الحرية حقه| علاء عبدالفتاح.. 1000 يوم من الحبس و86 يوما من الإضراب عن الطعام (متى تنتهي كل هذه المعاناة؟)
دخل المدون والناشط السياسي علاء عبدالفتاح يومه الـ86 من الإضراب عن الطعام داخل محبسه في سجن وادي النطرون الجديد، اليوم الأحد، كما واصلت شقيقته الباحثة منى سيف إضرابها التضامني معه عن الطعام لليوم الـ15، وسط استمرار المطالبات بالإفراج الفوري عنه بعد تدهور حالته الصحية داخل محبسه.
وأكمل علاء 1000 يوم من الحبس، منذ أن ألقت قوات الأمن القبض عليه في سبتمبر 2019 بالتزامن مع أحداث 20 سبتمبر، وجرى حبسه احتياطيا على ذمة القضية رقم 1365 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.
في 20 ديسمبر2021، قضت محكمة جنح أمن الدولة بسجنه 5 سنوات بعد إدانته بـ”نشر أخبار كاذبة”، كما حكمت على المدون محمد إبراهيم والمحامي محمد الباقر بالسجن أربع سنوات في الاتهامات نفسها.
وقبل سنوات من الحكم وبالتحديد في ديسمبر 2013، ألقت قوات الأمن القبض على عبدالفتاح وأحيل للتحقيق في القضية التي عرفت إعلاميا باسم “أحداث مجلس الشورى”، التي قضى على أثرها حكما بالسجن 5 سنوات، حتى مارس 2019 قبل 6 أشهر من إلقاء القبض عليه مجددا.
كانت منى سيف، أعلنت تقدمها بطلب للعفو عن شقيقها الذي بدأ إضرابا عن الطعام للمطالبة بانتداب قاضي تحقيقات للتحقيق في كافة الشكاوى والبلاغات المتعلقة بكافة الانتهاكات التي تعرض لها منذ القبض عليه في سبتمبر 2019، فضلا عن السماح بزيارة من القنصلية البريطانية له في محبسه للتداول في المسارات القانونية المتاحة أمامه وتمكينه من التنسيق مع محاميي الأسرة بإنجلترا لاتخاذ الإجراءات القانونية الممكنة أمام القضاء البريطاني.
أكدت منى تقديم اسم علاء أكثر من مرة للجنة العفو الرئاسية، مؤكدة اتخاذها جميع المسارات السياسية والقانونية لرفع الظلم عن شقيقها وإنقاذ حياته.
وواصلت في منشور سابق لها: “أنا اللي مهتمة انه يوصل لصاحب القرار في البلد دي هو أن مش فارق معايا الطريقة، وأن علاء مضرب عن الطعام وحالته بتتدهور ومقرر ينهي الفترة دي كلها أيا كان واحنا بنحاول ننهيها وننقذ حياته وأي مستقبل باقي لابنه ولنا كعائلة بعيد عن هنا تماما؛ عفو ممكن، إسقاط جنسية وتسليمه لبلده التانية ممكن، إنه يموت من تجويع نفسه عشان جايب آخره للأسف برضه ممكن”، وختمت: “كل دي سيناريوهات مختلفة لإنهاء المفرمة اللي هو فيها بشكل لا يتوقف من 2013 وحقيقي القرار مش بإيدينا إحنا”.
تقدمت أسرة علاء ببلاغ للنائب العام قيد برقم ١٨١٣٦ لسنة ٢٠٢٢ عرائض النائب العام، لتأكيد استمراره في الإضراب عن الطعام، والاستماع لأقواله كمبلغ، وتوفير الرعاية الطبية له، وتقديم تقارير دورية للنيابة عن حالته الصحية أثناء الإضراب،
كما تقدم المحامي الحقوقي خالد علي تقدم ببلاغ آخر بصفته وكيلا عن علاء للنائب العام قيد برقم ١٦٢٧٠ لسنة ٢٠٢٢ عرائض النائب العام، بإضراب علاء منذ بداية شهر رمضان الماضي، ورفض استلام المأكولات التي كانت بالزيارة.
وفي مطلع يونيو الحالي، قال وفد من المجلس القومي لحقوق الإنسان، برئاسة السفيرة مشيرة خطاب، إنه اطلع على التقارير الطبية لعدد من السجناء في مركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون “سجن وادي النطرون الجديد”، ومن بينهم المدون والناشط علاء عبدالفتاح، وتبين استقرار حالته الصحية وعلاماته الحيوية في معدلاتها الطبيعية، ومتابعته من جانب الأطباء بصفة دورية.
وقال المجلس في بيان إن التقرير أشار إلى تلقي علاء المقررات الغذائية المنصرفة له من إدارة محبسه، بالإضافة لتلقيه الأطعمة والمشروبات الواردة له من أسرته بصفة شبه أسبوعية، فضلا عن تعامله مع مقصف مركز التأهيل، ولا يوجد أي بلاغات لإدارة محبسه بإضرابه عن الطعام أو أي من النزلاء المودعين بمركز التأهيل.
من جهتها، أكدت الدكتورة ليلى سويف، والدة علاء، أن أعضاء المجلس القومي لم يلتقوا بنجلها، وأنهم قرروا تصديق ادعاءات الإدارة الأمنية التي ترفض الاعتراف بإضرابه عن الطعام وعدم توثيقه.
وأضافت لـ”درب”: “في حدود علمي، علاء لم يتم فحصه طبيا بعد الفحص الأول الذي تم يوم إيداعه 18 مايو الماضي، فلا أدري كيف تسمى هذه متابعة من الأطباء بصفة دورية”.
وتابعت: “أما بالنسبة لإضراب علاء من عدمه، فأفضل رد هو مقتطف من أحد خطاباته، الذي نشرته في وقت سابق، باستمرار إضرابه رغم عدم إثباته في محضر، وعدم قدرته على التمسك بموقف استلام التعيين بسبب دورة العمل التي لا تتضمن فتح باب، لذلك قرر الاستلهام من إضرابات الأسرى الفلسطينيين إلى استلهام صيامات مولانا غاندي”.
وزارة الداخلية قالت إنها سلمت النيابة العامة مقاطع مصورة داخل زنزانة علاء عبد الفتاح “تثبت عدم صحة الادعاء بإضرابه عن الطعام، وعدم صحة الادعاء بعدم السماح له بدخول الكتب لمحبسه”، وفقا لبيان لها.
بدورها ردت الباحثة منى سيف، على بيان الداخلية، قائلة: “علاء كان ممنوع عنه الكتب تمامًا في سجن شديد الحراسة ٢، بقى مسموح بالكتب لما اتنقل وادي النطرون الشهر اللي فات يوم ١٨ مايو، وبنكتب ده بوضوح”.
وتابعت: “بالنسبة للمقاطع اللي بيقولوا إن علاء بياكل فيها، ننتظر المقاطع تتعرض علينا أسرته والمحامين، ويا ريت كمان النيابة تستدعي علاء وتستمع لأقواله في البلاغ اللي من يوم ٥ أبريل عند النائب العام وتواجهه بالمقاطع في حضور محاميه.
وتساءلت: “يا ريت يعرفونا لو هو مش مضرب عن الطعام ليه مانعين زيارة القنصلية عنه وزيارة المحامي بالمخالفة للقانون؟ ده بالعكس هيبقى عندهم شهود عيان”.
المحامي الحقوقي خالد علي، أعلن منعه من زيارة عبدالفتاح، بمجمع سجون وادي النطرون، في وقت سابق رغم حصوله على تصريح من النيابة، مؤكدًا أن منعه يشعره بالخطر على صحة موكله
سناء سيف، شقيقة علاء عبدالفتاح، كتبت في منشور عبر “فيسبوك” في الثاني عشر من يونيو: “فاكرين لما قلت لكم الأمل بدأ يتسرسب لعلاء عشان كدا حول إضرابه جزئي وبقى ياخد ١٠٠ سعر في اليوم عشان يكسبنا وقت؟ النهاردة هو قال لمنى – خلال زيارتها له في محبسه – أنا مش هخرج بطلوا تفكروا بالطريقة دي، أنا هموت هنا شهيد”.
وفي 23 يونيو، قالت منى سيف، إن شقيقها المحبوس منذ سبتمبر 2019، خرج لأول مرة تريض خارج الزنزانة، بعد سنتين و10 أشهر من حبسه.
وبمناسبة يوم الأب وتزامنا مع دخوله اليوم الـ79 من إضرابه عن الطعام، تضامن عدد من نجوم هوليوود مع علاء عبدالفتاح، في شريط فيديو نشرته شقيقته منى سيف، لحث السلطات المصرية للإفراج عنه،
وقرأ نجوم هولييود مقطوعة من مقال علاء، “نصف ساعة مع خالد” الذي كتبه في السجن في ديسمبر من العام 2011، وضمن مجموعة من المقالات التي ضمها كتابة «أنت لم تهزم بعد» الذي طرحته دار “فيتزكارالدو إيديشنز” في أكتوبر 2021.
جددت منظمة العفو الدولية مطالبها بالإفراج الفوري عن الناشط السياسي علاء عبدالفتاح.
وقالت منظمة العفو عبر حسابها على موقع “تويتر”: “لا يزال علاء عبد الفتاح مضربا عن الطعام للاحتجاج على أوضاع سجنه القاسية و تَشْهدُ حالته الصحية تدهوراً شديداً، طالبوا السيسي بالإفراج عنه على الفور ودون أي شرط أو قيد”.