الصحة العالمية تدعو لإبقاء الحدود مفتوحة: نحتاج لأسابيع لفهم “أوميكرون”.. وقيود السفر تضع عبئا ثقيلا على سبل العيش
فارس فكري ووكالات
دعت منظمة الصحة العالمية دول العالم إلى إبقاء حدودها مفتوحة خلال مواجهة متحور ” اوميكرون” الجديد خلال الفترة القادمة ، بالاخص بعد الاجراء الذي اتخذته معظم الدول بتقييد الحركة والسفر تجاه أبرز 7 دول ظهر بها المتحور الجديد مؤخرا.
يُذكر أن المفوضية الأوروبية أصدرت توصيات الجمعة 26 نوفمبر، بضرورة وقف الرحلات إلى جميع الدول التي يظهر بها المتحور الجديد لفيروس كورونا.
وفي بيان، قالت منظمة الصحة العالمية إن قيود السفر قد تساهم في الحد بشكل طفيف من انتشار كـوفيد-19، ولكنها تضع عبئا ثقيلا على الأرواح وسبل العيش.
وأضافت أن المتحور الجديد الخاص بفيروس كورونا مثير للقلق، لافتة إلى أن العالم قد يحتاج لأسابيع لفهم طبيعته.
وأضافت المنظمة إنها ستطالب الدول اتخاذ مزيد من الإجراءات من أجل مواجهة المتحور الجديد الذي بدأ بالانتشار حول العالم، مشددة على أنها ستشارك جميع الدول المعلومات المتوفرة عن متحور كورونا الجديد.
قالت الدكتورة ماتشديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا: “مع اكتشاف متغير أوميكرون الجديد في العديد من مناطق العالم، فإن فرض قيود على السفر تستهدف أفريقيا يُعدّ هجوما على التضامن العالمي. كوفيد-19 يستغل انقساماتنا دائما. لن نتغلب على الفيروس إلا إذا عملنا معا للتوصل إلى حلول.”
وحذرت المنظمة من أنه إذا تم تنفيذ القيود، فلا يجب أن تكون جائرة أو تدخلية، ويجب أن تستند إلى أسس علمية، وفقا للوائح الصحية الدولية، وهي صك قانوني ملزم للقانون الدولي معترف به من قبل 190 دولة.
وكان عدد من العلماء توصلوا إلى اكتشاف متحور جديد من فيروس كورونا قالوا إنه يحتوي على بروتين يختلف جذريًا عن الفيروس الأصلي.
وأضافت الوكالة البريطانية أن المتحور الجديد هو التحدي الأهم الذي يواجهه العالم الآن.
وحسب التقارير الإخبارية فإن أول ظهور للمتحور الجديد لكورونا «B.1.1.529 32» والذي أطلق عليه العلماء اسم«بوتسوانا» كان في جنوب أفريقيا.
ولفتت إلى أن المتحور الجديد يحمل عددًا كبيرًا من الطفرات التي قد تساعد الفيروس في التهرب من الخلايا المناعية في جسم الإنسان وبالتالي أحد قلق كبير للعلماء.
قالت منظمة الصحة العالمية إن المتحور الجديد الخاص بفيروس كورونا مثير للقلق، لافتة إلى أن العالم قد يحتاج لأسابيع لفهم طبيعته.
وأضافت المنظمة إنها ستطالب الدول اتخاذ مزيد من الإجراءات من أجل مواجهة المتحور الجديد الذي بدأ بالانتشار حول العالم، مشددة على أنها ستشارك جميع الدول المعلومات المتوفرة عن متحور كورونا الجديد.
وأدى انتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا “أوميكرون” لدفع دول إلى إغلاق حدودها وأخرى لإعادة فرض القيود فيما ساد القلق حيال جهود مكافحة الوباء المستمرة منذ نحو عامين.
وسارع المغرب للتحرّك فأعلن تعليق جميع رحلات الركاب الوافدة إليه فيما قررت إسرائيل أيضا إغلاق حدودها أمام المسافرين الأجانب.
وأعلنت السلطات الصحية الهولندية الأحد اكتشاف 13 إصابة على الأقل بأوميكرون، التي يُخشى أنها أشد عدوى من سابقاتها، في أوساط 61 مسافرا خضعوا للحجر الصحي في أمستردام بعدما تأكدت إصابتهم بكوفيد لدى وصولهم من جنوب إفريقيا.
وحذّر المعهد الوطني للصحة العامة في هولندا من أن التحقيق لم يُستكمل بعد لافتا إلى أنه “قد يتم اكتشاف المتحورة الجديدة في مزيد من العينات”.
ورغم القلق الواسع، تظاهر عشرات الآلاف في النمسا احتجاجا على قرار للحكومة يفرض على السكان تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد، في خطوة غير مسبوقة في الاتحاد الأوروبي.
وأفاد المستشار النمسوي ألكسندر شالنبرغ أن قرار الحكومة يمثّل “تدخلا صغيرا” مقارنة بالسيناريو البديل في بلد سجّل معدل تطعيم بين الأقل في غرب أوروبا.
وبينما بدأت دول أوروبية عدة، بما فيها ألمانيا وفرنسا، فرض القيود مجددا للحد من تفشي الوباء، أيّد غالبية السويسريين قانونا بشأن شهادة كوفيد الصحية في استفتاء الأحد.
وفي بريطانيا، أعلن وزير الصحة ساجد جاويد عن قواعد جديدة للحد من تفشي كوفيد ستفرض اعتبارا من الثلاثاء.
تشمل الإجراءات إلزام السكان وضع الكمامات مجددا داخل المتاجر وفي وسائل النقل في انكلترا. كما سيتعيّن على جميع الوافدين إلى بريطانيا الخضوع لفحص كوفيد (بي سي آر) ولحجر صحي إلى حين صدور النتيجة التي تثبت عدم إصابتهم.
في الأثناء، يسابق العلماء الزمن لتحديد التهديد الذي تمثّله المتحورة الجديدة، خصوصا بشأن إن كان بإمكانها الالتفاف على اللقاحات المطوّرة حاليا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين الأحد من لاتفيا “نعلم أننا نخوض الآن سباقا مع الوقت”، موضحة أن “العلماء والشركات المصنعة (للقاحات) يحتاجون إلى ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع لتكوين رؤية شاملة عن خصائص طفرات المتحورة أوميكرون”.
وأضافت “علينا أن نكسب وقتا”، داعية السكان أيضا إلى تلقي اللقاح ووضع الكمامة واحترام التباعد الضروري.
وأعلنت دول عدة فرض قيود على السفر من جنوب إفريقيا، حيث اكتُشفت المتحورة أول مرة، بما فيها قطر والولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والكويت وهولندا.
وكانت أنجولا الأحد أول دولة إفريقية تعلّق كافة الرحلات الجوية مع جيرانها في المنطقة موزمبيق وناميبيا وجنوب إفريقيا.
لكن المغرب كان بين الدول الأكثر تشددا في إجراءاته فأصدر قرارا بتعليق جميع رحلات الركاب الوافدة إليه لمدة أسبوعين جرّاء أوميكرون نظرا “للتفشي السريع” للمتحورة “خصوصا في أوروبا وإفريقيا”، وفق بيان اللجنة الوزارية لتتبع كوفيد.
وأعلنت إسرائيل الأحد إغلاق حدودها أمام جميع الأجانب في مسعى للحد من تفشي الفيروس، في قرار يأتي بعد أربعة أسابيع فقط من إعادة فتح حدودها أمام السياح في أعقاب إغلاق طويل جرّاء كوفيد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت “نرفع العلم الأحمر” ( في دلالة على درجة الخطر المرتفعة)، مضيفا أن بلاده طلبت 10 ملايين وحدة من معدات إجراء فحوص كوفيد (بي سي آر) لمكافحة المتحورة “الخطيرة للغاية”.
وسيتعيّن على المواطنين الإسرائيليين الخضوع لفحص “بي سي آر” ولحجر مدته ثلاثة أيام إذا كانوا ملقّحين ضد فيروس كورونا وسبعة أيام إن لم يكونوا تلقوا التطعيم، بحسب مكتب رئيس الوزراء.
لكن المتحورة بدأت تنتشر ورصدت في مختلف دول العالم، من هولندا مرورا بهونغ كونغ وأستراليا، حيث أعلنت السلطات الأحد اكتشافها أول مرة لدى مسافرين قدما من جنوب القارة الإفريقية خضعا لفحص كوفيد بعد وصولهما إلى سيدني.
ويأتي وصول المتحورة الجديدة بعد شهر من رفع أستراليا الحظر المفروض على سفر مواطنيها إلى الخارج من دون إذن.
وأكدت الدنمارك تسجيل أول إصابة بأوميكرون على أراضيها، لدى مسافرَين وصلا على متن رحلة من جنوب إفريقيا. كما أكدت ألمانيا الأحد تسجيل إصابة جديدة بالمتحورة لشخص وصل من جنوب إفريقيا.
وفاجأت السرعة التي أغلقت فيها الحكومات حدودها كثيرين، فتدفق مسافرون إلى مطار جوهانسبرغ على أمل الصعود على متن آخر الرحلات إلى الدول التي فرضت قيودا مفاجئة على السفر.
وفي هولندا، ثبتت إصابة 61 راكبا بالفيروس بعدما وصلوا على متن رحلتين من جنوب إفريقيا.
وذكرت مراسلة “نيويورك تايمز” المتخصصة بالشؤون الصحية ستيفاني نولين أن مسافرين بينهم رضع احتشدوا بانتظار خضوعهم للفحوص، فيما “لم يضع نحو ثلثهم كمامات أو اكتفوا بتغطية أفواههم”.
واكتشف علماء من جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي المتحورة الجديدة B.1.1.529 المكوّنة من 10 نسخ على الأقل، مقارنة بثلاث نسخ في المتحورة “بيتا” ونسختين في “دلتا”، المتحورة التي سددت ضربة للتعافي العالمي وأدت لإعادة فرض إغلاق على ملايين الأشخاص حول العالم.
وأكدت طبيبة من جنوب إفريقيا عالجت نحو ثلاثين مصاباً بالمتحور الجديد أنها لاحظت “اعراضاً خفيفة” لدى المرضى الذين التزموا فترة نقاهة بدون أن يضطروا إلى دخول المستشفى في الوقت الحالي.
وأدى اكتشاف أوميكرون إلى إحياء الانقسامات الجيوسياسية التي فاقمها الوباء فسارعت الولايات المتحدة للإشادة بشفافية جنوب إفريقيا في الإعلان عن المتحورة الجديدة، في تنديد مبطّن بطريقة تعامل الصين مع المعلومات بشأن ظهور الوباء.
وأشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت “بعلماء جنوب إفريقيا لتعرّفهم السريع على المتحورة أوميكرون وبحكومة جنوب إفريقيا لشفافيتها في مشاركة هذه المعلومات، والتي ينبغي أن تكون مثالا يحتذى به للعالم بأسره”.
لكن جنوب إفريقيا اشتكت من فرض تدبير حظر سفر “قاسية” وغير منصفة لأنها كانت أول بلد يرصد المتحورة، التي وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها “مقلقة”