الخرطوم: الحكومة الأمريكية التزمت بتوفير تسهيلات نقدية تفوق المليار دولار كمساعدات
كتب – أحمد سلامة
أعلنت الخرطوم أن الحكومة الأمريكية التزمت بتوفير تسهيلات نقدية تفوق المليار دولار كبداية، والتي ستفتح الباب لأكثر من 1.5 مليار دولار سنويا كمساعدات إضافية للسودان.
وقالت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي السودانية، إن وفدا من الرؤساء التنفيذيين لأكبر 10 شركات زراعية أمريكية، سيصلون إلى الخرطوم في الأيام القليلة القادمة لبناء فرص استثمارية، ويتبع ذلك وفود من قطاعات أخرى متعددة لإكمال مشوار إعفاء الديون، وذلك بالإضافة لدعم عيني يتضمن توفير كمية مقدرة من القمح والمواد الأخرى لمدة أربع سنوات.
ورحبت وزارة المالية بقرار رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، واعتبرت أن هذا القرار أعاد السودان الى مكانه الحقيقي كشعبٍ مُحبٍ للسلام وساع للاستقرار.
وقالت الوزارة إن هدف إزالة إسم السودان من تلك القائمة من أهم أولويات الحكومة الانتقالية ويعتبر من أعظم إنجازاتها، ولم يكن هذا ليحدث لولا جهود شاقة ومتواصلة استمرت لمدة عام.
وكانت الإدارة الأميركية قررت في أكتوبر الماضي شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بناء على اتفاق تم بين الخرطوم وواشنطن في أغسطس يقضي بدفع 335 مليون دولار كتعويضات لأسر ضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 والبارجة “يو أس كول” في اليمن في العام 2000.
وقال دونالد ترامب الرئيس الأمريكي في نهاية أكتوبر الماضي “وافقت حكومة السودان الجديدة، التي تحرز تقدما كبيرا، على دفع 335 مليون دولار للأمريكيين من ضحايا الإرهاب وعائلاتهم، بمجرد إيداع المبلغ سأرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، أخيرا، العدالة للشعب الأمريكي وخطوة كبيرة للسودان!”.
وقالت السفارة الأمريكية في الخرطوم، الاثنين الماضي، إن إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب دخل حيز التنفيذ، بعد انقضاء فترة إخطار الكونجرس البالغة 45 يوما.
وكتبت السفارة الأمريكية في الخرطوم على صفحتها بموقع “فيسبوك”، أن وزير الخارجية مايك بومبيو وقع إشعارا يفيد بإلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب، مشيرة إلى أن “الإشعار أصبح ساري المفعول اعتبارا من 14 ديسمبر، ليتم نشره في السجل الفيدرالي”.
تجدر الإشارة إلى أن تقارير إخبارية، في نوفمبر الماضي، كانت قد أكدت أن وفدا إسرائيليا زار السودان بعد نحو شهر من إعلان الجانبين اتفاقا بوساطة أمريكية على اتخاذ خطوات نحو التطبيع، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ونقل موقع “سودان تريبيون”، حينها، عن المتحدث باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح القول، إن مجلس الوزراء لم يكن على علم بهذه الزيارة.. مضيفا “لم تنسق معنا أية جهة في الدولة بشأنها، ولا نعلم بتكوين الوفد ولا الجهة التي دعته واستقبلته”، ونقل الموقع عن مصادر متطابقة أن الوفد وصل بتنسيق من قيادات عسكرية في مجلس السيادة.
وحذا السودان حذو الإمارات والبحرين ووافق على إقامة علاقات رسمية مع العو الإسرائيلي، ليصبح ثالث دولة عربية تتواصل مع سلطة الاحتلال بتشجيع من واشنطن خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن القادة العسكريين والمدنيين في الحكومة الانتقالية السودانية مختلفون بشأن سرعة وكيفية المضي في تطبيع العلاقات.
وتؤكد الحكومة التنفيذية برئاسة عبدالله حمدوك أن التطبيع أو التقارب مع إسرائيل ينبغي تركه لحكومة منتخبة وأن الحكومة الانتقالية الحالية لا تملك تفويضا لاتخاذ مثل هذا القرار.
في المقابل، يقول رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، الذي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي الأوغندية خلال فبراير الماضي، إن التقارب مع سلطة الاحتلال أمر تقتضيه المصلحة العليا للسودان.