الحرية للصحافة.. مظاهرة دعما لجوليان أسانج تزامنا مع نظر القضاء البريطاني تسليمه لأمريكا وتخوفات على حياته (فيديو)
انطلقت مظاهرة حاشدة لدعم مؤسس “ويكيليكس” جوليان أسانج في لندن تزامنا مع بدء جلسات المحكمة العليا، اليوم الثلاثاء 20 فبراير 2024، للنظر في طعون المحاكم البريطانية الأدنى في قرار تسليمه للولايات المتحدة.
وتم رفض الاستئناف في جميع التهم الثماني الذي قدمه محامو أسانج ضد أمر تسليمه من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة، وقد تكون هذه المحاكمة الأخيرة للأسترالي البالغ من العمر 52 عاما في المحاكم البريطانية.
وإذا نجح هذا الاستئناف، فسيتاح لدفاع أسانج الفرصة للطعن في تسليمه إلى الولايات المتحدة في المحاكم البريطانية، أما إذا لم ينجح فستكون إحدى الفرص الأخيرة لمنع تسليم مؤسس ويكيليكس إلى الولايات المتحدة في مثل هذا السيناريو، هي الاستئناف أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR).
وكانت الحكومة البريطانية قد نشرت في وقت سابق قائمة قضايا جلسة الاستماع أمام المحكمة العليا، ما يترتب عليه أن المحكمة ستبدأ الجلسات لمدة يومين بدءا من اليوم الثلاثاء، لتحدد خلالها ما إذا
كان أسانج سيتاح له الفرصة لمواصلة الطعن على قرار تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية أمام المحاكم البريطانية.
وقال أحد المتحدثين أمام الجمع الحاشد إن قضية أسانج “أهم قضية تتعلق بحرية الصحافة في القرن الحادي والعشرين، ونريد أن تفهم المحكمة أن غالبية الناس في هذا البلد يعتقدون أنه لا ينبغي أن يوضع الصحفي في السجن لأنه يقول الحقيقة”.
ويشارك في الفعالية الرئيس السابق للاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا تيم داوسون، وكذلك الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني جيريمي كوربين.
بدورها دعت زوجة أسانج، ستيلا أسانج، إلى إطلاق سراح زوجها وهددت مضطهديه بتحمل المسؤولية، حيث قالت أمام الجمع الحاشد لدعم أسانج: “أطلقوا سراح جوليان أسانج! عليهم أن يعرفوا أنهم لن يفلتوا من العقاب.. جوليان يحتاج إلى الحرية، ونحن جميعا بحاجة إلى الحقيقة”.
ويواجه أسانج 18 تهمة جنائية قد تضعه في السجن لما يصل إلى 175 عاما. وقد يكون أحد الخيارات الأخيرة لمنع نقله إلى الولايات المتحدة هو الاستئناف أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وقد نال الصحفي الأسترالي شهرته عام 2006، عندما نشر موقع “ويكيليكس” الذي أسسه لنشر الوثائق السرية، عام 2010، لقطات فيديو سرية للجيش الأمريكي، أظهرت كيف قتل ما لا يقل عن 18 مدنيا بعد هجوم على مروحية أمريكية في بغداد عام 2007. وفي عام 2010، بدأ الموقع أيضا نشر 250 ألف وثيقة دبلوماسية أمريكية.
وقد لجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور في لندن منذ يونيو 2012 خوفا من تسليمه، إلا أن الإكوادور سمحت باعتقاله، وتم ذلك في صباح 11 أبريل 2019، بناء على طلب من الولايات المتحدة بعد طرده من السفارة، وبعدها وضع في سجن بيلمارش بلندن.
في يونيو 2022، وافقت وزيرة الداخلية البريطانية آنذاك بريتي باتيل على تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة بعد نظر القضية من قبل محكمة ويستمينستر الجزئية والمحكمة العليا في لندن. ولم تعتبر المحاكم البريطانية أن تسليم أسانج سيكون قمعيا أو غير عادل.
في يونيو 2023، قدم أسانج استئنافا نهائيا إلى المحكمة العليا في لندن لمحاولة الطعن على قرار القاضي جوناثان سويفت، الذي رفض استئناف محامي الصحفي ضد أمر تسليمه في جميع التهم الثمانية.
وحذرت ستيلا أسانج من أن زوجها قد يواجه الموت إذا تم تسليمه إلى الولايات المتحدة، وقالت لـ”بي بي سي” يوم الاثنين: “هذه القضية ستحدد بشكل أساسي ما إذا كان سيعيش أم سيموت”.
وسبق أن صرحت أنه في أكتوبر 2021، أصيب أسانج بجلطة دماغية صغيرة وحالته الصحية مستمرة في التدهور، وخلال جلسات المحكمة في لندن في السنوات الماضية، أثار الخبراء مخاوف بشأن الحالة النفسية لأسانج، وشخصوه بأنه يعاني من الاكتئاب السريري، الذي قد يؤدي إلى الانتحار.
وأكدت ستيلا أسانج أنه في حال لم توافق المحكمة العليا على حجج الدفاع، “فلن تكون هناك فرصة لمزيد من الاستئناف، ولم تستبعد إمكانية الاستئناف أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لكنها أضافت أن الفريق القانوني لن يكون لديه أكثر من يوم للقيام بذلك.