الحدود الأوكرانية ملتهبة| حشود عسكرية روسية.. وألمانيا تجدد تهديدات الاتحاد الأوروبي: أي اجتياح سيكون له رد قوي على موسكو
كتب – أحمد سلامة ووكالات
قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن أي انتهاك من طرف روسيا لحدود أوكرانيا سيكون له رد قوي.
وأكد المستشار الألماني بعد انتهاء قمة رؤساء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن الزعماء بحثوا خلال القمة أمن أوكرانيا وآخر التطورات في منطقة الحدود بينها وبين روسيا.
وأضاف “من المهم بالنسبة لنا ألا تتخلخل حدود أوروبا، موضوع الأمن هذا ينطبق على الجميع، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال احترام مبدأ الأمن المشترك في أوروبا”.
وكانت شبكة “سي إن إن” قد نشرت تقريرًا قبل أسبوعين أكدت فيه أن القوات الروسية تمتلك قدرات على طول الحدود الأوكرانية لتنفيذ غزو سريع وفوري، بما في ذلك إقامة خطوط إمداد، مثل الوحدات الطبية والوقود التي يمكن أن تستمر في صراع طويل الأمد، إذا اختارت موسكو الغزو.
وأشارت الشبكة إلى قلق المسؤولين الأمريكيين المتزايد بشأن التحركات.. حيث يمكن للمستويات الحالية للمعدات المتمركزة في المنطقة أن تزود قوات الخطوط الأمامية لمدة سبعة إلى 10 أيام ووحدات دعم أخرى لمدة تصل إلى شهر، وفقًا لمصدر مطلع على الأمر.
وقال النائب الديمقراطي مايك كويجلي من إلينوي، وعضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، لشبكة CNN إنه يعتقد أن روسيا في وضع يمكنها من الغزو “عندما يريدون”، مُضيفًا أن “قدرات روسيا ستكون بمثابة حرب خاطفة في العصر الحديث”.
وصرح مسؤول كبير في الإدارة للشبكة بأن الولايات المتحدة “لاحظت إضافة قوات روسية إضافية إلى المنطقة الحدودية في الأيام الأخيرة”، لكن المصدر امتنع عن ذكر تفاصيل عدد القوات.
قال مسؤولون إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم الغزو أو ما إذا كان الحشد هو لعبة حافة الهاوية للحصول على تنازلات من الغرب. لكن الاستعداد العسكري الواضح أثار مخاوف المسؤولين الغربيين، الذين يقولون إن روسيا تعد نفسها لتكون قادرة على شن هجوم في وقت قصير جدًا.
وصرح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للصحفيين في لاتفيا بأنه “يجب أن نستعد لجميع الحالات الطارئة”.
وبالمثل، قال مسؤول استخباراتي غربي كبير إن روسيا تحاول “تمهيد الطريق لتكون جاهزة لإجراء عملية واسعة النطاق إلى حد ما” في أوكرانيا في محاولة لإجبار كييف على الابتعاد عن انجرافها إلى فلك أوروبا الغربية وحلف شمال الأطلنطي.
نفت روسيا في الأيام الأخيرة أن لديها أي خطط لمهاجمة أوكرانيا، لكنها طالبت أيضًا بضمانات أمنية من الغرب، مثل تعهدها بأنها لن تسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، “لذلك إذا كان الناتو لا يزال يرفض مناقشة هذا الموضوع أو الضمانات أو الأفكار التي طرحها رئيس روسيا، فلاديمير بوتين، فسنتخذ بالطبع إجراءات لضمان أن أمننا وسيادتنا وسلامة أراضينا لا تعتمد على أي شخص آخر”.
وخلال الأيام القليلة الماضية، واصلت روسيا حشد قوات جديدة بالقرب من الحدود الأوكرانية، على الرغم من حث الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين على تهدئة التوترات خلال اجتماع افتراضي الأسبوع الماضي.
وتم إرسال المزيد من الوحدات العسكرية الروسية إلى المنطقة الحدودية في الأيام الأخيرة، حسبما أفادت مصادر مطلعة على الاستخبارات لشبكة CNN. رأى المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون أيضًا أدلة على أن روسيا بدأت في تحويل أنظمة النقل الجوي والسكك الحديدية التجارية لدعم الجهود العسكرية، على الرغم من أن نشاطًا جويًا وسككًا حديدًا مشابهًا كان مرئيًا في الربيع خلال آخر حشد عسكري لروسيا تم سحبه في النهاية.
تضع أحدث التقييمات الاستخباراتية الأمريكية أكثر من 50 من ما يسمى بـ”مجموعة كتيبة تكتيكية” منتشرة على الحدود الأوكرانية وحولها، وستة أخرى في الطريق. هذه المجموعات، التي يمكن أن تضم عادة ما يصل إلى 900 فرد لكل منها، هي وحدات قتالية شديدة التنوع ومكتفية ذاتيًا إلى حد ما مع مزيج من القوات والمدفعية والأسلحة المضادة للدبابات ووحدات الاستطلاع والهندسة. لعبت مجموعات BTGs، كما تُعرف، دورًا رائدًا في النشاط العسكري الروسي في أوكرانيا في عام 2014.
وتطالب روسيا بضمانات أمنية من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطي، بما في ذلك تعهد ملزم بأن الناتو لن يتوسع شرقًا ولن يسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى التحالف العسكري، وفقًا لمسودة اقتراح نشرتها وزارة الخارجية الروسية على الإنترنت يوم الجمعة. وقدم المسؤولون الروس المقترحات لمساعدة وزيرة الخارجية الأمريكي، كارين دونفريد، أثناء وجودها في موسكو هذا الأسبوع، التي قالت دونفريد إنها ستشاركها مع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة.
في السياق ذاته، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، بأن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس خطة لإرسال أسلحة ثقيلة للجيش الأوكراني.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون، إن إدارة بايدن تدرس إرسال طائرات مروحية وغيرها من المعدات العسكرية التي كانت مخصصة لدعم الجيش الأفغاني، إلى أوكرانيا.. موضحة أن الخطوة الأمريكية تهدف لمساعدة أوكرانيا في تعزيز دفاعاتها العسكرية، وسط حشد للقوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية.
وذكرت أن أوكرانيا تسعى للحصول على المعدات، لكن مجلس الأمن لم يوافق بعد على الأمر، بينما تسعى إدارة بايدن لحل دبلوماسي يدفع موسكو للتراجع عن نشاطها العسكري على حدود أوكرانيا.
وأشار مسؤول أوكراني إلى أن بلاده تضغط على واشنطن وتبحث مع مسؤولي البنتاجون للحصول على أنظمة دفاع جوي، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
في سياق آخر، قال مسؤول بالبيت الأبيض لوكالة “رويترز” إن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة القضايا الأمنية مع روسيا، وأنها سترد “قريباً” على المقترحات التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت الوكالة عن المسؤول، الذي لم يفصح عن اسمه، قوله “إننا على استعداد لمناقشة القضايا الأمنية والاستراتيجية مع روسيا”.. مضيفا “نعقد في الوقت الراهن محادثات مع حلفائنا وشركائنا الأوروبيين، وسوف نتواصل مع الحكومة الروسية في الخطوات المقبلة، خلال وقت قريب”، من دون أن يحدد موعداً لذلك.