السيسي يشهد حفل تكريم المرأة المصرية والأم المثالية لعام 2023 ويصدر قرارا بالعفو الرئاسي عن جميع الغارمين والغارمات قبل حلول رمضان
السيسي: المرأة المصرية تحملت الظروف الصعبة ولعبت دورا كبيرا في حماية مصر.. وصندوق الأسرة المصرية يهدف ألا يشعر منزل بالعوز أو الحاجة
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته انتصار السيسي، الاثنين، حفل تكريم المرأة المصرية والأم المثالية لعام 2023، المنعقد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس في القاهرة الجديدة.
وبدأ الحفل بعرض فيلم تسجيلي عن دور المرأة المصرية وكفاحها عبر التاريخ منذ عام 1919 وحتى الوقت الراهن حتى تظل مصر حرة، منوهًا بالدور الكبير للمرأة في المشهد البطولي عام 2013، كما استمرت بشجاعة في دورها للحفاظ على بلدها.
وأشار الفيلم التسجيلي إلى أن الدستور يضم لأول مرة في التاريخ 21 مادة تضمن حقوق المرأة المصرية لتكون طرفًا أصيلًا في معادلة بناء وطنها بكرامة، مضيفًا أن خلال هذا العهد حصلت المرأة على أعلى المراكز سواء نائبات في البرلمان وكذلك أول وكيلة لمجلس الشيوخ وعُينت كمحافظات، وأيضًا أول رئيسة محكمة وقاضيات ومأذونات شرعيات، ومستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي.
ولفت الفيلم إلى أن المرأة تشعر بالأمان في هذا العهد إزاء تطبيق القوانين من أول حقها في التعليم وحتى كفاحها للوصول إلى أعلى الشهادات التعليمية، فضلًا عن المبادرات التي تهتم بصحة المرأة وتوفير السكن لها، ودعم المرأة في المشروعات الصغيرة في كل المجالات لتمتلك مصدر دخل آمنًا، بالإضافة إلى مبادرة “مصر بلا غارمات”.
وأشار الفيلم التسجيلي إلى أن كفاح المرأة المصرية متواصل ولا تزال سيدات وشابات مصريات يرفعن رأس مصر عاليًا في كل المحافل الدولية.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية دور المرأة المصرية في حماية المجتمع والدولة، وقال “لن ننسى أن المرأة منذ عام 2013 وحتى الآن لعبت دورا كبيرا في حماية مصر، ففي 30 يونيو تصدرت المشهد وعندما طالبتُ بنزول المواطنين يوم 26 يونيو خلال شهر رمضان من نفس العام لإعطائي تفويضا، كانت المرأة هي محور الحركة والدافع وراء نزول كافة أفراد الأسرة”.
وأضاف السيسي ، في كلمته، أن المرأة هي التي قدّمت الشهيد فداء للوطن وهو يعد أصعب موقف تواجهه “، مشيرا إلى أن المرأة تحملت الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وأوضح أن المرأة هي التي تتحمل أعباء التربية ، لافتا إلى أن إعطاء الأولوية لبناء الإنسان وتوعيته عندما يكبر يعد محل اعتبار حيث ستختفي في هذه الحالة العديد من الظواهر السلبية مثل التنمر والتحرش وغيرها.
وقال السيسي”إنه نشأ في منزل تتوفر فيه الرحمة والحنان “، مضيفا “عندما يحدث أي خلاف في الأسرة فإن المرأة هي التي تتحمل المسئولية ” ، وتابع “إنني لست ضد الرجل أو منحازا للمرأة ولكن نحاول أن نكون منصفين ، فالمرأة هي عماد البيت المصري والمسئولة عنه ويجب أعطاؤها حقوقها وإنصافها “.
وأكد السيسي أن المرأة المصرية خلال عام 2013 وحتى الآن كان لها دور كبير في حماية مصر، مشيرا إلى أن من تصدر المشهد في 30 يونيو هي المرأة، وأيضا عندما طلب النزول من الشعب المصري للحصول على تفويض لمواجهة الإرهاب، تصدرت المرأة المشهد أيضا ، قائلا : “عندما رأت الدنيا كلها هذه الأعداد الغفيرة التي نزلت إلى الميادين أدركوا أن الموضوع ليس حركة للجيش ، ولكن البلد رافضة وأن الجيش يدعم هذا الرفض الشعبي “.
وأصدر رئيس الجمهورية قرارا بالعفو الرئاسي عن جميع الغارمين والغارمات قبل حلول شهر رمضان، وشدد – خلال كلمته – على أنه كان من المهم أن يكون أهلنا من الغارمين موجودين في بيوتهم ومع أسرهم خلال شهر رمضان لإدخال البهجة والسرور عليهم، مضيفا “إننا كنا حريصين على أن يكون قانون الأحوال الشخصية الجديد متوازنا وموضوعيا للغاية وبعيد النظر،لأن هدفنا في النهاية هو حماية الأسرة والأبناء ، وهذه قاعدة عامة يجب الانتباه لها ونؤكد عليها “.
وقال الرئيس “إن كل صاحب قضية سيكون له وجهة نظر خاصة به حسب حالته ، ولو أنا لدي مشكلة صعب جدا أن أكون موضوعيا ومتوازنا مع نفسي، وبالتالي عندما يتم التحدث عن هذه المشكلة يقوم بالدفاع عن موقفه بشدة ولو أي شيء غير ذلك يكون استعداده لاستقبالها ليس سهلا”.
وحول موضوع صندوق الأسرة ، قال الرئيس “إنه يرى أن موارد الصندوق ينبغي أن تتراوح ما بين 40 – 50 مليار جنيه” ، مضيفا ” عندما تعلن وزارة التضامن الاجتماعي بأننا مدينون بنحو 350 مليون جنيه فإن معنى ذلك أن هذا المبلغ دين” ، موضحا أن مبلغ الـ350 مليون جنيه ليست قضية لأنني أبلغتهم بأنهم لو وضعوا مليارين أو خمسة مليارات جنيه ستضع الدولة مبلغا مماثلا لأن الصندوق عندما يكون قويا فإنه يشكل ضمانا اجتماعيا لأسرنا .
وتابع: ” أنا من حقي التبرع للصندوق لأنه في النهاية سيكون كفيلا يمنع عوز وحرمان الأسر “، موضحا أن الصندوق ليس كما يتصوره البعض بأنه مجرد صدقة تقدم أو تخصص لبناء مسجد أو دار أيتام ، بل يهدف في النهاية إلى حماية المجتمع والحفاظ على صلابته.
وقال السيسي “إن فهم الكثيرين للدين ضيق جدا رغم أن الهدف منه إسعاد الناس”، مضيفا “أننا عندما قمنا بدراسة ذلك الموضوع فإننا كنا نستهدف المجتمع بأسره وليس جزءا منه ، وتلك هى آليات عمل الحكومة وليست آليات عمل مؤسسات خيرية أو جمعيات أهلية” .
وأكد أن الدولة الحديثة هي التي تنظر إلى جميع المشكلات وتقوم بتبني آليات وأفكارا لحلها لتكون منظومة عمل وليست وجهات نظر.
وفي كلمتها خلال الاحتفالية، أكدت مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، أن المرأة المصرية تفخر أمام العالم بما تحقق لها من إنجازات ومن كسر حواجز زجاجية للوصول إلى مواقع اتخاذ القرار وإطلاق استراتيجيات وسياسات وبرامج وإقرار تشريعات، مشيرة إلى أن المرأة المصرية أصبحت تحلم دون حواجز وتثق بأنها مدعومة بإرادة وقيادة سياسية تؤمن بأن تمكين المرأة هو حق أصيل من حقوقها، ووجهت الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي كونه المدافع الأول عن المرأة المصرية.
وقالت رئيسة المجلس القومي للمرأة “إن مصر حققت تقدمًا ملموسًا في مؤشرات الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 في مراجعتها النصفية من مرصد المرأة المصرية، حيث رصدنا تقدمًا وثباتًا في 33 مؤشرًا وتحديًا في 3 مؤشرات”.
وأضافت أنه خلال عام 2022 بلغ عدد مستفيدات المجلس القومي للمرأة ما يزيد على 12 مليونًا في المحافظات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي إلى 104 ملايين معدل وصول عبر الحملات التوعوية، وخلال 7 أعوام نجحنا في تحقيق 48 مليون تواصل توعوي عبر طرق ما يزيد على 5 ملايين باب.
يذكر أن الاحتفال حضره كل من رئيس مجلس الشيوخ المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، ووزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، بالإضافة إلى نقيب الصحفيين خالد البلشي.