السيسي: جهودنا في مجال الغاز ستنعكس إيجابيا على أوروبا.. ونحذر من عواقب الاستيطان الإسرائيلي والتهجير ومحاولات تهويد القدس
السيسي: الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية تزيد الاحتقان وتهدد بانفلات الأوضاع وتضع الشرق الأوسط بأكمله أمام خيارات خطيرة
قال عبدالفتاح السيسي، إن منتدى غاز شرق المتوسط، والجهد المبذول مع شركات البحث والتنقيب، سيكون لهما العنصر الحاسم في قيام المنتدى بدوره في التخفيف من آثار الأزمة العالمية، والطلب على الغاز لأوروبا في المرحلة المقبلة.
وأضاف السيسي، خلال كلمته ضمن فعاليات معرض ومؤتمر مصر الدولي للبترول «إيجبس 2023»، صباح الأحد، 12 فبراير 2022، أن الفترة المقبلة تشهد اكتشافات سواء في لبنان أو إسرائيل أو في مصر، وأن وصول الغاز إلى أوروبا سيقلل من الآثار الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية، والجهد الذي نبذله سينعكس إيجابيا على أوروبا.
في اليوم ذاته، شارك السيسي في فعاليات مؤتمر “القدس” رفيع المستوى، الذي انعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وملك الأردن عبدالله بن الحسين، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى جانب عدد من الوفود رفيعة المستوى من الدول الأعضاء في الجامعة، قبل توجهه إلى الإمارات، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى للمشاركة في القمة العالمية للحكومات 2013 في إمارة دبي.
وأكد السيسي خلال كلمته، موقف مصر الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها، كما تؤكد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته باعتباره مكان عبادة خالصاً للمسلمين، معيدا التحذير من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على الإخلال بذلك، أو على محاولة استباق أو فرض أمر واقع يؤثر سلباً على أفق مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأشار إلى أن مصر مدت يد السلام لإسرائيل على أساس العمل على التوصل لتسوية شاملة وعادلة، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧، مؤكدا أن عاصمة الدولة التي يرتضيها ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ستظل هي القدس الشرقية.
وأوضح أنه من المؤسف أن يأتي اجتماع اليوم على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية، وظروف تهدد الأمن الإقليمي، وتهدد مفهوم التعايش بين شعوب المنطقة، المفهوم الذي سعينا لتكريسه عبر السنوات الماضية، حيث تستمر الإجراءات أحادية الجانب المخالفة للشرعية الدولية، من استيطان وهدم للمنازل، وتهجير ومصادرة الأراضي، وعمليات تهويد ممنهجة للقدس، واقتحامات غير شرعية للمسجد الأقصى، فضلاً عن الاقتحامات المستمرة للمدن الفلسطينية على نحو يزيد الاحتقان على الأرض ويهدد بانفلات الأوضاع الأمنية، كما يزيد من الأسف أن كل ما تقدم إنما يعوق حل الدولتين، ويضع الطرفين، والشرق الأوسط بأكمله أمام خيارات صعبة وخطيرة.
ولفت السيسي إلى أن القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة المحورية، اختصا – كما لم يختص مدينة من قبل – الوضع القانوني لمدينة القدس، بدءاً من تأكيد مجلس الأمن “أنه لا يجوز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وأن جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذت من قبل إسرائيل باعتبارها قوة احتلال، والتي يمكن أن تغير من معالم أو وضع المدينة المقدسة، ليس لها صلاحية قانونية وتمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف الرابعة”، وانتهاءً بتأكيد مجلس الأمن عدم اعترافه بأية تغييرات على خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، إلا ما يتم الاتفاق عليه بالتفاوض.
وتابع: “أجدد دعوتي للمجتمع الدولي وشركاء السلام لضرورة العمل سوياً على إنفاذ حل الدولتين، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، باعتباره حجر الزاوية لتطلعات شعوب المنطقة لتحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار والتعايش السلمي، كما أدعو الأطراف الدولية لعدم الاستسلام للجمود السياسي، الذي يتراكم مع الزمن ويزيد من تعقيد التسوية في المستقبل”.
وأضاف الرئيس أن “مصر ستستمر في الدعوة لمعالجة جذور الأزمة المتمثلة في الاحتلال، ولن تألو جهداً في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته، وستواصل – من أجل هذا الهدف – العمل مع طرفي الصراع لإعادة إحياء المسار السياسي، كما سنواصل جهودنا للتعامل مع التحديات الآنية وسنعمل مع جميع الأطراف على التهدئة بالضفة الغربية وقطاع غزة.. وستستمر الجهود في دعم إعادة إعمار القطاع ودعوة المجتمع الدولي لزيادة إسهامه لتخفيف معاناة إخوتنا الفلسطينيين بغزة”.
واستكمل: “أتوجه لإسرائيل حكومة وشعباً وأقول، لقد حان الوقت لتكريس ثقافة السلام والتعايش، بل والاندماج بين شعوب المنطقة.. وأنه لهذا الغرض، فقد مددنا أيدينا بالمبادرة العربية للسلام التي تضمن تحقيق ذلك وفقاً لسياق عادل وشامل، فدعونا نضعها سوياً موضع التنفيذ، ولنطوي صفحة الآلام من أجل الأجيال القادمة.. الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء.