الطاعون الدبلي| عزل مدينة منغولية بعد ظهور الوباء.. والصين ترفع مستوى الخطر.. وخطة أمريكية للمواجهة بعد اكتشاف الحالة الأولى
محمود هاشم
قررت السلطات المنغولية عزل مدينة ألياستاي، في إقليم زافخان، بغربي البلاد، بعد إصابة أحد السكان المحليين بالطاعون الدبلي الوبائي.
وأفادت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، اليوم الأحد، نقلا عن سكان محليين أنه تم تشخيص أعراض الطاعون الدبلي، مثل الحمى والصداع وآلام العضلات، لدى شخص يبلغ من العمر 39 عاما، بعد تناوله مع عائلته وجبة لحم لحيوان “المرموط”، الذي يعتبر من الحيوانات الناقلة لهذا الطاعون.
وتم عزل الشخص المشتبه في إصابته في مستشفى محلي، فيما ألزمت السلطات 9 أشخاص آخرين ممن تواصلوا معه بالخضوع للحجر المنزلي.
وفي وقت سابق، أعلنت السلطات المنغولية تسجيل إصابة مؤكدة بالطاعون الدبلي بين الرعاة في مدينة “بيان نور” من منغوليا الداخلية التابعة لجمهورية الصين الشعبية.
وأفادت تقارير بأن مراهق منغولي شُخّصت إصابته بالطاعون الدبلي، توفي 13 يوليو الحالي، وبحسب ما ورد، أصيب الشاب البالغ من العمر 15 عاما بالمرض المميت، بعد تناوله لحم المرموط أو “الطربغان”.
وتناول الشاب اللحم المصاب بالمرض، مع اثنين من أصدقائه، ولا تزال حالتهما غير معروفة، بينما عُزل الأشخاص الذين كانوا على اتصال بهم، وجرى تطعيمهم، وفقا للمركز الوطني للأمراض الحيوانية في البلاد.
وأُبلغ عن العديد من حالات الطاعون الدبلي في غرب منغوليا خلال الأسبوع الأول من يوليو، مع حالة أخرى في الصين، وبين عامي 2010 و2015، أُبلغ عن 3248 إصابة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 584 حالة وفاة.
وفي 5 يوليو الحالي، أعلنت الصين مستوى الخطر الثالث لتفشي مرض الطاعون الدبلي أو الدملي في منطقة منغوليا الداخلية شمالي البلاد.
وتم نقل رجل مشتبه بإصابته بالطاعون الدبلي إلى المستشفى وبعد ذلك تم الإعلان عن المستوى الثالث من التحذير الوبائي في هوشون (وحدة إدارية إقليمية في منغوليا الداخلية) في أوراد-تشونغكي في مدينة بيان نور، ووفقا للسلطات، هناك خطر من انتشار المرض بين سكان المدينة، وأعطيت توصيات بعدم اصطياد وتناول الحيوانات البرية.
وكشفت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية أنه تم تأكيد إصابة شخص بالطاعون الدبلي في كولورادو، لأول مرة منذ عام 2015، ونقلت القناة عن ممثلي وزارة الصحة بالولاية قولها “تم تشخيص المريض بطاعون إنتاني أولي في دمه، لكنه لا يمكن أن ينتقل إلى أشخاص آخرين”.
وذكرت أن المريض الذي في عمر الشباب يميل للتعافي بالفعل، ولم يتم تحديد أي إصابات جديدة، ووفقا للمسؤولة البيطرية الحكومية جنيفر هاوس، تم ملاحظة حالات الطاعون الدبلي في الولاية منذ أربعينيات القرن العشرين، لذلك لا يوجد سبب للقلق، وأكدت أن لدى وزارة الصحة خطة لمواجهة تفشي الطاعون.
الطاعون الدبلي “bubonic plague” هو مرض حيواني المنشأ وينتشر بين القوارض الصغيرة “الفئران والجرذان”، والبراغيث، ويقضي هذا المرض على ثلثي المصابين به في حال عدم خضوعهم للعلاج اللازم.
ومرض الطاعون قديم جدا وأودى بحياة الملايين من البشر في آسيا وإفريقيا وأوروبا، وأطلق عليه “الموت الأسود”، لظهور بقع من الدم تصبح سوداء تحت جلد المصاب.
تنتقل عدوى المرض الى الإنسان عن طريق البراغيث، لذلك مراعاة النظافة العامة والتحكم في تكاثر الفئران وانتشارها تساعد في الوقاية من خطر هذا المرض، وينتشر هذا المرض من دولة الى أخرى عن طريق الفئران التي تنتقل بواسطة وسائل النقل.
وسبق وأن دمر هذا المرض حضارات عديدة عبر التاريخ، فيما الفضل في انحسار الطاعون حاليا يعود إلى تحسن الظروف الحياتية واستخدام المضادات الحيوية وانتشار المعارف الطبية الأولية بين البشر.
وعادة ما تشمل الأعراض ظهور حمى مفاجئة في البداية، ورعشة، وآلام في الرأس والجسم، وضعف وقيء وغثيان. وقد تظهر أيضا الغدد الليمفاوية المؤلمة والملتهبة أثناء الطاعون الدبلي.
وتظهر أعراض الشكل الرئوي بشكل سريع بعد العدوى (أحيانا خلال أقل من 24 ساعة)، وتشمل أعراضاً تنفسية وخيمة مثل ضيق النفس والسعال، الذي يصاحبه البلغم الملوث بالدم في كثير من الأحيان.
ويمكن علاج الطاعون بالمضادات الحيوية، ويشيع التعافي إذا ما بدأ العلاج مبكراً. وفي المناطق التي تندلع فيها فاشية الطاعون، ينبغي أن يتوجه الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض إلى مركز صحي لتقييم الحالة والعلاج. ويجب عزل المرضى المصابين بالطاعون الرئوي وعلاجهم على يد طاقم طبي مدرب يرتدي معدات الحماية الشخصية.