الزميلة دعاء العدل تحصل على جائزة “إيفيكو”.. والجمعية السويدية: رسوماتها الكاريكاتورية بسطت السياسة لجمهور عريض
أعلنت جمعية إيفيكو ومجلة داجينس أربيتيه، مرة أخرى، وبالتعاون مع متحف العمل في نورشوبينج بالسويد، حصول رسامة الكاريكاتور المصرية دعاء العدل، على جائزتها لهذا العام، التي يسلمها إياها السفير السويدي بالقاهرة جان تيسلف، في حفل بالسفارة 14 نوفمبر المقبل.
وعلى مدى 20 عاماً سلّطت جائزة إيفيكو الضوء على عدد من فناني الرسومات الساخرة السويديين والعالميين الذين يعملون من أجل حريّة التعبير وحريّة الصحافة، وتشارلي كريستنسن وجوناثان “زابيرو” شابيرو وسارة جرانير هم بعض الفنانين المعروفين الذين حصلوا على هذه الجائزة.،والآن حان الوقت لمنح هذه الجائزة لرسامة الكاريكاتور دعاء العدل الناشطة في مصر منذ عام 2007.
وأوضحت هيئة التحكيم أن جائزة هذا العام تُمنح لرسامة شجاعة ورائدة في فتح آفاق جديدة في فنّ الكاريكاتور وملهمة لممارسي هذا الفنّ، ورسوماتها لا تتفادى المحرمات ولا تسعى للانتقام، لا يمكن لأصحاب السلطة ومعارضي الرأي الحرّ إلّا أخذ فنّ دعاء العدل بالحسبان.
وأضافت أن أعمال دعاء العدل تحمل هدفاً تثقيفياً، وهي أعمال ذات دافع فنّي وإبداعيّ مصوغة بلغة واضحة تجعل السياسة قابلةً للفهم من جمهور عريض.
وتابع: “كما أن لديها رغبةً في التغيير لا الاستفزاز، تُظهر دعاء العدل إمكانيات فنّ الكاريكاتور كأداة لتحقيق الديمقراطية، ومن خلال تركيز الضوء على الجوانب غير المرئية في المجتمع توضح قدرة رسم الكاريكاتور على ضرورة إعادة النظر في توزيع السلطة”.
وأشارت إلى أن رسومات دعاء العدل مثيرة للنقاش، حتى أنها تعرضت للمُساءلة مرات عدّة، والموضوع المتكرر في رسوماتها هو حقوق المرأة، وعلى الرغم من التهديدات بالعواقب القانونية استمرّت بطرح موضوعات محظورة كختان البنات وزواج الأطفال، وإذا كانت لدى المرأة مشكلة فسيكون لدي المجتمع مشكلة” كما تعبّر هي بنفسها، وهي غالباً ما تساءلت عن الصورة النمطية المتداولة عن المرأة في الرسومات الساخرة، ليس في مصر وحسب وإنما في العالم.
وقالت دعاء العدل حول منحها الجائزة: “لقد أصبحت لدي قناعة أن العالم لم يعد يحبّ رسامي الكاريكاتور، منذ ٥ سنوات حدثت مذبحة لرسامي كاريكاتور شارلي إيبدو؛ قتل منهم شارب وكابو وولينسكي وتينوس، وقبلهم بسنوات طويلة دَفع رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي حياته ثمنًا لرسوماته واغتيل في لندن في عام ١٩٨٧، ومنذ عام واحد في ٢٠١٩ تخّلت الجريدة العريقة نيويورك تايمز عن نشر رسومات الكاريكاتور السياسي في نسختها الدولية بسبب إحدى الرسومات الكاريكاتورية التي أثارت الجدل، في مشهد جعل تعامل الدول العظمى مع الكاريكاتور السياسي شبيهًا بتعامل دول العالم الثالث معه.
وأضافت أن المجتمعات التي تعلو فيها العنصرية والتطرف لا تقبل الكاريكاتور، والأنظمة التي تحكم العالم اليوم لم تعد تقبل الكاريكاتور، ولذلك كله فإنّ وجود هذه الجائزة في هذا الوقت الذي يمرّ به العالم هو دعم لمسيرة رسامي الكاريكاتور وحريتهم في التعبير، بالنسبة لي قطع مضيئة في لوحة حالكة السواد، أشكركم، لقد كان شرف لي الحصول على هذه الجائزة الرفيعة.
وتقول هيلي كلاين ، رئيسة تحرير مجلّة داجينس آربيتيه: “استطاعت إيفيكو اختراق الحدود التي وضعتها السلطات السويدية ولكنها لم تكتف بذلك، وإنما نبض قلبه أيضاً مع مظالم العالم، لا يمكن أبداً تجاهل أهمية الكاريكاتور السياسي في السعي لتحقيق الديمقراطية، لذلك نرى أنه من الجيد والرائع أن يتمّ منح جائزة إيفيكو هذا العام لرسامة الكاريكاتور المصرية الشجاعة دعاء العدل”.
ودعاء العدل من مواليد 1979 تعمل كرسامة كاريكاتور منذ عام 2007 لصالح جريدة المصري اليوم، وحات العديد من الجوائز المرموقة، من بينها جائزة الكاريكاتور من أجل السلام، وسلمها إياها الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان عام 2014. وفازت هذا العام بجائزة مسابقة الرسومات المتحدة لرسامات الكاريكاتور العالمية.