحزب للمرة الثالثة.
وفي مقطع فيديو أعلنت ستاين عن حملتها، دعت إلى “وثيقة حقوق اقتصادية” تتضمن حق مضمون في العمل والرعاية الصحية والإسكان والغذاء والتعليم، كما سلطت الضوء على دعم مكافحة تغير المناخ وحماية حقوق الإجهاض والمتحولين جنسيا.