السياحة في مصر بين مطالب بتشكيل «لجنة أزمات» وإلغاء الحجوزات «حالات فردية»
كتبت- مي سعيد
مع ارتفاع مستوى خطورة انتشار فيروس كورونا تزامنا مع وصوله إلى أكثر من 50 دولة، باتت الكثير من الوجهات السياحية في العالم مهددة بالتراجع، فما توقعات بالنسبة لحركة السياحة إلى مصر وما الإجراءات والتدابير الاحترازية التي يُمكن للسطات المصرية إتخاذها؟
مصر أعلنت صباح الإثنين، اكتشاف حالة إيجابية لأجنبي مصاب بفيروس كورونا المستجد في مصر. وتعد هذه الحالة هى الثانية فى مصر لفيروس كورونا المستجد، علما بأن الحالة الأولى قد تعافت وخروجت من المستشفي بعد تلقيها الرعاية اللازمة.
وبعد الإعلان عن الحالة الثانية بوقت قصير، اقترح رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، صباح الإثنين، تشكيل لجنة أزمات لوضع خطة معالجة تأثر السياحة بأزمةً فيروس كورونا.
وقال رجل الأعمال المصري عبر حسابه على موقع تويتر: “اقترح على السيد رئيس الوزراء تشكيل لجنة أزمات لوضع خطة معالجة تأثر السياحة بأزمةً الكورونا العالمية التى ستؤدى إلى هبوط معدلات السفر والسياحة التى واضح أنها ستطول”.
ويشار إلى أن معدلات السفر في الشرق الأوسط تشهد تباطؤ بسبب مخاوف انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وحثت شركة طيران الإمارات موظفيها على التغيب عن العمل لبعض الوقت في ظل تباطؤ معدلات السفر العالمية، وأوقفت رحلاتها إلى معظم الوجهات الصينية وإيران.
وأعرب حسام الشاعر، رئيس غرفة شركات السياحة، في وقت سابق عن قلقه من تأثر حركة السياحة عالمياً بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد جغرافياً على مستوى العالم .
وقال الشاعر في مداخلة عبر برنامج “القاهرة الآن “المذاع على فضائية ” العربية الحدث” إن القلق نابع من عدم وجود توقع لانتهاء وانحسار الأزمة لمواجهة الفيروس والخلاص منه، متابع : “وعند عدم الحل للأزمة يهدد شركات السياحة والطيران متوقعاً في حال استمرار تفشي الفيروس سيؤدي لإفلاس بعض شركات الطيران العالمية”.
وتوقع الشاعر تأثر مع انتشار الفيروس في العالم، وعلى السياحة المصرية خلال الفترة القادمة، قائلاً “بخلاف الصين وحجوزاتها لم تتأثر الحجوزات القادمة من أوروبا خلال الأيام الماضية وأن معدل الحجز خلال الأربعة أيام الماضية مثل ألمانيا وبولندا والتشيك شهد تراجعاً نظراً لسيادة حالة من اللايقين وتراجعت النسبة 60% في معدل الأقبال”
في المقابل، رأى محمد فلا، عضو مستثمرو لسياحة بالبحر الأحمر، أن مصر تعتبر من آمن الوجهات السياحية في الوقت الحالى، حيث قال في مداخلة هاتفيه ببرنامج فضائية “DMC” :”إن مصر تتخذ إجراءات ضد أي جهة مصنفة بتفشى المرض يتم فحص الطائرة بالكامل، ووزارة الصحة هى التى تقوم بعملية الفحص، وإيطاليا تعتبر من الدول الموبوءة.
لكن “فلا” تحدث عن حجوزات تم إلغاءها، وقال إن معظم هذه الحجوزات من إيطاليا وألمانيا، مضيفا: “هناك بعض الجهات من أوروبا الشرقية حجوزاتها قليلة وتم إلغاؤها، وإيطاليا ألغت الحجوزات لأن لديها الفيروس، أما بقية من ألغوا الحجوزات هي حالات فردية”.
واعتبر النائب عمرو صدقي، رئيس لجنة السياحة بالبرلمان، انتشار فيروس كورونا في البلاد الأكثر وجهة سياحية، قد يؤدي إلى عزوف السياح عن القيام بأي جولات خلال المرحلة المقبلة، إلا أنه رأى أن ذلك “قد يساعد على تغيير العديد من السياح لوجهتهم السياحية في الفترة المقبلة، وقد تأتي مصر على رأس المستفيدين من هذا التغيير”.
وقال صدقي في تصريحات نقلتها عنه صحيفة “الوطن”، إن مصر قد تكون “الخيار الأفضل نظرًا لما تتمتع به من جو دافئ يمنع انتشار الفيروس، فضلًا عن الإجراءات الاحترازية التي تمنع وصول كورونا لها”، وشدد على ضرورة وجود تنسيق جيد بين وزارة الطيران والصحة والجهات المختصة لمنع دخول هذا الفيروس إلى مصر.
من جهته، كشف الدكتور طارق شلبي، رئيس جمعية خبراء السياحة العرب، عن تأثر حركة السياحة العالمية خلال الربع الأول من العام الجاري، لتنخفض بنسبة 20% نتيجة تأثرها بفيروس “كورونا” الذي ضرب عدة دول أجنبية وعلى رأسهم الصين.
ونقل موقع “مصراوي”، عن شلبي قوله إن حركة السياحة الوافدة إلى مصر تأثرت هي الأخرى بنسبة وصلت لـ 30% خاصة خلال شهري يناير وفبراير 2020، موضحا أن الصين أبرز الجنسيات الأبرز التي تأثرت بها مصر في الأساس. لكنه أشار إلى أن مصر تستطيع أن تتعافي الفترة المقبلة، خاصة بعد شهر إبريل المقبل وستشهد حركة السياحة على مستوى العالم تحسنا أفضل كون المرض “مؤقت وسينتهي”، على حد قوله.
وأشار شلبي إلى أن الحركة الوافدة لمصر من السوق العربي تأثرت بنسبة 10% خلال الموسم الحالي.
ونصح رئيس جمعية خبراء السياحة العرب، المسئولين، بتكثيف الدعاية بصفة مستمرة من حيث إجراءات الوقاية الشديدة التي تتخذها حاليا، بجانب الاجراءات التحفظية في مداخل ومخارج البلاد منعا للغط حول هذا الأمر.