الصيادلة والعاملون بالصيدليات.. محاربون من خلف “دروع بلاستيكية” في الخطوط الأمامية لمواجهة كورونا
أسلحتهم: ستائر بلاستيكية للحماية وأسئلة للمشتبه في إصابتهم بالفيروس ونصائح بالتوجه لـ«الحميات»
كتب- إسلام الكلحي
خلف ستارة بلاستيكية، تجلس الدكتورة الصيدلانية نهلة مصطفى، والعاملون لديها بالصيدلية لحماية أنفسهم من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي قد يحمله أحد الزبائن دون دراية.
الصيادلة يقفون في الصفوف الأولى مع الأطباء في مواجهة فيروس كورونا، حيث يلجأ كثير من المواطنين إليهم عند شعورهم بأعراض البرد التي قد تكون أعراضا لمرض كوفيد-19، وهو ما يجعلهم في خط الدفاع ضد المرض بتوجيه الحالات المشتبه في إصابتهم بالفيروس إلى المستشفيات لإجراء اختبار كورونا.
وكان محمد فكرى الحارس القضائى المكلف بإدارة شؤون النقابة العامة للصيادلة ولجنة إدارة النقابة، قرر الأسبوع الماضي دعم أسرة كل صيدلى متوفى نتيجة للإصابة بفيروس كورونا المستجد بمبلغ 50 ألف جنية، بالإضافة لما يتم صرفه من اتحاد نقابات المهن الطبية فى حالات الوفاة.
الذهاب إلى الحميات
«جالي ناس عندهم أعراض مشابهة لأعراض كورونا، فطلبت منهم يروحوا الحميات»، تقول الدكتورة نهلة مصطفى، لدرب، مشيرة إلى أن كثيرين يشعرون بأعراض مرض كوفيد-19، الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، وبدلا من الذهاب إلى أحد المستشفيات يذهبون إلى الصيدليات لشراء أدوية برد اعتباره دور إنفلونزا، وهو ما قد يعرض صيادلة لخطر الإصابة بالمرض.
تسأل الصيدلانية الوافدين لشراء أدوية للبرد أو السعال عن الأعراض التي يشعرون بها، وإذا شكت فى احتمالية إصابة أحدهم بفيروس كورونا، تطلب منه التوجه إلى مستشفى الحميات، لكنها لا تعرف ما إن قد ثبتت إصابة أحد من هؤلاء الذين طلبت منهم الذهاب إلى المستشفى لإجراء اختبار كورونا.. تقول نهلة مصطفى لدرب: «معرفش الحالات اللي طلبت منها تروح مستشفى الحميات في حد منها مصاب فعلا بكورونا ولا لأ لانها مرجعتليش تاني ومعرفهاش».
لحماية نفسها والعاملين في الصيدلية، تقول صاحبة صيدلة «الوصال» إنها وضعت ستارة بلاستيكية تفصل بينهم وبين الوافدين على الصيدلية، ويضع العاملون لديها كمامات ويرشون أيديهم بالكحول «بشكل دائم ومستمر» فضلا عن غسل الايدي بالماء والصابون كل 20 دقيقة.
ستارة بلاستيكية وحرص شديد
وتضع صاحبة الصيدلية التي تعمل فيها ابتسام محمد، في منطقة المعادي بالقاهرة، ستارة بلاستيكية وتتبع الإجراءات الوقائية للحماية من عدوى فيروس كورونا. وتقول ابتسام التي تعقم النقود التي يُعطيها لها الزبائن: «نتعامل بحرص شديد مع كل الناس اللي جايه، لأن أي حد ممكن يكون حامل للمرض»
وتضيف ابتسام، التي كانت تحدثنا من خلف الستارة البلاستيكية: «لما بنشك في إن حدد ممكن يكون عنده كورونا بنقوله روح الحميات، لكن ما معرفش بيروح ولا لأ»، مشيرة إلى أنها هناك من يقولون إن هناك أشخاص ثبت إصابتهم بكورونا في المنطقة لكن لا تعرف مدى صحة هذا الكلام.
وأوضحت ابتسام الأسئلة التي يوجهونها للشخص الذي يحضر إلى الصيدلية لشراء أدوية برد: «بنسأله إذا كان سخن ولا لأ، وهل عنده كحة، وضيق في التنفس»، لافتة إلى أنهم يطلبون من الشخص التوجه إلى مستشفى الحميات إذا كان يعاني من ارتفاع في درجات الحرارة مع سعال وضيق في التنفس.
كحول مغشوش
الأسئلة ذاتها، يوجهها الدكتور صيدلي محمد رمضان، لمن يشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، لكنه لا يضع ستارة بلاستيكية تفصل بين العاملين في الصيدلية القريبة من محطة مترو حدائق المعادي، والوافدين إليها لشراء أدوية، ويكتفي هو العاملون بتعقيم أيديهم باستمرار، مع ارتداء الكمامات.
وتطرق رمضان خلال حديثة لـ«درب» إلى أزمة تداول «كحول مغشوش»، وقال: «المفروض الكحول يجي الصيدليات من الشركات مباشرة من غير وسيط»، لافتا إلى عملية الغش التي تحدث يقف وراءها الوسطاء، مضيفا: «احنا عشان نتجنب المشكلة دي مش بنجيب كحول خالص دلوقتي».
لكن الدكتورة الصيدلانية نهلة مصطفى، التي تطالب أيضا بعدم وجود وسطاء بين الصيدليات والشركات المنتجة للكحول، تقول إن «الصيدلي الشاطر هيعرف يفرق بين الكويس والمغشوش».
في 9 أبريل الجاري، طالبت نقابة صيادلة القاهرة في ٩ أبريل الجاري الحكومة بإصدار قرارات مُلزمة لشركات الإنتاج لتعبئة الكحول، وقصر توزيعه على شركات التوزيع المعتمدة، ووقف توزيع الكحول للمواطنين من شركات إنتاج الكحول، حيث إن ذلك أدى إلى زيادة الكحول غير المطابق للمواصفات، لافتة إلى أن ذلك يساعد الصيدليات على الحصول على احتياجاتها لتلبى احتياجات المواطنين، والقيام بدورهم على أكمل وجه.
ووفقا لموقع «اليوم السابع» كانت نقابة صيادلة القاهرة، قد خاطبت الدكتورة رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية للشئون الصيدلية، لطلب التواصل مع المسئولين وشركات إنتاج وتوزيع المطهرات، والكمامات والقفازات، لقصر توزيع وبيع كل تلك المستلزمات الطبية، من خلال الصيدليات فقط، رأفة بالمواطنين، وعدم التلاعب بأسعارها.
وأشار الدكتور صيدلي محمد رمضان، إلى أزمة يسببها فيروس كورونا، تتمثل في اختفاء بعض الأدوية المستوردة، بجانب الأدوية المصرية التي تأتي مواد تصنيعها من الخارج «أغلب الأدوية المستوردة والمصرية اللي المواد الخام بتاعتها جاية من الخارج بدأت تختفي، خاصة في الصيدليات الصغيرة».
واستكمل: «الصيدليات الكبرى كانت قبل الأزمة تخزن الأدوية بسبب إمكانياتها المادية الكبيرة التي ساعدتها في ذلك، فيما لا تقدر صيدليات الأفراد على فعل نفس الأمر، وذلك يؤثر حاليا على الصيدليات الصغيرة التي بدأت تعاني من نقص في الكثير من الأدوية، وهو ما سيؤثر بالتالي على قطاع كبير من المرضى، مطالبا بضرورة أن يكون هناك توزيع عادل اللأدوية، خاصة في ظل أزمة فيروس كورونا الراهنة».