الصحفي مصطفى الأعصر يكمل 3 سنوات في الحبس الاحتياطي.. وشقيقته: قهر وظلم وذل.. وبنعد الأيام من الزيارة للزيارة
كتب- حسين حسنين
أكمل الصحفي مصطفى الأعصر، 3 سنوات من الحبس الاحتياطي في قضيتين متتاليتين، منذ القبض عليه في 4 فبراير 2018 أثناء تواجده في المواصلات العامة في طريقه لمقر عمله.
“السجن يقتلنا بالبطيء، يفرغنا من مضمونا الإنساني، في كل ليلة يمص من دمائنا قطرة، وفي الصباح يسحب من رئاتنا نفسًا”.. بهذه الجملة بدأ الصحفي مصطفى الأعصر أخر رسالة له من محسبه والتي نشرها المرصد المصري للصحافة والإعلام في يناير الماضي.
وقالت منار الأعصر، بمناسبة حبس شقيقها منذ 3 سنوات: اليوم ده حياتنا انا ومصطفي وقفت عنده.. ٣ سنين من القهر.. ٣ سنين مصطفى خسر فيهم كتير وعاني منهم أكتر في السجن، خسر من صحته وعمره وشغله ومستقبله وطموحه ومشاعره وإنسانيته.. خسر حتى مقعده الأخير بين أصحابه”.
وأضافت “٣ سنين من غير أي مبرر قانوني لحبسه، ٣ سنين بعيد عن بيته واهله واصحابه ، بعيد عن مامته اللي مفيش يوم كان بيعدي عليها إلا وهيا نايمة معيطة وتعبانة ومقهورة عليه، مفيش يوم عدي عليا إلا وانا محتجاه معايا ، كنا متفقين إني هكبر معاه .. دلوقتي انا كبرت واتخرجت من غيره ودلوقتي محتجاه معايا اكتر”.
حكاية الأعصر مع الحبس بدأت في فبراير 2018، بعد أن اوقفته قوات الأمن هو وصديقه الصحفي حسن البنا مبارك، واتهمته نيابة أمن الدولة العليا آنذاك على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة.
وظل الأعصر محبوسا على ذمة القضية حتى 7 مايو 2020 وقرار نيابة أمن الدولة إخلاء سبيله بعد تجاوزه مدة الحبس الاحتياطي المنصوص عليها في القانون بـ24 شهرا، وبالفعل تم نقل الأعصر إلى قسم الشرطة التابع له لإكمال إجراءات إخلاء السبيل.
وفي 11 مايو 2020، فوجئ الأعصر بإعادته من جديد إلى نيابة أمن الدولة ليكتشف تدويره على ذمة قضية جديدة حملت أرقام 1898 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، ليواجه عليها نفس الاتهامات السابقة بنشر أخبار وبيانات كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
ويقول الأعصر في رسالته “أنا هنا دون الأصدقاء. الأصدقاء؛ هم لي وأنا لهم. أتذكرهم؟ أنساهم؟ التذكر يؤلمني والنسيان يطعنني في قدرة عقلي على الاستمرار والاحتفاظ بلحظات فارقة – حتى وإن كانت في نسق زمني غير متسق وغير متسلسل منطقيًا – لكن للعقل أساليبه الخاصة، وهيهات أن يتبع ما نريد.
لحظات الذاكرة المغبَّشة ترهقني، كأن جزءً مني ينفصل عني وأتشبث به كي لا يلوذ بالفرار، واللحظات الواضحة الجلية تدميني كلكمة بيد حديدية على الوجه، أما تلك التي بين بين فتقتلني لأنها تذكّرني بحالي، أنا الذي وقعت في المنتصف، اللارابح واللاخاسر، اللاسعيد واللاتعيس، اللاحر واللامقيد، اللاحي واللاميت، الموجود على سبيل “الاحتياط”. أنا التجسيد الحي لحالة الميوعة المزعجة!”.
وأضاف: ” تجارب قليلة لا يعود الإنسان بعدها مثلما كان؛ أن يجرب الموت -مثلًا- في أحد أحبائه أو أن يعايش الموت -احتياطيًا- كسجين.
وهذا الإنسان الجديد الذي يولد بعد انتهاء المحنة قد يعيش غربة أبدية عن ذاته ومجتمعه ومعارفه وأصدقائه، قد يواجه احتقار الذات التي افتضحت، وقد يختار الموت طوعًا كوسيلة فعالة للخلاص من السكاكين التي تمزقه، أو ينغمس شعوريًا وفكريًا بشكل جذري في كل تجربة آتية بلا أي تفكير نقدي كوليد يحبو نحو الحياة”.