«الصحة العالمية» تدعو جميع الأطراف في أفغانستان إلى احترام المدنيين والعاملين بالقطاع الطبي وحمايتهم
أكدت منظمة الصحة العالمية، التزامها بالبقاء في أفغانستان وتقديم الخدمات الصحية الحيوية، ودعت جميع الأطراف إلى احترام وحماية المدنيين والعاملين الصحيين والمرضى والمرافق الصحية.
وقالت المنظمة في بيان صحفي، الأربعاء، إن الخدمات الصحية الأساسية والإمدادات الطبية، هو شريان حياة حاسم لملايين الأفغان، ويجب عدم انقطاعه، لافتة إلى أن أعمال العنف المستمرة منذ شهور تسببت في خسائر فادحة في النظام الصحي الهش في أفغانستان، والذي كان يواجه بالفعل نقصًا في الإمدادات الأساسية وسط جائحة COVID-19.
وأضافت المنظمة أنه نتيجة للنزاع الأخير، ازدادت الإصابات الناجمة عن الصدمات، ما يتطلب توسيع نطاق الخدمات الطبية والجراحية الطارئة، مشيرة إلى أنه في شهر يوليو 2021 ، تم تلقي حوالي 13897 حالة إصابة مرتبطة بالنزاع في 70 مرفقًا صحيًا تدعمه منظمة الصحة العالمية، مقارنة بـ 4057 حالة في يوليو 2020.
وتابعت: «على الرغم من انعدام الأمن، أرسلت المنظمة في 17 أغسطس إلى مستشفى وزير أكبر خان في كابول 33 وحدة مختلفة من مجموعات الرضوح، تكفي لتغطية 500 عملية جراحية لـ 500 مريض بالرضوح و750 من ضحايا الحروق، وأرسلت 10 مجموعات طبية أساسية تكفي لتوفير الأدوية الضرورية لنحو 10000 شخص لثلاثة أشهر».
وواصلت: «كذلك زودت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع مستشفى هلمند الإقليمي بست مجموعات من اللوازم الطبية الأساسية ومجموعة واحدة من مجموعات الكوليرا، لدعم توفير الأدوية الأساسية لنحو 6000 شخص لثلاثة أشهر وعلاج 100 حالة إسهال. وتبرعت المنظمة أيضًا، في الأسبوع الماضي، بإمدادات طبية لثلاثة شركاء صحيين لمواصلة عملهم الضروري في منشآتهم الصحية وسد ثغرات عدم توافر الإمدادات».
ووفقا للبيان، لا تزال الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تمثِّل تحديًا كبيرًا؛ فمن يناير حتى يوليو 2021، تضرر 26 مرفقًا صحيًّا و31 عاملًا في الرعاية الصحية، ولقي من بينهم 12 عاملًا صحيًّا حتفهم.
وأكد البيان أن منظمة الصحة العالمية تواصل العمل مع الشركاء في التصدي لكوفيد-19، مع التركيز على التشخيص والاختبار والترصُّد والرعاية السريرية والوقاية من العدوى ومكافحتها والتلقيح وإحالات النازحين مؤخرًا في المدن الكبرى.
وشدد البيان على أنه لم تكن الرؤية الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية المتمثلة في «الصحة للجميع بالجميع: دعوة للتضامن والعمل» أكثر أهمية أو إلحاحًا من الوقت الحالي.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن شعب أفغانستان يحتاج إلى الدعم والتضامن اليوم أكثر من أي وقت مضى، مشددا على أنه لا يمكن التراجع عن «مكاسب السنوات العشرين الماضية».
يذكر أن الرئيس الأفغاني أشرف غني، فر من البلاد يوم الأحد مع سيطرة حركة طالبنا على العاصمة كابول قائلا إنه آثر تجنب سفك الدماء، في حين تكدس مئات الأفغان في مطار كابول أملا في مغادرة البلاد.
وقال محمد نعيم المتحدث بِاسم المكتب السياسي لحركة طالبان في تصريح لتلفزيون الجزيرة «هذا يوم عظيم للشعب الأفغاني وللمجاهدين، لقد شهدوا ثمار جهودهم وتضحياتهم على مدار 20 عاما، الحمد لله الحرب انتهت في البلاد».
واحتاجت طالبان ما يزيد قليلا عن أسبوع للسيطرة على البلاد في حملة خاطفة انتهت في كابول بينما اختفت القوات الأفغانية التي أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها مليارات الدولارات لتدريبها وتسليحها على مدار سنوات.
وبثت قناة الجزيرة مقطع فيديو قالت إنه لزعماء من طالبان داخل القصر الرئاسي ومعهم عشرات المسلحين.
وقال نعيم إن شكل النظام الجديد في أفغانستان سيتضح قريبا مضيفا أن الحركة لا ترغب في العيش في عزلة ودعا إلى علاقات سلمية مع المجتمع الدولي.
وأضاف: «لقد وصلنا إلى ما كنا نسعى إليه وهو حرية بلادنا واستقلال شعبنا، لن نسمح لأحد باستخدام أراضينا لاستهداف أي جهة ولا نرغب في الإضرار بالآخرين».
ونقلت «رويترز» عن قائد في الحركة قوله إن المسلحين يعيدون تنظيم صفوفهم من مختلف الأقاليم مضيفا أن طالبان لن تشكل هيكلا جديدا للحكم إلا بعد رحيل القوات الأجنبية.
وأضاف مسؤول طالبان الذي طلب عدم نشر اسمه أنه صدرت تعليمات لمقاتلي الحركة في كابول بعدم ترهيب المدنيين والسماح لهم باستئناف أنشطتهم العادية.
وتابع عبر تطبيق واتساب: «الحياة الطبيعية ستستمر بطريقة أفضل كثيرا وهذا كل ما استطيع أن أقوله الآن».