السعودية تحتجز اثنين من كبار أفراد الأسرة الحاكمة أحدهما شقيق الملك سلمان بسبب محاولة انقلاب مزعومة
ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن السلطات السعودية اعتقلت ثلاثة أفراد من العائلة المالكة.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر لم تسمها أن الحرس الملكي اعتقل في وقت مبكر من يوم الجمعة، الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، شقيق الملك سلمان وابن شقيق الملك الأمير محمد بن نايف من منزليهما، بعد اتهامهما بالخيانة.
وذكرت الوكالة أن صحيفة نيويورك تايمز بدورها تحدثت عن هذه الاعتقالات، مضيفة أن أحد أشقاء الأمير محمد بن نايف، الأمير نواف بن نايف، اعتُقل أيضا، وفقا لما نقلته وكالة فرانس برس.
وتحرك الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية لتعزيز سلطته منذ توليه ولاية العهد بعد استبعاد ابن عمه الأمير محمد بن نايف في 2017 . واحتجز الأمير محمد العديد من أفراد الأسرة الحاكمة في حملة لمكافحة الفساد في وقت لاحق من ذلك العام.
ويُنظر إلى بن سلمان على أنه الحاكم الحقيقي للمملكة منذ مبايعته بولاية العهد في 2016.
وقال مصدر إن عملية الاحتجاز جرت يوم الجمعة. ولم يتسن لرويترز تحديد أسباب هذا الإجراء. لكن صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن ذلك له صلة بمحاولة انقلاب مزعومة.
ولم يتسن الاتصال بالمسؤولين السعوديين للتعليق في ساعة مبكرة من صباح السبت. ولم يرد المكتب الإعلامي للحكومة السعودية على طلب من رويترز للتعليق.
وقال مصدران مطلعان على الأمر لوكالة رويترز، إن الأمير محمد بن سلمان أثار استياء بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة بسبب تشديد قبضته على السلطة وتساءل البعض عن قدرته على قيادة البلاد عقب قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول في 2018 وتعرض البنية التحتية النفطية السعودية لأكبر هجوم على الإطلاق العام الماضي.
وأضافا أن بعض أفراد الأسرة الحاكمة سعوا لتغيير ترتيب وراثة العرش معتبرين أن الأمير أحمد أحد الخيارات الممكنة الذي يمكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.
وقال سعوديون مطلعون ودبلوماسيون غربيون إن من غير المرجح أن تعارض الأسرة الحاكمة ولي العهد أثناء حياة الملك سلمان (84 عاما) مدركة أن من غير المحتمل أن ينقلب الملك على ابنه.
ويشر إلى أن العاهل السعودي فوض معظم مسؤوليات الحكم إلى نجله ولكنه ما زال يرأس الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الوزراء ويستقبل الضيوف الأجانب.
ولم يظهر الأمير أحمد بن عبد العزيز بشكل كبير منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر عام 2018 بعد شهرين ونصف الشهر في الخارج.
وخلال هذه الرحلة بدا أن الأمير أحمد الأمير أحمد بن عبد العزيز ينتقد القيادة السعودية أثناء رده على محتجين خارج مقر إقامة بلندن كانوا يهتفون بسقوط أسرة أل سعود.
وقالت مصادر في وقت سابق إن الأمير أحمد كان من بين ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء الأسرة الحاكمة، عارضوا تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017.
وأضافت المصادر أنه تم فرض قيود ومراقبة تحركات الأمير محمد بن نايف منذ ذلك الوقت.
وتأتي عملية الاحتجاز الأخيرة في وقت تزايدت فيه حدة التوتر مع إيران ومع تنفيذ الأمير محمد بن سلمان إصلاحات اجتماعية واقتصادية طموحة من بينها طرح أولي عام لشركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة في البورصة المحلية في ديسمبر كانون الأول الماضي. وترأس السعودية حاليا أيضا مجموعة العشرين.
ولاقى الأمير محمد إشادة في الداخل لتخفيفه القيود الاجتماعية في المملكة وفتح الاقتصاد. ولكنه تعرض لانتقادات دولية بسبب الحرب المدمرة في اليمن وقتل خاشقجي واحتجاز نشطاء يدافعون عن حقوق المرأة في إطار حملة على المعارضة.
وبعد ساعات من تصدر هاشتاج حمل اسم ولي العهد محمد بن سلمان قائمة أعلى الوسوم تداولا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حمل تغريدات متباينة حول اعتقال الأمراء الثلاثة.
وقالت الكاتب السعودي تركي الشلهوب عبر تويتر: «السعودية تعيش وضعًا مأساويًا غير مسبوق.. فالأمراء العقلاء ثم اعتقالهم وإذلالهم. والنساء يُعتَقَلنَ ويُعذَّبن، والعلماء يُنكَّل بهم، والناشطون مُغَيَّبون، والصحفيون مُطاردون، والمواطنون مقموعون. وترامب يُهين البلد ويحلبها، وإيران تصفعها، والحوثيون يقصفونها.. والسبب: #محمد_بن_سلمان».
يذكر أن السلطات السعودية احتجزت في نوفمبر 2017، عشرات الأشخاص، من بينهم أمراء ووزراء حاليون وسابقون ورجال أعمال، وجرى اجتجازهم في فندق ريتز كارلتون، الذي تحول على مدى ثلاثة أشهر إلى «سجن ذهبي» لهؤلاء. وكان من بين المحتجزين، الأمير الملياردير الوليد بن طلال والأمير متعب بن عبد الله و ووزير الخارجية الجديد إبراهيم العساف وغيرهم.
جاء ذلك بعد أن أعلن الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، تشكيل لجنة مكافحة الفساد.
ويرى محللون أن الاعتقالات تحرك مباشر من ولي العهد لتعزيز قبضته على قاعدة السلطة في المملكة. ووصف منتقدون حملة الاعتقلات بأنها «عملية ابتزاز واستغلال للسلطة» من قبل الأمير محمد بن سلمان.
وفي يوليو 2018 نشرت «BBC» فيلما وثائقي يقدم أدلة وبراهين تشير إلى وقوع عمليات اختطاف وترحيل قسري لأمراء انتقدوا العائلة الحاكمة السعودية في الخارج.