الحرب الروسية الأوكرانية تنذر بأزمة حبوب عالمية.. أسعار القمح ترتفع لأعلى مستوى منذ أكثر من 14 عاما
وكالات
ارتفعت أسعار القمح إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد، تزامنا مع قلق التجار بشأن احتمالات تعطل الإمدادات العالمية بفعل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والعقوبات الغربية على موسكو.
وارتفع سعر القمح في بورصة شيكاغو للتجارة بمقدار 24 سنتا ليتجاوز 10.08 دولار للبوشل (البوشل = 27 كيلو جراما)، وفي بورصة مينيابوليس للحبوب، ارتفعت العقود الآجلة للقمح الربيعي لشهر مارس بمقدار 65 سنتا لتصل إلى 10.54 دولارات.
وصلت قيمة العقود الآجلة للقمح إلى 984 سنتا للبوشل عند أعلى نقطة في تعاملات جلسة أمس، وهو أعلى مستوى منذ 4 أبريل عام 2008، عندما وصل سعر تداول القمح إلى 985.5 سنتا للبوشل.
ووفقا لتقييم «ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس»، ارتفعت أسعار القمح في روسيا بنسبة 12.5 دولار للطن المتري يوميا لتصل إلى 375 دولارا للطن المتري، أمس الثلاثاء.
وتعدَ روسيا أكبر مصدّر للقمح في العالم، في حين أوكرانيا هي خامس أكبر مصدر وتُعتبر “سلّة الخبز في أوروبا”، أي أنّه من بين 207 ملايين طن (حجم تجارة القمح دولياً)، يأتي 17% من الكميّة من روسيا و12% من أوكرانيا، بحسب شبكة “سي إن بي سي”.
وفي حين تسهم أوكرانيا وروسيا بنحو 29 في المئة من صادرات القمح العالمية و19 في المئة من إمدادات الذرة في العالم و80 في المئة من صادرات زيت دوار الشمس، يخشى التجار أن تؤثر الحرب الحالية على حركة الحبوب وتدفع المستوردين للبحث عن بدائل للإمدادات القادمة من منطقة البحر الأسود.
وحذرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد من تداعيات خطيرة، وقالت: “لأنّ أوكرانيا هي من أكبر مصدّري القمح في العالم، وخصوصًا لللعالم النامي، فإنّ روسيا يمكنها أن تتسبّب بارتفاع أسعار المواد الغذائية وبجوع أكثر شدّة في أماكن مثل ليبيا واليمن ولبنان”.
وأصبحت تجارة القمح من منطقة البحر الأسود عالقة منذ غزو روسيا لأوكرانيا، في 24 فبراير، حيث تتم تلبية الطلب على قمح البحر الأسود من خلال الإمدادات من رومانيا وبلغاريا على المدى القصير، موضحين أن هناك احتمالا أن ينتقل المشترون في الشرق الأوسط، الذين يشترون عادة قمح البحر الأسود بكميات كبيرة، إلى الأرجنتين والولايات المتحدة والهند لتلبية متطلباتهم.
واعتبارا من 21 فبراير الماضي، ارتفعت صادرات القمح الأوكراني بنسبة 34% في عام التسويق 2021 – 2022 (يوليو – يونيو)، إذ بلغت الصادرات 17.8 مليون طن متري، وتوقعت «ستاندرد آند بورز» أن تصل صادرات القمح الأوكرانية إلى 22.5 مليون طن متري في عام 2021 – 2022.
يذكر أنّه في الساعات الأولى من صباح الخميس 24 فبراير، بدأت روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا بعد أن طلبت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك المساعدة للدفاع عن نفسيهما من الهجمات المكثفة للقوات الأوكرانية.
وفرضت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركيّة حزمة واسعة من العقوبات على شركات ومصارف روسية، فيما يجري بحث عزل روسيا عن نظام “سويفت” المالي، بالإضافة الى أنّ الى المضي قُدُماً في فرض عقوبات على الرئيس الروسي ووزير الخارجيّة تضمنت حظر دخول الى الأراضي الأميركيّة.
من ناحيتها أكّدت روسيا أنها استعدت جيداً “لمثل هذه الإجراءات” التي توقعت حدوثها بغض النظر عن الموقف بشأن أوكرانيا.